icon
التغطية الحية

مسار التطبيع التركي مع النظام ينفض الغبار عن الملف السوري وطهران تدخل بقوة

2023.01.16 | 21:40 دمشق

ئء
إسطنبول - عبدالله الموسى
+A
حجم الخط
-A

أثار لقاء موسكو العسكري - الأمني بين تركيا والنظام السوري وروسيا نهاية العام الفائت الملف السوري بشكل عام بعد أن طغا الجمود على المسار السياسي سنوات طويلة، فتدفقت التصريحات وتناقضت بين النظام وأنقرة، وسارعت الدول المعنية لتنظيم اللقاءات تباعاً، وتحرك الشارع السوري مجدداً بزخم كان مفقوداً طوال سنوات.

وتحط يوم غد الثلاثاء طائرة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في أنقرة بعد لقاء مع بشار الأسد الذي سبق أن استضاف قبله في الشهر الجاري وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان ثم المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، وفي هذه اللقاءات اشترط الأسد على تركيا "إنهاء الاحتلال وإيقاف دعم التنظيمات الإرهابية".

إيران تقحم نفسها في مسار التطبيع وتنظم للقاء الساسة

وأفادت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى لتلفزيون سوريا أن وزير الخارجية الإيراني سيطرح على أنقرة إمكانية عقد لقاء على مستوى وزراء الخارجية بين تركيا والنظام السوري.

وأوضحت المصادر الدبلوماسية أن طهران نجحت في زج نفسها في عملية التطبيع التركية مع النظام، حيث كانت العملية قائمة على "الآلية الثلاثية" التي اقترحها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وأشارت المصادر إلى أن طهران مهتمة بإظهار تحكمها بقرار الأسد سواء لأنقرة أو لموسكو، وأن شرطي الأسد "التعجيزيين" للانتقال إلى مستوى الساسة بعد لقاء موسكو كان بدفع إيراني.

وكشفت المصادر لتلفزيون سوريا أن عبد اللهيان سيجري زيارة إلى موسكو بعد أنقرة لضمان حضور بلاده في مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري، ورجّحت المصادر أن تنجح طهران في عقد لقاء بين وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ووزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد مطلع شهر شباط القادم، في تأكيد لآخر ما أعلنه جاويش أوغلو بشأن الموعد المرتقب والذي ما زال غير محسوم لعدم تجاوب النظام السوري.

واستقبل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الإثنين في العاصمة أنقرة، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، لبحث العملية السياسية في سوريا. وسيجري بيدرسن جولة للقاء الأميركيين والأوروبيين الأسبوع القادم في السياق ذاته.

وسيجري جاويش أوغلو الأسبوع المقبل زيارة لواشنطن لإكمال المباحثات بشأن صفقة طائرات الـ F-16 والعقوبات وانضمام فنلندا والسويد للناتو، وأكد وزير الخارجية التركية أنه سيناقش الملف السوري مع الإدارة الأميركية في الزيارة.

وبحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، مع منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي بريت ماكغورك، في العاصمة عمّان، اليوم الإثنين، جملة من الأزمات الإقليمية في مقدمتها القضية السورية.

ومنذ إطلاق مسار أستانا بعد مسار جنيف، تعمدت طهران التعطيل والعرقلة في حال كانت غير منخرطة في المسارات التفاوضية والاتفاقات المرحلية، وهذا لا يعني استعداء إيران لروسيا في سوريا، وإنما اختلاف في الأولوليات بين طهران وموسكو في سوريا.

ويبدو أن المسار الذي أطلقته أنقرة لتطبيع العلاقات مع النظام السوري رغم انسداد الأفق أمام أي نتائج ومكتسبات، حرك المياه الراكدة في سوريا، وجعل الصورة أكثر وضوحاً، وتحديداً من ناحية أن طهران هي المتحكم الأكبر بقرار النظام السوري، كونها المنقذ الوحيد له سواء عسكرياً أو اقتصادياً، حيث إن توقف واردات النفط الإيراني للنظام السوري نهاية العام الفائت تسببت بشلل تام لم تشهده مناطق سيطرة النظام، بالتزامن مع انهيار سعر صرف الليرة السورية، وهو ما تبعه قفزات في أسعار المواد الأساسية للعيش في الرمق الأدنى.