icon
التغطية الحية

"مراوح الهواء" تؤجج التوتر في الجولان السوري المحتل

2023.06.22 | 12:54 دمشق

آخر تحديث: 22.06.2023 | 15:02 دمشق

أهالي الجولان المحتل يحذرون نتنياهو: أوقف مشروع "التوربينات"
جانب من احتجاجات أهالي الجولان السوري المحتل ضد مشروع التوربينات (مولدات الطاقة من الرياح)، قرية مسعدة، الجولان المحتل، 21 حزيران/يونيو 2023 (رويترز)
 تلفزيون سوريا ـ خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

يتصاعد التوتر في هضبة الجولان السوري المحتل بين الأهالي وشرطة الاحتلال الإسرائيلي على خلفية إقامة تل أبيب مشروع توربينات الرياح (مولدات طاقة)، الأمر الذي يرفضه أهالي الجولان ويقولون إنه على حساب أراضيهم الزراعية، وسط مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة.

لليوم الثالث على التوالي يتظاهر أهالي الجولان المحتل لمنع المشروع وسط تصاعد المواجهات مع شرطة الاحتلال ووقوع إصابات، والصحافة الإسرائيلية تصف الأوضاع بأنها "انتفاضة الدروز".

صباح اليوم، حذر قادة الطائفة الدرزية في الجولان المحتل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وطالبوه بوقف إقامة توربينات الرياح "على الفور"، وسحب قوات الشرطة من هناك حتى نهاية عيد الأضحى.

يأتي تحذير الأهالي بعد يوم من اندلاع مظاهرة شارك فيها الآلاف في قرية مسعدة شمالي الجولان المحتل لمطالبة تل أبيب بوقف أعمال بناء التوربينات (مراوح الهواء) في قراهم، وحاولت الشرطة فض التظاهرات ما أدى إلى مواجهات عنيفة.

أسفرت المواجهات، الليلة الماضية، عن إصابة 10 محتجين، بعضهم بالرصاص الحي، وصفت جراح خمسة منهم بالخطيرة، فضلا عن إصابة 17 شرطيا بجروح طفيفة، كما ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على 6 متظاهرين، وفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت".

وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن المحتجين حاولوا السيطرة على مركز للشرطة في المنطقة وقاموا برشق الحجارة وإطلاق الألعاب النارية وإلقاء الزجاجات الحارقة.

يرفض أهالي الجولان مشروع التوربينات (مراوح هواء لتوليد الطاقة) ويقولون إنه سيعيق زراعة الأرض وسيمثل خطرا بيئيا، في حين تقول حكومة الاحتلال إنها ستوفر الكهرباء لـ 50 ألف أسرة.

احتجاجات في هضبة الجولان على خلفية أعمال نصب التوربينات، الجولان السوري المحتل، 21 حزيران/يونيو 2023 (هآرتس)
احتجاجات في هضبة الجولان على خلفية أعمال نصب التوربينات، الجولان السوري المحتل، 21 حزيران/يونيو 2023 (هآرتس)
جانب من احتجاجات أهالي الجولان السوري المحتل ضد مشروع التوربينات (مولدات الطاقة من الرياح)، قرية مسعدة، الجولان المحتل، 21 حزيران/يونيو 2023 (رويترز)
جانب من احتجاجات أهالي الجولان السوري المحتل ضد مشروع التوربينات (مولدات الطاقة من الرياح)، قرية مسعدة، الجولان المحتل، 21 حزيران/يونيو 2023 (رويترز)

 

أهالي الجولان المحتل يحذرون نتنياهو: أوقف مشروع "التوربينات"

في أعقاب تصاعد الاحتجاجات الليلة الماضية، عقد زعماء الطائفة الدرزية اجتماعا طارئا، ليل الأربعاء الخميس، في قرية كفر ياسيف بمنطقة الجليل، وفقاً لما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت".

وبعث المجتمعون رسالة تحذيرية لنتنياهو يطالبونه بوقف فوري للمشروع وسحب قوات الشرطة من المنطقة التي تجري فيها الأعمال إلى ما بعد انتهاء أضحى الطائفة الدرزية (من الأربعاء إلى السبت المقبل).

