من هو المستشار الأميركي لكليجدار أوغلو في منافسته ضد أردوغان؟

2022.12.15 | 06:08 دمشق

من هو المستشار الأميركي لكليجدار أوغلو في منافسته ضد أردوغان؟
+A
حجم الخط
-A

لم تحسم المعارضة التركية حتى الآن قرارها حول أي مرشح مشترك ولكن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو يدفع بنفسه كخيار منافس. وفي هذا السياق ترى شخصيات معارضة عدة أن كليجدار أوغلو لا يستطيع أن ينافس كاريزما وخبرة الرئيس أردوغان.

ولهذا يبدو أن كليجدار أوغلو حاول كسر الهوة من خلال إحاطة نفسه بفريق قوي من الخبراء في السياسة والاقتصاد والإعلام والتكنولوجيا حيث أعلن عن فريق لوضع الرؤية يتكون من 70 خبيرا. وبطريقة أخرى يحاول كليجدار أوغلو تغطية نقص الكاريزما بالفريق المهني.

ويعد الأميركي جيرمي ريفكين أبرز هؤلاء الخبراء الذين ضمهم كليجدار أوغلو حوله، وهو خبير في مجال الاقتصاد والاجتماع قالت عنه جريدة "ناشيونال جورنال" بأنه أحد 150 شخصية ثقافية ومؤثرة في الولايات المتحدة وهو يؤيد تطبيق فلسفة "النيوليبرالية" في مجال المجتمع والاقتصاد.

قدّم الخبير الاقتصادي الأميركي المولود عام 1945 خدمات استشارية للاتحاد الأوروبي في مجالات الاقتصاد وتغير المناخ وأمن الطاقة

ولعل أبرز ما جعل كليجدار أوغلو يستعين بريفكين هو أن الأخير قدم استشارات لعدة دول في الاتحاد الأوروبي وعمل مستشارا للزعيمة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل وكان لآرائه دور في تحديد ساعات العمل في فرنسا.

وبشكل أكثر تفصيلا قدّم الخبير الاقتصادي الأميركي المولود عام 1945 خدمات استشارية للاتحاد الأوروبي في مجالات الاقتصاد وتغير المناخ وأمن الطاقة. ويُعرف أيضًا باسم المهندس الرئيسي لخطة الاستدامة الاقتصادية طويلة الأجل للثورة الصناعية الثالثة، والتي تتعامل مع المشكلة الثلاثية للأزمة الاقتصادية العالمية للاتحاد الأوروبي وأمن الطاقة وتغير المناخ.

وريفكين هو أيضًا رئيس مجلس إدارة الشركة الاستشارية "تير"، التي تتكون من مجموعة شركات في مجال الطاقة المتجددة، نقل الكهرباء، وشركات البناء، وشركات الهندسة المعمارية، وشركات تكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات، وشركات النقل والخدمات اللوجستية.

ومع ذلك سبب وجود ريفكين مشاكل لحزب الشعب الجمهوري وانتقادات أولها لأنه أميركي الجنسية كما أن شكل الإعلان عن دور ريفكين في تقديم الاستشارة لحزب الشعبي الجمهوري مشكلة له حيث لم يحضر ريفكين حفل الإعلان عن رؤية حزب الشعب الجمهوري لقرن الجمهورية التركية الثاني، وفضّل الحضور عن بعد وإلقاء كلمته عبر برنامج زووم مما أثار الكثير من الانتقادات والأسئلة حول دور ريفكين الحقيقي وهل هو مستشار أم تعبير عن وصاية خارجية.

أما الانتقاد الثاني فكان للمضمون حيث يعبر ريفكين وبقية أعضاء الفريق الاستشاري على الأغلب عن تيار العولمة وتيار الشركات الكبرى بالنظر إلى تجربته السابقة، وهو الأمر الذي يتم الحديث عن تراجعه حاليا ويتم البحث في مدى إمكانية استمراره حيث تعرض لتراجع كبير منذ وباء كورونا ومع إرهاصات التغيير في النظام الدولي، وباللغة العامية يبدو أن حزب الشعب الجمهوري ذاهب للحج و"الناس راجعة".

وفي سياق آخر ترى وجهة نظر أخرى أن كليجدار أوغلو لم يقم باختيار هذا الفريق من الخبراء الخارجيين أو على الأقل جزء منهم فقط لدعم موقفه الداخلي أمام أردوغان، ولكن ليحصل على دعم خارجي لترشحه حيث إن هناك من يرى أن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو يحظى بدعم أكبر في الأوساط الأميركية والألمانية والإنجليزية التي ترى أن حظوظ الأخير في الفوز أكبر من حظوظ كليجدار أوغلو.

يتوقع أن يقوم ريفكين بأنشطة الضغط السياسي لصالح كليجدار أوغلو في كل من الولايات المتحدة الأميركية وإنجلترا وألمانيا من أجل الترشح للرئاسة

وفي هذا الإطار يخطط رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيلجدار أوغلو للسفر إلى ألمانيا بعد زيارة الولايات المتحدة وإنجلترا حيث ستتم زيارة كيليجدار أوغلو إلى ألمانيا في الفترة ما بين 14 و17 ديسمبر. وسيرافقه في هذه الرحلة جيرمي ريفكين حيث إن ريفكين لديه دائرة واسعة من العلاقات في ألمانيا ويريد كيليجدار أوغلو الاستفادة من شبكته السياسية الواسعة.

ويتوقع أن يقوم ريفكين بأنشطة الضغط السياسي لصالح كليجدار أوغلو في كل من الولايات المتحدة الأميركية وإنجلترا وألمانيا من أجل الترشح للرئاسة، وليس فقط برنامج الاقتصاد.

وإن تم إثبات هذا الأمر بأدلة من قبل المنافسين وهم من المعارضة ومن الحكومة فستستخدم هذه العملية ضد كليجدار أوغلو وليس لصالحه لأن المواطن التركي لديه حساسية حول التدخل الأجنبي في الانتخابات.

ختاما نحن أمام مشهد لجوء كليجدار أوغلو لشبكة خبراء منهم أجانب لتغطية الفجوة بينه وبين أردوغان من جهة ولتحسين فرص ترشحه في نظر بعض الدول الغربية. كما أن الاستعانة بخبير أميركي يعمل لديه مستشارا ترفع عنه حرج التواصل مع جهة أجنبية من وجهة نظره وتبقى وجهة نظر الناخب التركي مهمة فهل سيعتبر الناخب هذا التواصل تواصلا بين الأميركيين والمعارضة بطريق غير مباشر أم يعتبره كما قال كليجدار أوغلو "اطلبوا العلم ولو في الصين" عندما سئل عن تعيينه خبيرا أميركيا!!!.