icon
التغطية الحية

ميتا تعلن اقتراب فك الحظر عن حسابي ترامب على فيس بوك وإنستغرام

2023.01.27 | 10:29 دمشق

دونالد ترامب مع شعار منصة فيس بوك - المصدر: الإنترنت
دونالد ترامب مع شعار منصة فيس بوك - المصدر: الإنترنت
CNN Business - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

أعلنت الشركة الأم لمنصة فيس بوك، ميتا، عن نيتها بإعادة الحسابات السابقة للرئيس السابق دونالد ترامب على فيس بوك وإنستغرام خلال الأسابيع القادمة، بعد مرور عامين على إيقافهما في أعقاب الهجوم على مبنى الكونغرس في السادس من كانون الثاني 2020.

حيث أعلن رئيس قسم الشؤون الدولية لدى شركة ميتا، نيك كليغ، في منشور على مدونته، الأربعاء، بأن: "قرارنا الذي اتخذناه بشأن الخطر على الأمن العام قد تراجع إلى الحد الكافي، وعليه سنعيد حسابي ترامب على فيس بوك وإنستغرام خلال الأسابيع القادمة. ولكننا سنفعل ذلك عبر فرض قيود جديدة لمنع تكرار الانتهاكات".

وقد ذكر كليغ بأن حسابات الرئيس السابق ترامب يمكن أن تعلق لمدة عامين عند خرق سياسات المنصة مستقبلاً.

وعبر عودة حسابيه على فيس بوك وإنستغرام للنشاط، سيتمكن ترامب من جديد من الوصول إلى منصات أقوى وأكبر تعتمد على التواصل والحشد وذلك في الوقت الذي يستعد فيه لمحاولة ثالثة في مجال الترشح للرئاسة والوصول إلى البيت الأبيض.

وهذا القرار الذي أتى في أعقاب تحرك مماثل من قبل تويتر يمكن أن يغير المشهد بالنسبة لطريقة تعاطي سلسلة طويلة من المنصات على الشابكة مع حسابات ترامب.

ولم يتضح بعد ما إذا كان ترامب سيغتنم الفرصة ليعود إلى منصات ميتا، بما أن ممثلي ترامب لم يصدر عنهم أي رد عندما طلب منهم التعليق على الخبر.

ولكن في منشور ظهر على منصته الخاصة التي تعرف باسم: Truth Social اعترف ترامب بقرار ميتا القاضي بتراجعها عن تعليقها لحسابه، وذكر بأن: "شيئاً من هذا القبيل لا يجب أن يتكرر مع شخص يتولى منصب الرئاسة ولا مع أي شخص آخر لا يستحق هذه العقوبة".

يذكر أن فريق الرئيس السابق ترامب لم يصله إشعار مسبق بقرار ميتا، بحسب ما ذكره أحد المصادر المطلعة على الموضوع، وذلك لأن معظم معاونيه ومستشاريه علموا بالقرار من خلال ما ورد في الإعلام. وقبل فترة قصيرة من الإعلان عن هذا الخبر، طلبت ميتا أن تلتقي بمحامي ترامب على عجل لتناقش معهم إمكانية عودته للنشاط على فيس بوك وإنستغرام، دون أن تفصح عن قرارها النهائي بهذا الشأن، فقد كان الاجتماع مايزال قائماً عندما نشرت ميتا الخبر بحسب ما أورده ذلك المصدر.

من جهة أخرى، أعادت منصة تويتر حساب ترامب في تشرين الثاني الماضي عقب استحواذ المليونير إيلون ماسك على تلك الشركة، بيد أن الرئيس السابق لم ينشر أي تغريدة حتى الآن، كونه آثر البقاء على منصته Truth Social.

