icon
التغطية الحية

"موسم الكستليته"..مقتل جنرالات الحرس الثوري يثير موجة سخرية في الأوساط الإيرانية

2024.01.22 | 17:27 دمشق

آخر تحديث: 23.01.2024 | 09:51 دمشق

ضباط سوريون يقفون فوق ركام مبنى تضرر بسبب غارة صاروخية في حي كفرسوسة القريب من وسط العاصمة دمشق - تاريخ الصورة: 19 شباط 2023
ضباط سوريون يقفون فوق ركام مبنى تضرر بسبب غارة صاروخية في حي كفرسوسة القريب من وسط العاصمة دمشق - تاريخ الصورة: 19 شباط 2023
Iran International - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

انتشرت عبر الإنترنت صور كثيرة لطبق شرائح اللحم المقلية والمأخوذة من أضلاع الخروف وذلك عقب الغارات الجوية الإسرائيلية التي قتلت عدداً من جنرالات الحرس الثوري، وهذا الطبق يعتبر من الأطباق الشعبية في إيران وقد استعان به الناس كرمز يشيرون من خلاله إلى من قتلوا من عناصر الحرس الثوري.

"يوم الكستليته"

بدأ الربط بين هذا الطبق إثر مقتل القائد السابق للحرس الثوري، قاسم سليماني، الذي تعرضت جثته لتشويه كبير بسبب الغارة الجوية بطائرة مسيرة أميركية استهدفته في عام 2020 فصار الناس يقولون بأنه تحول إلى كستليته أي شرائح لحم من ضلع الخروف، والتي تستخدم مع وجبات البرغر التي ترافقها البطاطس المقلية.

وهكذا أطلق مناوئو النظام الإيراني على ذكرى وفاته اسم "يوم الكستليته" عبر عدد من منصات التواصل الاجتماعي، وقد تسبب هذا الاحتجاج الرمزي باعتقال عدد من الأشخاص، كما أطلق على الغارات الجوية الفتاكة التي استهدفت جنرالات الحرس الثوري اسم: "موسم الكستليته" وقد عبر عدد من الناشطين المعارضين عن تلك الفكرة من خلال نشر صور متنوعة لأطباق الكستليته عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

تاريخ طويل مع الغارات

أكد الحرس الثوري الإيراني يوم السبت الماضي مقتل أربعة من قواته في غارات جوية استهدفت مبنى بحي المزة بدمشق، أما الضابط الخامس من الحرس الثوري فقد توفي إثر إصابته بجروح خطيرة، وكان من بين القتلى حجة الله أوميدفار، المعروف باسم حج صادق، وكذلك يوسف أوميد زاده، الذي شغل منصب رئيس فرع الاستخبارات بسوريا لدى فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وبحسب ما أوردته وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، فإن نائب أوميدفار قتل هو أيضاً في ذلك الهجوم.

في الخامس والعشرين من كانون الأول الفائت، استهدفت غارة جوية إسرائيلية أخرى جنرالاً رفيعاً آخر لدى الحرس الثوري، وهو رضا موسوي، فأردته قتيلاً في مقر إقامته القريب من دمشق. كما قتل عدد من القادة العسكريين من ذوي الرتب الرفيعة أو من الميليشيات التابعة لإيران مثل حماس في غزة وحزب الله في لبنان وحركة حزب الله النجباء في العراق. وفي يوم الأحد الفائت، قتل ثلاثة عناصر آخرين من الحرس الثوري في غارة أميركية استهدفت الحوثيين في اليمن.

القائمة تطول...

بينما نشرت صحيفة فرهیختگان اليومية المتشددة قائمة بأسماء المستشارين العسكريين الرفيعين التابعين للحرس الثوري الذين قتلوا في سوريا منذ عام 2015، وزعمت بأن ثمانية من أصل عشرين قتلوا منذ بداية هجوم حماس الذي دعمته إيران ضد إسرائيل في السابع من تشرين الأول الماضي، ومن المرجح أن هذه القائمة لم تورد أسماء العسكريين من أصحاب الرتب المتوسطة بما أنها ضمت أسماء من قتلوا في سبع غارات فحسب، في حين أن إسرائيل شنت قرابة 600 غارة جوية منذ نيسان 2017.

هذا ولقد تسبب تزايد عدد القتلى بين عناصر الحرس الثوري بظهور تكهنات تفيد باحتمال تلقي إسرائيل لمعلومات عن تلك المقار من طرف روسيا، إذ نشر موقع أفتاب الإخباري الذي يعد من الوسط مقالة في طهران يوم الأحد الماضي عنونها بـ "لم يعد التنسيق بين إسرائيل وروسيا في سوريا يتم في الخفاء"، استشهدت بأقوال عدد من المسؤولين والناشطين الإيرانيين الذين تحدثوا عن وجود هذا النوع من التنسيق، إذ ذكر النائب محمد إسماعيل كوثري، وهو قائد عسكري سابق لدى الحرس الثوري بأنه: "ينبغي القبض على الجواسيس في دمشق"، كما توجه الصحفي علي رضا مصطفى إلى الرئيس إبراهيم رئيسي بالقول: "أرجوك أن تسأل الرئيس فلاديمير بوتين عن سبب عدم تفعيل منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-400 في سوريا لحماية المصالح الإيرانية، أوليست روسيا حليفاً استراتيجياً لإيران؟"

أما المذيع المحافظ صادق حسيني فقد قال: "منذ زيادة الوجود الروسي وتعزيزه في سوريا شهدنا تصاعداً في الهجمات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف القوات الإيرانية، ولهذا تؤكد الاغتيالات التي وقعت مؤخراً في سوريا على أهمية إعادة تقييم العلاقات الإيرانية- الروسية في سوريا".

يذكر أن حالات الفشل التي مني بها جهاز الاستخبارات التابع للجمهورية الإسلامية الإيرانية قد تجاوزت العمليات التي تنفذها إيران خارج حدودها، وقد تجلى ذلك بكل وضوح في التفجيرين اللذين وقعا خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية لمقتل سليماني في مدينة كرمان، كما أن توجيه إصبع الاتهام لروسيا في وقت يسخر فيه الشعب الإيراني من مقتل عناصر الحرس الثوري لهو دليل آخر على استخفاف الشعب الإيراني بشخصيات النظام التي ما برحت تتوعد إسرائيل برد مزلزل، إلا أن ذلك لم يحدث البتة.

المصدر: Iran International