icon
التغطية الحية

معظم الضربات الأميركية في سوريا تنفذها الطائرات المسيرة

2023.11.09 | 17:48 دمشق

مسيرة ريبر الأميركية وهي تحلق فوق صحراء نيفادا
مسيرة ريبر الأميركية وهي تحلق فوق صحراء نيفادا
Military.com- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

نفذت مسيرات بريدتور إم كيو-9 معظم الغارات الجوية في سوريا طوال الأشهر الماضية بعدما اشتهرت بجمعها لمعلومات استخبارية وبغاراتها الدقيقة على أهداف الإرهابيين في عموم الشرق الأوسط.

تواصلت غارات هذه المسيرات في وقت تجتاح فيه موجة عنف هذه المنطقة طوال الأشهر الماضية، بعدما زادت الهجمات وبلغ التوتر  ذروته بسبب الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس، وذلك بحسب ما ذكرته القيادة الوسطى للقوات الجوية الأميركية لموقع ميليتاري دوت كوم حول مسيرات بريديتور والتي "تنفذ معظم الغارات التي تطلق من الجو إلى الأرض لمحاربة تنظيم الدولة المتطرف في المنطقة".

يشير الاستخدام المكثف لهذه المسيرات التي تعرف باسم مسيرات ريبر عندما يتم تزويدها بأسلحة إلى أن القوات الأميركية في المنطقة ماتزال تركز على عمليات "مكافحة الإرهاب" في سوريا وسط موجة تصاعد العنف في عموم الشرق الأوسط، إذ نفذت 38 هجمة صاروخية بوساطة مسيرات على قواعد تؤوي جنوداً أميركيين في أواسط شهر تشرين الأول الماضي، ووصل عدد الهجمات إلى ثمان فقط خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية.

بعد إعلان إسرائيل الحرب على فصيل حماس الفلسطيني إثر هجومه عليها خلال الشهر الفائت، عززت الولايات المتحدة قواتها في عموم المنطقة عبر رفدها بمعدات جوية إضافية ومزيد من الجنود وحاملات الطائرات، إلى جانب غواصة أوهايو-كلاس التي أعلنت القيادة الوسطى الأميركية عن دخولها منطقة العمليات في الخامس من تشرين الثاني.

أما الطائرات الحربية الأميركية من نوع فالكون إف-16 فقد ضربت مقرين في البوكمال بسوريا في 27 تشرين الأول وذلك رداً على هجمات صاروخية وأخرى نفذت بمسيرات على يد ميليشيات مدعومة إيرانياً تستهدف القوات الأميركية في العراق وسوريا، كما أسقطت  طائرات إف-16 أميركية مسيرة تركية في سوريا خلال الشهر الماضي.

ولكن يبدو بأن المسيرات الأميركية هي من يتجشم عناء تنفيذ القسم الأكبر من العمليات، بيد أن القيادة الوسطى للقوات الجوية الأميركية لم تتمكن من تقديم معلومات حول الضربات، وعللت ذلك بالمحافظة على أمن عملياتها، إذ نشرت آخر إحاطة للعموم حول قواتها الجوية في شهر كانون الأول من عام 2021، وهذه الإحاطة المقتضبة عن الغارات تقدم لمحة عن مستوى العنف الدائر في المنطقة.

وحول ذلك علق الناطق الرسمي باسم القيادة الوسطى للقوات الجوية الأميركية بالقول: "تحلق قوات التحالف والقوات الأميركية سبعة أيام في الأسبوع على مدار الساعة في المنطقة وذلك لدعم القوات البرية والدفاع عنها وهي تنفذ مهمة محاربة تنظيم الدولة التي تهندسها القيادة الوسطى الأميركية، وتتألف هذه العمليات الجوية في الغالب من عمليات لجمع الاستخبارات، ودعم جوي عن قرب، وعمليات دفاعية مضادة للدفاعات الجوية، وعمليات هجومية تنطلق من الجو إلى الأرض".

تعزيزات أميركية في سوريا

خلال شهر آذار الماضي، نقلت وكالة أسوشيتد برس بأن القوات الأميركية البالغ عددها تقريباً 900 جندياً في شمال شرقي سوريا تنفذ مهاماً ضد تنظيم الدولة الإرهابي وتدعم القوات المحلية الشريكة لها والتي تعرف بقوات سوريا الديمقراطية أو قسد.

غير أن البنتاغون أرسل منذ ذلك الحين المئات من الجنود إلى المنطقة التي تهيمن عليها القيادة الوسطى الأميركية وذلك لتعزيز حماية القوات عقب هجوم حماس على إسرائيل، وللتصدي للهجمات التي تشنها الميليشيات المدعومة إيرانياً في العراق وسوريا.

وتشمل الأصول الجوية الإضافية التي وصلت إلى المنطقة طائرات إف-16 وطائرات ثندربولت أ-10، وطائرات إيغل إف-15 إي.

وعلاوة على ذلك، أعلنت البحرية الأميركية في 3 تشرين الثاني عن تنفيذها لاستعراض قوة كبيرة نفذت خلاله حاملتا طائرات عملية في شرقي البحر المتوسط وهما بارجتا جيرالد فورد وآيزنهاور، وذلك ضمن استعراض للقوة يهدف إلى ردع العدوان في المنطقة.