إلا أن حملة ترامب أرسلت في مطلع هذا الشهر رسالة إلى ميتا توسلت من خلالها لتلك الشركة بفك الحظر عن حساب ترامب على فيس بوك، بحسب ما ذكره مصدر اطلع على تلك الرسالة، وهذا ما جعل أمر عودته إلى تلك المنصة ممكناً. وعلى الرغم من أن تويتر كانت المنصة التي يفضلها ترامب، إلا أن لديه انتشاراً واسعاً عبر فيس بوك وإنستغرام، حيث يتابعه 34 مليون شخص على فيس بوك و23 مليون متابع على إنستغرام وذلك قبل أن يتم تعطيل حسابيه. وقد أثنت الحملات السابقة لترامب على فعالية فيس بوك في مجال الأدوات الإعلانية الهادفة، كما أنفقت الملايين على الإعلانات عبر فيس بوك.

ولكن سرعان ما تعرض قرار ميتا لانتقادات من قبل عدد من المدافعين عن الأمن الرقمي والنواب الديمقراطيين، حيث أعلن عضو الكونغرس آدم شيف عبر تغريدة له بأن تمكين ترامب: "من العودة إلى منصة للتواصل الاجتماعي يعني مساعدته على نشر أكاذيبه وغوغائيته، وهذا بحد ذاته أمر خطير"، وأشار بأن ترامب لم يبد أي "بادرة ندم" على تصرفاته التي تتصل باقتحام مبنى الكونغرس في السادس من كانون الثاني عام 2020. في حين وصف ديريك جونسون رئيس الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين هذا القرار بأنه: "أبلغ مثال على تفضيل الأرباح على أمن الناس".

أما أنطوني روميرو مدير التجمع الأميركي للحريات المدنية، فقد وصف القرار بأنه: "طلب محق" فانضم بذلك إلى فئات أخرى أشادت بتلك الخطوة، حيث أضاف: "إن كبرى شركات التواصل الاجتماعي ما هي إلا عناصر فاعلة محورية عندما يتصل الأمر بقدرتنا الجماعية على التحدث والخطاب، وسماع خطاب الآخرين عبر الشابكة. ولذلك لابد لها أن تخطئ فيما يتصل بالسماح بظهور حشد كبير من الخطاب السياسي، حتى لو كان ذلك الخطاب مسيئاً".

كيف اتخذت ميتا القرار؟

اتخذت ميتا ذلك القرار التاريخي القاضي بحجب ترامب من نشر أي شيء على فيس بوك وإنستغرام بعد مرور يوم واحد على الهجوم على مبنى الكونغرس الأميركي، وذلك عندما اقتحم أنصار ترامب ذلك المبنى في محاولة منهم لإلغاء نتائج انتخابات عام 2020.

وسرعان ما تبعت منصات أخرى هاتين المنصتين، إلا أن فيس بوك أوضحت بأنها ستقوم بمراجعة هذا القرار في وقت لاحق. وبعد توصية مجلس الرقابة المستقل لدى فيس بوك بتوضيح ما يعنيه مصطلح التعليق لأجل غير مسمى في المقام الأول، أعلنت فيس بوك بأن الرئيس السابق سيبقى مقيداً من النشر على تلك المنصة حتى 7 من كانون الثاني 2023 على أقل تقدير.

وفي مطلع هذا الشهر، أخذت ميتا تفكر بمسألة إعادة حسابات ترامب بمساعدة شركة داخلية تم تأسيسها لهذا الغرض تضم رؤساء من سائر الأقسام في الشركة، وذلك بحسب ما ذكره شخص اطلع على تلك المداولات. حيث تضم تلك المجموعة ممثلين عن السياسة العامة للشركة وللتواصل وسياسة المحتوى وفرق الأمن والسلامة، وقد ترأس كليغ تلك المجموعة، وهنا لابد أن نذكر بأن هذا الرجل شغل في السابق منصب نائب رئيس الوزراء في المملكة المتحدة.

