icon
التغطية الحية

مقهى لسوريين في كندا تعرض للتخريب.. وكنديون يطلقون حملة تبرع

2020.11.24 | 22:27 دمشق

images.jpg
سادبيري ستار- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

مايزال الدعم يستمر ويتواصل ليغمر أسرة سورية يتعرض مشروعها التجاري لخطر الحظ العاثر، فقد تم إطلاق حملة Go Fund ME (قم ومولني) في أواخر الأسبوع الماضي من أجل حسين قرقوز، الذي يدير مقهى ومخبز دمشق في شارع بيتش مع زوجته وأولاده الأربعة.

وخلال يوم واحد، تجاوزت قيمة الأموال التي جمعت عبر جولة بالسيارة الهدف المحدد وهو خمسة آلاف دولار، وبحلول ليل الإثنين، زاد 350 مانحاً على المبلغ ليصل بمجمله إلى 14 ألف دولار.

كانت أسرة قرقوز أول أسرة سورية لاجئة من بين أسر أخرى استقرت في سادبيري و"أصبحت محبوبة من قبل المجتمع" بحسب ما ذكرته إيمي ويليامز مديرة التواصل لدى جمعية غوفاندمي بكندا، وذلك في رسالة وجهتها إلى صحيفة ذا ستار، حيث أضافت على ذلك بالقول: "كان ذلك الرجل يقدم وجبات مجانية للمشردين في المدينة ولمن هم أقل حظاً من الآخرين وذلك خلال الأعياد طيلة العام المنصرم".

بيد أن هذا المشروع تحول مؤخراً إلى هدف للتخريب والسرقة، الأمر الذي جعل السيد قرقوز يحتاج إلى" آلاف الدولارات من أجل إصلاح ما تم تخريبه".

إذ تعرضت السيارة الكبيرة التي يملكها صاحب ذلك المقهى إلى اقتحام وسرقت محفظته وبعدها سحب من حسابه ثلاثة آلاف دولار.

وحول ذلك المشروع يقول ويليام: "بما أن وتيرة العمل أضحت بطيئة في ذلك المشروع ويعود ذلك لانتشار كوفيد-19، لذا فقد اعتبر حسين ذلك بمثابة خسارة كبيرة له، فأحس بالقلق والخوف من احتمال فقدانه لعمله وخسارته لمشروعه".

وتلك ضربة قاصمة لأي أسرة سبق وأن خسرت مصدر رزقها واجتثت من جذورها بسبب الحرب الدائرة في سوريا.

إذ كان السيد قرقوز يدير مخبزاً في مدينة القصير عندما لم يعد بوسعه مواصلة عمله أو البقاء في مدينته بسبب الأخطار التي أصبحت تكتنفه، فقد تحدث قرقوز إلى صحيفة ستار في ربيع عام 2018 وهو يستعد لانطلاقة المقهى في شارع بيتش فقال: "في يوم من أيام 2012، تقريباً في 15 آب، كنت أعمل في المخبز الذي أملكه مع أولادي، عندما سمعنا طائرات مروحية وهي تسقط قنبلتين بالقرب منا"

أما ولده الأكبر محمد فيتذكر ما جرى بقوله: "أمسك أبي بيدي وبدأنا نركض، لم ندر حينها أين نذهب بسبب القذائف التي انتشرت في كل مكان".

وفي عام 2013 تعرضت المدينة التي كان الثوار يسيطرون عليها لاجتياح على يد جيش النظام وحزب الله، فنشبت معركة شرسة ضد النظام في حمص.

وقد تعرض قرقوز للاعتقال أيضاً لمدة قصيرة، حيث احتجز في غرفة صغيرة جداً برفقة آخرين لدرجة بات معها من الصعب أن يتنفس، ثم تم التحقيق معه وضربه، فقط لأنه لم يبد أي تعاطف تجاه نظام الأسد، ويعلق على ذلك بالقول: "الأصدقاء يموتون كل يوم.. كل يوم.. لا طعام.. لا ماء".

ولهذا هربت عائلة قرقوز إلى لبنان وعاش أفرادها هناك كلاجئين لمدة ثلاث سنوات ونصف قبل أن يسافروا إلى ساندبيري في نهاية المطاف بمساعدة الحكومة الكندية والمنظمة الراعية وكنيسة القديس آندرو الموحدة، فوصلوا إليها في آخر يوم بارد من عام 2015، لتحل عليهم السنة الجديدة في كندا فكانوا أول لاجئين سوريين يصفون ساندبيري بأنها موطنهم الجديد.

أما الابن الأصغر لتلك الأسرة واسمه عمر فقد ولد بعد استقرار الأسرة هنا، وهو الابن الوحيد للأسرة الذي ليس لديه شعر أحمر مائل للبرتقالي مثل بقية أفراد أسرته.

هذا ولم يكن السيد قرقوز يتحدث الإنكليزية عندما وصل إلى هنا، لكنه أصبح يجيد التحدث بها اليوم، بينما يتحدثها ولداه بطلاقة بعدما نجحوا في موطنهم الجديد.

ويصف السيد قرقوز الحياة في سوريا فيقول: "إنها السبب الذي دفعني لاتخاذ القرار بالسفر إلى كندا، لأنني خفت كثيراً على أولادي، إذ لم يكن هنالك مدارس ولا أمان بالنسبة لهم، ولهذا خفت كثيراً، إذ لم يعد لديهم أي مستقبل. أما الآن فقد تعلموا الإنكليزية وأصبحوا يلعبون على الدوام، أما حياتهم في سوريا فقد كانت معدومة".

والأفضل من كل هذا أنه أصبح لديهم: "عمل في الصيف بما أن مشروعنا عائلي".

وفي شهر كانون الثاني من هذا العام أصبح الأب كندياً خالصاً، وذلك عندما أدى القسم مع أولاده محمد وأسامة ونبيل، ضمن احتفال بحصولهم على الجنسية أقيم في ثانوية لازالا.

وقد كتبت منظمة هذه الحملة إيما غولدن عن تلك الأسرة فقالت: "لقد تم التعامل مع صاحب المشروع المحلي وأسرته بطريقة لا ينبغي لأحد أن يتعرض لها، إلا أن السعادة لم تفارقه وهو ينهض كل يوم ليرد الجميل لمجتمعه الجديد بكل ما أوتي من إيثار، فقد أصاب كثير من الناس شيء من كرمه، لذا دعونا نجتمع اليوم كلنا بوصفنا نمثل مجتمعاً لنسانده مع أسرته في وقت حاجتهم".

وقد أشادت التعليقات التي وردت على صفحة غوفاندمي بجودة وأسعار الوجبات الشرق أوسطية في مقهى ومخبز دمشق إلى جانب الإشادة بلطف عائلة قرقوز، إذ كتب آدم دييل: "إن طعامهم رائع، وصاحب المطعم مع أسرته مثال للكرم والإنسانية. لذا أرجو أن تساعدوهم إن كان بوسعكم ذلك". أما كاثلي كاميرون فقد كتبت: "لقد أبدت هذه الأسرة كثيرا من الكرم تجاه مجتمعنا، لذا أتمنى أن تردوا لهم الجميل إن استطعتم".

المصدر: سادبيري ستار