icon
التغطية الحية

ميدل إيست أي: ضغوط روسية على العراق لفتح المجال الجوي للرحلات العسكرية إلى سوريا

2023.03.29 | 16:09 دمشق

مروحية روسية تحلق خلال دورية روسية تركية مشتركة في الريف الشرقي لسوريا (AFP)
مروحية روسية تحلق خلال دورية روسية تركية مشتركة في الريف الشرقي لسوريا (AFP)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قال دبلوماسي ومسؤولون عراقيون لموقع "ميدل إيست أي" إن روسيا طلبت من الحكومة العراقية إعادة فتح مجالها الجوي أمام الجيش الروسي لنقل القوات والمعدات إلى قواعده في شرق سوريا.

ولفت المسؤولون إلى إن الممر الجوي الروسي السوري المقترح الذي يمر عبر الأجواء العراقية سيكون أقصر الطرق وأقلها كلفة لموسكو.

يأتي ذلك بعد أن أغلقت تركيا مجالها الجوي أمام الطيران المدني والعسكري الروسي في نيسان من العام الماضي، حيث واجهت روسيا مشكلات في استخدام الأجواء العراقية لتسيير رحلات جوية من وإلى سوريا تبعتها قيود فرضتها حكومة رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي بحجة أن الرحلات الجوية الروسية كانت تهدد القواعد العسكرية الأميركية في العراق وسوريا.

تراجع في القيود

ومع ذلك، قال الدبلوماسي إنه منذ استبدال الكاظمي بمحمد شياع السوداني في أكتوبر / تشرين الأول، بدأت هذه القيود في التراجع.

وزار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بغداد الشهر الماضي برفقة وفد كبير من الدبلوماسيين ورجال الأعمال، والتقى الوفد بعدد من القيادات العراقية، بينهم السوداني والرئيس عبد اللطيف رشيد ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.

وأكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، خلال الزيارة، أن الطرفين العراقي والروسي ناقشا سبل تعزيز العلاقات بين "البلدين الصديقين" وآليات سداد ديون الشركات الروسية العاملة في العراق.

وواجهت بغداد صعوبات في سداد ديونها الروسية بعد أن فرضت دول غربية عقوبات على موسكو ردا على غزو أوكرانيا.

وعلى صعيد متصل، قال دبلوماسي واثنان من مستشاري السوداني لموقع "ميدل إيست أي" إن  سيرغي لافروف ناقش ثلاثة ملفات مع رئيس الوزراء العراقي، أحدها كان ديون العراق المستحقة للشركات الروسية.

وقال الدبلوماسي "الدين الروسي المستحق على العراق قد يصل إلى مليار دولار وهذا الرقم لا يعني شيئا لروسيا ولا يمثل أولوية بالنسبة لموسكو".

تأخير تصاريح الطيران

وبحسب الموقع فإن الحصول على وصول للرحلات الجوية العسكرية عبر العراق وتفعيل التحالف الأمني ​​الروسي - السوري - الإيراني - العراقي "هما أهم ملفين ناقشهما لافروف مع السوداني".

وقال الدبلوماسي إن "الحكومة الجديدة منحت ثلاثة تصاريح (طيران) للروس خلال الأشهر القليلة الماضية، لكن الجانب الروسي لم يتسلمها إلا قبل وقت قصير من انتهاء فترة صلاحيتها، ولم يستفيدوا منها'.

وقال الدبلوماسي إن قيادة العمليات العسكرية العراقية المشتركة تأخرت في إرسال هذه التصاريح إلى الروس لأسباب غير واضحة، ولم يكن هناك وقت كاف لتجهيز الشحنات.

وأوضح أن استخدام الأجواء العراقية أصبح ضرورة بالنسبة للروس بعد التطورات الأخيرة. واستخدام ممرات أخرى سيكون أطول وأكثر كلفة ويتطلب موافقة الدول الأخرى.

وأكد اثنان من مستشاري السوداني، الذين تحدثوا إلى ميدل إيست أي بشرط عدم الكشف عن هويتهم، أن لافروف طلب من السوداني استئناف منح الإذن للطائرات العسكرية الروسية لاستخدام المجال الجوي العراقي لمرور "الدعم اللوجستي" للقوات الروسية في سوريا. لكنهم قالوا "إن الحكومة العراقية ما زالت تناقش خياراتها".