ولقد أعلنت الشركة في حزيران 2021 بأنها: "تتطلع أن يقوم الخبراء بتقييم مسألة تراجع الخطر على الأمن العام" في كانون الثاني 2023 وذلك حتى تتخذ قرارها بشأن الحسابين اللذين يعودان للرئيس السابق، حيث أعلن كليغ الذي كان يشغل حينها منصب نائب رئيس قسم الشؤون الدولية لدى شركة ميتا في تصريح له بأنهم: "في حال قررنا بأن هنالك خطراً جسيماً مايزال قائماً بالنسبة للأمن العام فسنمدد عملية الحظر لمدة من الزمن وسنواصل إعادة التقييم إلى أن يتراجع ذلك الخطر".

السياسة الجديدة لميتا

في منشوره الذي ظهر يوم الأربعاء، ذكر كليغ بأن الشركة ترى بأن: "العامة يجب أن يتمكنوا من سماع ما يقوله السياسيون في بلدهم، سواء أكان ما يقولونه جيداً أم سيئاً أم قبيحاً، وذلك حتى يتمكنوا من الاختيار في صندوق الانتخابات بناء على معلومات ومعرفة"، لكنه ذكر أيضاً: "بأن ذلك لا يعني عدم وجود حدود على ما يمكن للناس أن يقولوه عبر منصتنا".

وفي ظل الخروقات التي قام بها ترامب في السابق، سيواجه اليوم "عقوبات مضاعفة في حال تكراره لأي إساءة أو انتهاك" حسبما ذكره كليغ، وأضاف بأن هذه السياسة ستطبق على غيره من الشخصيات العامة التي تمت إعادة حساباتها بعد تعليقها وإيقافها بسبب ذلك الاضطراب الذي وقع في مبنى الكونغرس الأميركي.

وفي مقابلة أجراها كليغ يوم الأربعاء أعلن بأن الشركة لا "تريد من ترامب في حال عودته للتعامل معها أن يكرر ما فعله في 6 من كانون الثاني 2020، أي الاستعانة بخدماتنا بهدف نزع الشرعية عن انتخابات عام 2024، كما فعل عندما حاول تشويه انتخابات عام 2020".

وأضاف كليغ: "في حال نشر السيد ترامب لمحتوى يشتمل على مخالفة ما، فسيتم حذف ذلك المحتوى وإيقاف الحساب لفترة تتراوح بين شهر وسنتين، ويعتمد ذلك على مدى شدة وخطورة الانتهاك". ولكن بالنسبة لاحتمال حذف حسابات ترامب بشكل نهائي، وهو أمر سبق أن أشار له كليغ في السابق كنتيجة لأي انتهاك يمكن أن يحدث مستقبلاً في حال عودة حسابات ترامب للعمل، فلم يتم طرح هذا الموضوع على الطاولة نهائياً.

إذ بالنسبة للمحتوى الذي لا يخالف قواعد تلك المنصة ولكن: "يسهم في زيادة حجم الخطر الذي تجسد في السادس من كانون الثاني، مثل المحتوى الذي ينزع صفة الشرعية عن الانتخابات القادمة أو يتصل بنظرية المؤامرة السياسية الأميركية"،  يحق لميتا الحد من انتشار هذه المنشورات كما ذكر كليغ، كما بوسع الشركة أيضاً أن تزيل خيار إعادة المشاركة أو أن تبقي المنشورات ظاهرة على صفحة ترامب ولكن ليس ضمن آخر الأخبار لدى بقية المستخدمين، حتى لو كانوا يتابعونه. وفي حال تكرار تلك المخالفات، يمكن للشركة أن تقيد المستخدم من الوصول إلى أدواتها الإعلانية.

إذن، في حال نشر ترامب من جديد لمحتوى يخالف قواعد ميتا ولكن الشركة" قيمته على أنه يصب في الصالح العام كونه يُعرف الناس على قيام ترامب بالتصريح عن شيء دون أن يتسبب ذلك بأي أذى محتمل" بموجب سياسة تقييم الأخبار لدى الشركة، عندها يحق لشركة ميتا أن تقيد نشر هذه المنشورات مع تركها لتبقى موجودة على صفحة ترامب.

المصدر: CNN Business