icon
التغطية الحية

منظمة أنقذوا الأطفال: ارتفاع جرائم القتل في شمال شرقي سوريا يرعب أطفال الهول

2022.06.30 | 20:37 دمشق

طفلان من مخيم الهول - المصدر: الإنترنت
طفلان من مخيم الهول - المصدر: الإنترنت
منظمة أنقذوا الأطفال - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

أصبحت نسبة النساء اللواتي قتلن خلال الأشهر القليلة الماضية في مخيم الهول بشمال شرقي سوريا ترعب الأطفال الذين يعيشون هناك، بحسب تحذيرات أطلقتها منظمة أنقذوا الأطفال التي ذكرت أن بعض الأطفال شاهدوا جثث أمهاتهم بعد أن تم إلقاؤها على قارعة الطريق.

إذ كشفت معلومات ظهرت مؤخراً أن 21 شخصاً قتلوا في ذلك المخيم منذ شهر نيسان الماضي، في زيادة تعادل 250% عن نسبة جرائم القتل التي وقعت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، إذ تعرضت 17 امرأة للقتل خلال تلك الفترة، كما قتلت ثماني نساء خلال شهر حزيران وحده، مما يؤكد انعدام الأمن في هذا المخيم بالنسبة للنساء والأطفال برأي منظمة أنقذوا الأطفال.

مخيم الهول: من أخطر الأماكن في العالم

هذا وقد وقعت جرائم القتل تلك وسط موجة ارتفاع وتيرة العنف في مخيم الهول، وهو أحد المخيمين المخصصين لإيواء النازحين في الشمال السوري منذ سقوط تنظيم الدولة في عام 2019. إذ يؤوي هذا المخيم قرابة 55 ألف نسمة من حملة الجنسية السورية والعراقية، وجنسيات 60 دولة أخرى، ويمثل الأطفال أكثر من نصف سكان هذا المخيم.

وفي الوقت الذي بقيت فيه أسباب القتل غامضة، كشفت تلك الجرائم عن نسب صادمة للعنف القائم على النوع الاجتماعي في هذا المخيم، حيث قتل وسطياً أكثر من شخصين بالأسبوع الواحد خلال عام 2021، ما جعل مخيم الهول من أخطر الأماكن في العالم بالنسبة للأطفال.

إذ في أحد الحوادث، تعرضت امرأة للتهديد بالسلاح ثم اختطفت على مرأى من أولادها، ثم تركت جريحة على قارعة الطريق داخل المخيم على مرأى من أولادها أيضاً، ولهذا صرح ابنها أحمد البالغ من العمر عشر سنوات لمنظمة أنقذوا الأطفال فقال: "عرفت أن أمي تعرضت للتهديد، لكني لم أتوقع أن أرى دمها يسيل أمامي دون أن أتمكن من فعل أي شيء".

وفي بحث أجرته مؤخراً منظمة أنقذوا الأطفال، تبين أن الأطفال تأثروا بشكل كبير بالعنف المنتشر في المخيم، وقد تمثل تأثرهم بكوابيس متكررة تدور حول مشاهد العنف، وبالأرق، وبالتبول الليلي، وبالإقياء، وفقدان الشهية، وهذا ما دفعهم لإبداء سلوك عدواني مع عدم قدرتهم على التركيز في أثناء وجودهم في المدرسة، ثم إن غالبيتهم، حتى الصغار جداً منهم، يشعرون بأنه لا أمل في المستقبل، إذ إن طفلاً يبلغ من العمر خمس سنوات ذكر لوالديه أنه يريد أن يموت.

عودة كريمة... ولكن!

الجدير بالذكر أن إحدى الأمهات، واسمها هادية، وهي ممن شاركن في هذا البحث، تعرضت للقتل خلال الأسبوع الماضي بحسب ما أوردته منظمة أنقذوا الأطفال، إذ بعدما تواصلت مع منظمة إغاثية خلال أواخر العام الماضي، ذكرت أن ابنها البالغ من العمر 12 عاماً رأى أعز أصدقائه وأغلى صديق لدى أبيه لحظة إطلاق النار عليهما، فسقطا قتيلين، وهذا ما دفعه لسؤالها إن كان بوسعهما مغادرة مخيم الهول بعد كل جريمة قتل تقع فيه. إلا أنهما لم يتمكنا من مغادرة المخيم لأن بيتهما مدمر، كما شعرت هادية أنها لن تعثر على عمل أو على مكان بوسعها أن تعيش فيه بسلام.

ولهذا تطالب منظمة أنقذوا الأطفال ببذل جهود عاجلة لدعم العودة الآمنة والطوعية والكريمة للأسر السورية والعراقية الموجودة في مخيم الهول. وخلال تلك المرحلة المؤقتة، يتعين على الجهات المانحة زيادة دعمها للخدمات المخصصة للأطفال والأسر المتضررة بسبب العنف، ويشمل ذلك الدعم النفسي الذي يهدف لمساعدتهم على تجاوز ما تعرضوا له.

وقد تحدث ماثيو شوغرو، وهو مدير استجابة سوريا بالوكالة لدى منظمة أنقذوا الأطفال، فقال: "إن جرائم القتل هذه ترعب الأطفال الذين يعيشون في مخيم الهول، ولذلك فهم يمضون الساعات التي يبقون فيها مستيقظين في التفكير بمن ستكون الضحية القادمة، ولهذا فإنه لا يمكننا ترك الأطفال في مخيم الهول ليعيشوا الخوف بشكل يومي، فضلاً عن قلقهم على عائلاتهم ظناً منهم أن أحد أفراد أسرتهم سيكون هو الضحية التالية. ولذلك يبنغي علينا أن نجد حلولاً دائمة على الفور حتى يتمكن الأطفال من الحصول على الخدمات التي يحتاجونها ليتجاوزوا ما عاشوه من تجارب أليمة، فهم يستحقون أن يحظوا بالفرص ذاتها التي يتمتع بها أي طفل آخر، أي من حقهم أن يكبروا بسلام وسعادة، إلا أنهم محرومون من كل ذلك بما أنهم ما يزالون محتجزين داخل مخيم الهول"

 المصدر: موقع منظمة أنقذوا الأطفال