وقال أحدهم "الروس يستخدمون الأجواء العراقية لهذا الغرض منذ سنوات لكن الوضع حساس في الوقت الحالي".

الديون العراقية لروسيا

تعد روسيا واحدة من أكبر المستثمرين في العراق، حيث تتجاوز استثماراتها السنوية 13 مليار دولار، معظمها في قطاع الطاقة. كما أنها من أهم موردي المعدات العسكرية لقوات الأمن العراقية.

لكن العقوبات الغربية جعلت بغداد تعاني من أجل أن تدفع للشركات الروسية العاملة في العراق ما تدين به لها مقابل الخدمات المختلفة التي تقدمها.

ونتيجة لذلك، تبلغ ديون وزارة النفط العراقية لشركة غازبروم ولوك أويل نحو 770 مليون دولار، في حين أن وزارة الدفاع تدين بنحو 650 مليون دولار إضافية للمعدات العسكرية، حسبما قال مسؤولون للموقع.

وقال الدبلوماسي إن منح شركات الطاقة حصة من النفط المنتج بدلا من النقد هو أحد الاقتراحات لتسوية بعض تلك الديون، مضيفاً: "المشكلة في ديون وزارة الدفاع، وقد تستخدمها روسيا كورقة ضغط".

الضغط في سوريا

يؤكد الموقع أن النفوذ الروسي في العراق ليس كبيراً مقارنة بالولايات المتحدة وإيران، ومن الواضح أن العراق "غير معني" بموضوع الديون الروسية.

وخلال زيارة لافروف اتفقت روسيا والعراق على تشكيل لجنة لإيجاد طريقة لسداد الديون، لكنها بحسب الدبلوماسي لم تلتق بعد والجانب العراقي لم يعتبر هذه المسألة أولوية أو عاجلة، حيث أكد مستشارو السوداني للموقع أن "الأمور جيدة" مع الروس ، و "لا شيء يزعج العلاقات السلمية بين البلدين".

واستبعد الدبلوماسي أن تمارس روسيا ضغوطا على الحكومة العراقية داخل العراق إذا رفضت موسكو استخدام مجالها الجوي، كما استبعد مسؤولون عراقيون انسحاب شركات النفط الروسية من العراق.

وقال مسؤول عراقي كبير لموقع ميدل إيست أي إن روسيا "لن تضحي بالنفوذ الذي تؤمّنه هذه الشركات من أجلها"، لكنه قد يوقف عقود توريد المعدات العسكرية وصيانة الاسلحة الروسية التي تستخدمها وزارة الدفاع 

ومع ذلك، لم يستبعد الدبلوماسي والمسؤولون العراقيون أن تبدأ روسيا في الضغط على العراق بشكل غير مباشر في سوريا. وقال الدبلوماسي "وهذا يفسر مطالبة روسيا بتفعيل الاتفاقية الأمنية الرباعية".

وأضاف: "العراق جزء حيوي من نظام الطاقة العالمي، وخاصة الآن. جميع اللاعبين الدوليين الرئيسيين يتفقون الآن على أن الاستقرار في العراق أمر لا بد منه، وعليهم جميعًا الحفاظ عليه".

وقال مسؤولون للموقع إن كلاً من روسيا وشريكتها إيران تعلمان أن أي محاولة لزعزعة استقرار العراق ستثير رد فعل شرس وستأتي بثمن باهظ، لذلك من غير المرجح أن تشهد أي "ألعاب" في العراق نفسه في المستقبل القريب.

وأشار أحد المسؤولين إلى أنّ "الساحة السورية مرشح قوي لبعض الألعاب، لكن لها أيضًا موازينها الخاصة، ولن تكون اللعبة هناك بين الولايات المتحدة وروسيا بشكل مباشر.. كلاهما سيستخدم أدواتهما في المنطقة وحلفاءهما المحليين و الإقليميين، وهذه قصة مختلفة".