icon
التغطية الحية

معظمهم من سوريا وأفغانستان.. محكمة ألمانية ترفض دعوى لوقف بناء مساكن للاجئين

2024.02.24 | 15:48 دمشق

آخر تحديث: 24.02.2024 | 16:07 دمشق

ألمانيا
مساكن للاجئين في أوبال شمالي ألمانيا ـ NDR
NDR ــ ترجمة وتحرير محمد حسن
+A
حجم الخط
-A

رفضت المحكمة الإدارية في مدينة شفيرن عاصمة ولاية (ميكلينبورغ - فوربومرن) شمالي ألمانيا، دعوى رفعتها إحدى البلديات تطالب بمنع بناء مساكن للاجئين ينحدر معظمهم من سوريا وأفغانستان.

وذكر موقع (راديو شمال ألمانيا) أن بلدية قرية أوبال الواقعة في منطقة شمال غربي مكلنبورغ، رفعت في الصيف الماضي دعوى قضائية ضد وزارة الداخلية المسؤولة عن بناء مساكن للاجئين، بعد أن علّقت الوزارة المسؤولة ما يسمى بحظر التغيير الذي أرادت البلدية من خلاله منع بناء أماكن إقامة للاجئين في منطقتها التجارية.

لكن المحكمة رفضت الدعوى التي رفعتها البلدية ضد وزارة الداخلية، وقال القاضي يواكيم كرونيش إن بلدية أوبال لا يمكنه رفع دعوى إلا ضد تصريح البناء الخاص بالمنطقة، ولكن ليس ضد قرار وزارة الداخلية، الذي كان بمثابة حجر الأساس في الإجراءات.

ووفقاً لرئيس بلدية أوبال ستيف سبرينغر، فقد قدمت بلدية أوبال الآن اعتراضاً على تصريح البناء، لكن المنطقة لم تقرر بعد هذا الأمر، بحسب ممثل في المحكمة.

معظم اللاجئين من سوريا وأفغانستان

وقال المتحدث باسم المنطقة إن معظم اللاجئين في المنطقة يأتون من سوريا وأفغانستان وتركيا، حيث بدأ أول انتقال لهم  إلى السكن في أوبال في تشرين الأول 2023.

وأضاف أنه منذ ذلك الحين، وعلى عكس كل المخاوف، لم تكن هناك أي صعوبات، وبالإضافة إلى ذلك، هناك دروس يومية في اللغة الألمانية في أماكن إقامة اللاجئين، كما ينظم الصليب الأحمر الألماني فعاليات مختلفة يمكن من خلالها للاجئين والمقيمين من أوبال والمنطقة المحيطة بها التعرف إلى بعضهم البعض والتغلب على الأحكام المسبقة.

رفض واحتجاجات استغلها متطرفون يمينيون

ويعيش نحو 500 شخص في قرية أوبال، وكان من المفترض في البداية أن يحتوي سكن اللاجئين على 400 حاوية (كونتينر)،  لكن سرعان ما واجه القرار مظاهر رفض من قبل العديد من السكان الذين شعر كثير منهم بالقلق بسبب العدد الكبير من اللاجئين الذين كان من المفترض أن ينتقلوا للسكن في منطقة تجارية على مشارف القرية. وفق ما أورد الموقع.

بالإضافة إلى ذلك، اتخذ مجلس المنطقة قراره بشأن المشروع ضد رغبة البلدية، وبعد احتجاجات واسعة النطاق من السكان، جرى تخفيض القدرة الاستيعابية إلى 250 مكاناً، منها 238 مكاناً مشغولاً الآن.

وبحسب المتحدث باسم المنطقة، فإن العقد يستمر حتى تشرين الأول 2024، ولم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن الاستخدام الإضافي، وبحسب المعلومات، سيتم تفكيك الحاويات السكنية في نهاية المطاف.

وفي كانون الثاني 2023 صوّت مجلس مقاطعة شمال غربي مكلنبورغ في اجتماع طارئ لبناء حاويات إيواء لطالبي اللجوء واللاجئين في منطقة أوبال الصناعية، وخلال الاجتماع احتج نحو 700 شخص أمام المبنى، بينهم متطرفون يمينيون حاولوا اقتحام المبنى لإحداث فوضى.

وأثارت قضية مساكن اللاجئين في قرية أوبال جدلاً واسعاً وشغلت الرأي العام بسبب استمرار الاحتجاجات ومظاهر الرفض، وعلقت حينذاك رئيسة وزراء ولاية مكلنبورغ - فوربومرغ مانويلا شفسيغ أن النقاش حول مساكن اللاجئين في أوبال يجري على قدم وساق لمحاولة تقليل أعداد اللاجئين في المنطقة.

هل تغير مزاج سكان أوبال بعد مرور عام على الاحتجاجات؟

ومنذ عام تقريباً ما تزال اللافتات ضد بناء مساكن اللاجئين مرفوعة أمام مركز الإيواء، ويقول علي أحمد الذي يهتم بشؤون اللاجئين الذين لاحظوا وجود اللافتات، إن "ردود الفعل على هذا واضحة، إن اللاجئين بشر، وليسوا وحوشا".

بالنسبة للاجئ السوري عمار العمر، فهو سعيد لأنه لم يعد موجوداً في مكان الإقامة الجماعي السابق، فهنا لديه غرفته الخاصة وسرير وطاولة وخزانة، ويمكنه حتى أن يطبخ ويغتسل. ويشير إلى أنه حتى الآن ليس لديه أي اتصال مع سكان أوبال، ولكن بنفس الوقت لا يوجد أي خلاف أيضاً.

ولكي يلتقي اللاجئون بالسكان المحليين، ينظم الصليب الأحمر الألماني جولات مشي للقاء السكان المحليين في المنطقة، وخلال إحدى الجولات عبّرت إحدى النساء من قرية أوبال عن انزعاجها من حقيقة أنها لم تعلم بأمر إقامة اللاجئين بالمنطقة إلا من الجرائد، لكنها الآن تريد التعرف إلى اللاجئين، رغم أنها كانت خائفة من قبل.

ويشير القس فابيان فرونيك إلى أنه لاحظ بالفعل لقاء أو اثنين بين سكان أوبال واللاجئين، وتأكد أن العديد من مخاوف السكان لا أساس لها من الصحة.