وشدد زعيم الطائفة الدرزية في الجولان السوري المحتل الشيخ موفق طريف بعد الاجتماع على أهمية استجابة تل أبيب لأهالي الجولان المحتل.

وقال طريف، بحسب ما نقلت "يديعوت أحرونوت"، حذرتُ في الماضي وأعربت عن قلقي عدة مرات من موجة الاحتجاجات التي من شأنها أن تجتاح البلدات الدرزية، بسبب السياسات الصارمة والتشريعات التمييزية في السنوات الأخيرة مثل قانون كامينتس وقانون القومية اليهودية.

ويشير زعيم الطائفة الدرزية إلى قانونين "عنصريين" سنهما الكنيست الإسرائيلي في 2018 و2017 على التوالي ويهدف الأول إلى تهجير سكان أراضي عام 48 لصالح بناء وحدات استيطانية لليهود، في حين ينص الثاني  على أن "حق تقرير المصير في دولة إسرائيل يقتصر على اليهود".

وأضاف طريف، أحذر من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى عواقب وخيمة لا يسيطر عليها أحد.

في المقابل، نشر نتنياهو مقطع فيديو قال فيه إنه "يقدم الدعم الكامل لشرطة إسرائيل وقوات الأمن في عملهم لفرض القانون والنظام.

وأضاف نتنياهو، أن إسرائيل لن تقبل أي اعتراض على الشرطة وقوات الأمن في هذه الأماكن وفي أي مكان".

في حين أشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن نتنياهو التقى بطريف في القدس الغربية وشارك في الاجتماع رئيس جهاز "الشاباك" رونين بار، وسط حديث عن التوصل إلى "هدنة" من دون أن يصدر أي تأكيد من الطرفين.

اجتماع نتنياهو مع زعيم الطائفة الدرزية موفق طريف، بحضور رئيس "الشاباك" رونين بار وعدد من المسؤولين الأمنين، القدس الغربية، 21 حزيران/يونيو 2023 (يديعوت أحرونوت)
اجتماع نتنياهو مع زعيم الطائفة الدرزية موفق طريف، بحضور رئيس "الشاباك" رونين بار وعدد من المسؤولين الأمنين، القدس الغربية، 21 حزيران/يونيو 2023 (يديعوت أحرونوت)

 

بن غفير يؤجج

مع استمرار الاحتجاجات في هضبة الجولان وسط مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة، يلقي مسؤولون إسرائيليون بالمسؤولية عن تأجيج المنطقة على وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير

وقالت صحيفة "هآرتس"، إن مسؤولين كبارا في الجهاز الأمني اتهموا، صباح اليوم الخميس، بن غفير بأنه هو من يقف وراء الأمر ببدء العمل في إنشاء مزارع التوربينات في مرتفعات الجولان، خلافاً لرأي خبراء الاستخبارات الذين يحذرون من تصاعد العنف.

وكان بن غفير قال متفاخراً في تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر"، وجهت الشرطة بتنفيذ عملية رياح الجولان، بعد أن تم تأجيلها مرارا بسبب تهديدات قلة من الناس بإلقاء قنابل المولوتوف والحجارة.

ونقلت "هآرتس" عن مصادر في الشرطة الإسرائيلية قولهم، إن بن غفير "يجر الدولة إلى حرب ضد الدروز" وحذرت المصادر من أنه إذا لم تتوقف الأعمال مع إعطاء فرص للحوار مع الأهالي فإنها ستنتهي بإراقة دماء.

ويثير موقف بن غفير المتطرف جدلاً داخل وزارة الأمن القومي (وزارة الداخلية في إسرائيل) التي تحاول تجنب التصعيد.

إلى ذلك، أشار تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن المفوض العام للشرطة، يعقوب سبتاي (كوبي) رفع توصية لنتنياهو بتجميد العمل بمشروع التوربينات استجابة لمطالبة أهالي الجولان.