يذكر أن القيادة الوسطى الأميركية أعلنت عن وصول حاملة الطائرات آيزنهاور إلى الشرق الأوسط في اليوم التالي.

صراعات بينية داخلية في الشرق الأوسط

بيد أن العنف المشتعل في المنطقة طوال الأشهر الماضية لم ينحصر في الحرب بين إسرائيل وحماس، إذ هنالك حالة اقتتال داخلية بين القوات الشريكة لأميركا في سوريا، وقد وقع هجوم إرهابي في تركيا هدد بقلب التحالف مع قوات سوريا الديمقراطية رأساً على عقب إلى جانب تهديده بخلق اضطرابات فيما يتصل بالجهود الأميركية لمحاربة فلول تنظيم الدولة في عموم المنطقة.

وخلال شهر آب الماضي، نشب اقتتال بين فصائل قسد التي تضم مقاتلين عرباً وكرداً، وبين ميليشيا عربية وسببه مظالم تسببت بها انتهاكات قسد ومشكلات تتصل بإدارتها للمنطقة وللسكان العرب فيها، وذلك بحسب ما أورده معهد دراسات الحرب بواشنطن.

ولذلك طالبت فرقة العمل المشتركة التي تدير عملية العزم الصلب التي تسعى لهزيمة تنظيم الدولة في العراق وسوريا إلى إنهاء الاشتباكات التي ظهرت في منطقة دير الزور بسوريا وذلك بحسب ما نشرته القيادة في شهر أيلول الماضي، وقد ورد في تلك النشرة ما يلي: "أدت حالة زعزعة الاستقرار في المنطقة المترتبة على العنف الذي ظهر مؤخراً إلى وقوع خسائر مفجعة في الأرواح كان تفاديها ممكناً، لذا يجب على كل القيادات المحلية مقاومة تأثير القوى الفاعلة الشريرة التي تعد بالكثير من الغنائم لكنها لن تقدم سوى المعاناة لأهالي المنطقة".

وفي مطلع تشرين الأول، هدد العنف مرة أخرى بزعزعة الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وقسد لمحاربة مقاتلي تنظيم الدولة وذلك بعدما قصفت طائرات حربية تركية مقاتلين أكراد في شرقي العراق وشمال شرقي سوريا، خاصة أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي الذي يضم الولايات المتحدة أيضاً.

توتر تركي-أميركي

بيد أن القوات التركية شنت غاراتها الجوية على الميليشيات الكردية عقب هجوم انتحاري استهدف وزارة الداخلية التركية في الأول من تشرين الأول، وذلك بحسب ما نقلته وكالة أسوشيتد برس، وقد أعلن حزب العمال الكردستاني عن مسؤوليته عن هذا الهجوم.

هذا ولقد صنفت الولايات المتحدة حزب العمال على أنه تنظيم إرهابي، وكذلك فعلت تركيا وغيرها من الدول، ولطالما أعلنت تركيا بأن المقاتلين الكرد يمثلون الأغلبية ضمن قوات قسد الشريكة للولايات المتحدة، وبأن هذه الجماعة مرتبطة بحزب العمال.

بيد أن التوتر وصل إلى مرحلة الغليان في الخامس من تشرين الأول، وذلك عندما أسقطت طائرات إف-16 أميركية مسيرة مسلحة تركية في سوريا.

ثم أعلن الناطق الرسمي باسم البنتاغون اللواء بات ريدر في مؤتمر صحفي بأن المسيرة التركية اقتربت مسافة تقل عن نصف كيلومتر من القوات الأميركية، ما جعل القادة الأميركيين يعتقدون بأن المسيرة تمثل تهديداً محتملاً، ولذلك أسقطتها طائرات إف-16 الأميركية، بحسب ما ذكره ريدر أمام الصحفيين في البنتاغون يوم 5 تشرين الأول الماضي، ووصف ريدر العملية بالحادث المؤسف، وأضاف: "قدر القادة الأميركيون على الأرض بأن المسيرة تمثل تهديداً محتملاً ولهذا نفذوا إجراء حكيماً وفقاً لهذا السيناريو".

في الوقت الذي نفذت فيه مسيرات بريديتور معظم الغارات الجوية في سوريا على مدار الأشهر الماضية، نشرت الولايات المتحدة مزيداً من المنصات الجوية في الشرق الأوسط لتعزز أمن قواتها عقب اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل، إذ في أواسط تشرين الأول الماضي، وصلت إلى المنطقة طائرات إيه-10 التابعة للسرب 354 من الطائرات المقاتلة، وكذلك وصلت طائرات إيغل من السرب 494 للمقاتلات الاستكشافية، وهذا العدد الإضافي من طائرات إيه-10 وصل لتعزيز السرب الخامس والسبعين للطائرات المقاتلة والذي يعمل في تلك المنطقة منذ فترة طويلة.

كما وصل إلى منطقة الشرق الأوسط في 24 تشرين الأول سرب من طائرات إف-16 التابعة لسرب الطائرات الحربية الاستكشافية التي تعود للحرس الوطني الجوي بنيوجيرسي، وذلك ليقوم هذا السرب بدعم وتعزيز قوات الردع عقب هجوم حماس.

 

المصدر: Military.com