icon
التغطية الحية

"مرحبا يا رفيق".. لاجئ سوري يتذكر لقاءه برئيس الوزراء الأسترالي يوم الانتخابات

2022.03.22 | 12:40 دمشق

بيتر ماليناوسكاس عند لقائه باللاجئ السوري راتب الخليل
بيتر ماليناوسكاس عند لقائه باللاجئ السوري راتب الخليل
إيه بي سي - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

وسط هتافات تشجيعية كثيرة خلال خطاب الانتصار الذي ألقاه المرشح بيتر ماليناسكاوس الذي فاز برئاسة الوزراء عشية يوم السبت، سمع الجميع هتافاً لم يحمل أي صبغة سياسية، أطلقه اللاجئ السوري راتب الخليل الذي هرب من بلده الذي مزقته الحرب برفقة أسرته، والتقى برئيس الوزراء قبل ساعات في ذلك اليوم.

يعلّق راتب على ذلك بقوله: "عندما بدأت الحرب في بلادي، سافرت برفقة زوجتي وابني، إذ كان لدينا طفل واحد وقتئذ، حيث انتقلنا إلى لبنان وعشنا فيها لمدة خمس سنوات، بعد ذلك أتينا إلى أستراليا".

وفي الوقت الذي كان فيه حمّام الدم والظلم الذي مارسه نظام الأسد من الأسباب الرئيسية التي دفعت راتب إلى اتخاذ قرار الرحيل، كان من بين الأسباب التي دفعته لاختيار أستراليا وجود انتخابات حرة ونزيهة فيها، إذ يقول راتب: "لا توجد ديمقراطية في بلادي، أما هنا في أستراليا، فبوسعك أن تصوّت لصالح أي شخص تختاره، ولكن في سوريا لا يمكنك أن تفعل ذلك، إذ كنا نصوّت لصالح النظام فقط، لأنه ليس بوسعك أن تختار الشخص الذي تريد".

كان راتب الذي يقيم مع زوجته وأولاده في غربي أديليد قد توجه إلى مركز اقتراع في دائرة كرويدون الانتخابية، وهناك حظي بفرصة لقاء ماليناسكاوس الذي تصادف وجوده هناك في الوقت ذاته عندما كان يمارس عملية الاقتراع هو الآخر.

يصف راتب تلك اللحظة بأنها شجّعته على التعبير بشكل فوري عما راوده من إحساس بالمودّة وقتئذ، إذ قال: "رائع أن أراك يا رفيق!"

وذلك لأن ماليناسكاوس حفيد لمهاجرين من ليتوانيا وهنغاريا، كانوا قد فرّوا من أوروبا إلى أستراليا بعد الحرب العالمية الثانية.

ويخبرنا ماليناسكاوس بأن قصة راتب المؤثرة حركت مشاعره، ولهذا أثنى على الشعب الأسترالي الذي فتح قلبه "لهذه الأسرة السورية الجميلة"، ويتذكر ما جرى قائلاً: "بينما كنا نقف في الطابور إلى جانبهم، أعني أنا وأنابيلا، وذلك أمام صندوق الاقتراع، خطرت ببالي فكرة مدهشة وهي أنني كنت هناك، بوصفي زعيم حزب العمال...وأنا أقف بجانب هذا الثنائي الجميل وهما يمارسان حقهما الانتخابي لأول مرة في حياتهما، بما أنهما جاءا إلى هنا من دون أن يحملا معهما أي شيء سوى اسمَيهما... في تلك اللحظة بالذات، عندما كنا نقف بجانب بعضنا بعضاً، أصبحت لأصواتنا القيمة ذاتها... لقد أتى كلاهما من مدينة قريبة من حلب، بعدما قصف بيتهما قبل بضع سنوات، فخسرا كل شيء يملكانه... كان لديهما طفل صغير وقتئذ، ولم يكن لديهما مكان يعيشون فيه، ولهذا فرّا إلى لبنان، حيث انتظرا لمدة أربع أو خمس سنوات وهما يحاولان أن يعثرا على مكان ليقيما فيه بشكل دائم ويشعرا معه بأنه وطنهما، ولذلك أتيا إلى هذه الدولة بحثاً عن شيء آخر إلى جانب كل الأمور التي ذكرتها: وهي فرصة ليكون لهما رأي حول مصيرهما ومستقبلهما".  

يخبرنا راتب بأنه يحسّ بالأمان في بلده الجديد الذي كبرت فيه أسرته وأصبحت أكثر امتداداً، إذ يعلق على ذلك بقوله: "أنجبنا طفلاً جديداً هنا، وقد أصبح لدينا الآن أربعة أولاد، ثلاثة صبيان وبنت واحدة، كما تقدمت بطلب حتى أعمل مدربَ قيادة، حيث سأعلّم الناس كيف يقودون السيارة، وإننا نحسّ بسعادة غامرة للتعاون معاً وللعمل مع أي شخص على جعل أستراليا أفضلَ مكان في العالم".

المصدر: إيه بي سي