icon
التغطية الحية

مراكز التدريب النسوي في الشمال السوري.. تقدم المهنة دون العمل

2018.10.06 | 16:10 دمشق

مكتب تمكين المرأة في حاس بريف إدلب (فيسبوك)
إدلب - منصور حسين - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

غدت مراكز التدريب النسوي في الشمال السوري الحل الأفضل بالنسبة إلى كثير من النساء ممن وجدن أنفسهن في موقف المعيل، بعد فقدان الرجال أو تحولهم إلى عاطلين عن العمل نتيجة الأوضاع الاقتصادية المزرية.

وشهدت مراكز تدريب وتعليم الحرف اليدوية النسوية المنتشرة في الشمال ومحافظة إدلب خاصة، إقبالاً كبيراً من النساء، بقصد تعلم مهن نسوية مختلفة من حياكة وتطريز وتصفيف الشعر وصناعة الإكسسوارات..الخ.

 

إقبال كبير

تقول فيحاء الشواش هي مديرة مكتب تمكين المرأة في بلدة حاس بريف إدلب: "شهد العام الحالي ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الملتحقات بالمراكز التدريبية النسوية المنتشرة في محافظة إدلب، والتي يتجاوز تعدادها الخمسين مركزاً، وذلك نتيجة ارتفاع معدل الكثافة السكانية، وما رافقها من أوضاع معيشية صعبة فرضت على المرأة القيام بدور المعيل".

وتضيف "بالنسبة لنا في مركز تمكين المرأة التابع لبلدة حاس، فقد ارتفع عدد المتدربات الملتحقات بمراكزنا عن الموسم الماضي بنسبة 40 بالمئة، حيث بلغ عدد المتدربات الخريجات الموسم الماضي 120 امرأة، في حين وصل هذا العام إلى 170، وهو رقم مقارب لجميع مراكز التعليم النسوي المعتمدة في إدلب".

وبلغت النسبة التقريبية لعدد الملتحقات اللواتي تمكن من الحصول على شهادة مهنية مقدمة من قبل المراكز التعليمية والتدريبية المهنية في محافظة إدلب فقط، خلال العام الجاري ما يزيد على الثمانية آلاف امرأة، وهو رقم يعكس حجم الإقبال عن الموسم الماضي والذي بلغ الخمسة آلاف متدربة.

 

المهن المقدمة وآلية اختيارها

تقدم المراكز التعليمية والتدريبية في محافظة إدلب مجموعة من المهن التي يتم اختيارها حسب حاجة كل منطقة، وذلك من خلال الاعتماد على عمليات المسح البياني والتقييم المهني وجلسات مناقشة بين المدربات ومسؤولي المجالس المحلية.

وتشرح فيحاء هذه النقطة بالقول: "يتم اختيار المهن حسب حاجة كل منطقة، وذلك بعد القيام بعملية جرد ومسح بياني وجلسات مناقشة مركزة، ثم تقوم المدربة المتطوعة المسؤولة برسم خطة تدريبية للدورة وتنفيذها، وهي الطريقة التي نحاول من خلالها جعل عملية التدريب ذات نفع على الأمد الطويل."

وعن المهن المقدمة توضح المدربة أحلام المصطو: "بالنسبة إلى المهن التي تقدمها المراكز النسوية فتعتبر ثابتة، يتم التركيز على بعضها حسب الحاجة، وتتألف من صناعة "الإكسسوارات" والتي تكون عبر مرحلتين، "مبتدئ" يتم تعليم المتدربة خلالها صناعة "شكلات الشعر، الربطات والأساور"، والمستوى الثاني "إبداعي" تتعلم خلالها السيدات صناعة "علب الضيافة، سلل تراثية، وتزيين الزجاج وغيرها من الأعمال المرتبطة، ومدة كل دورة شهريين متتاليين بدوام يومي، بالإضافة إلى "الخياطة، التطريز، النسيج وتدوير المواد المستهلكة"، واعتماد مرحلتي (مبتدئ ومتقدم) باعتبارها الآلية المتبعة في تقديم الشهادات، التي تكون بمستوى شهادة مهنية تمكن صاحبتها من العمل.

وأشارت المدربة أحلام إلى "أن المتدربات يخضعن إلى دورة أولى وثانية تتراوح مدة كل منها بين ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر، وذلك حسب قدرة المركز والدعم المقدم له".

أسباب شح فرص العمل

معاناة البحث عن فرصة عمل يعتبر أبرز التحديات التي تواجه المتدربات بعد اتمامهن الدورات التعليمية وحصولهن على شهادة مهنية من قبل مراكز الحرف النسوية، خاصة وأن المراكز التي تخرجن منها لاتوفر فرص عمل للجميع، وهو مايجعل الكثير من النساء أمام واقع صعب جديد وهو البطالة.

"الارتفاع الكبير في أعداد المتدربات لا يعتبر سبباً في شح فرص العمل، خاصة وأن مراكز تدريب المرأة تعتمد في عمليات التدريب على المسح البياني ومتابعة حاجة كل منطقة والنقص المهني الذي تعاني منه" كما توضح المدربة أحلام المصطو.

وتقول المدربة "المصطو": إن محدودية الدعم أو انعدامه إن صح القول، يعتبر من أهم العوامل المؤدية لشح فرص العمل المقدمة من قبل المراكز للمتخرجات، الأمر الذي يجعل الكثير منهن غير قادرات على العمل وتأمين مردود مادي مقابل لعملهن.

وأشارت إلى "أن تدهور الوضع الأمني الذي تعاني منه محافظة إدلب، الذي يعتبر من المشاكل التي تواجه المتدربات، تحديداً في المناطق النائية والمناطق التي تشهد توترات أمنية، ما يؤدي إلى تخوف المؤسسات الإنسانية والمهنية من افتتاح مشاريع تنموية أو تقديم فرص عمل لهن، والتي نأمل أن تنتهي بعد توقف التصعيد العسكري الأخير".

تكاد تكون الصعوبات التي تواجه عمل مراكز التدريب المهني النسائية، مشابهة لجميع الصعوبات التي تعاني منها المؤسسات الإنسانية المحلية العاملة في مجال تمكين المرأة، من قلة دعم وعدم توفر الاحتياجات اللازمة لتطوير عمل المراكز وتقديم مهام للمتخرجات تمكنهن من توفير مردود مادي ثابت، إضافة إلى بعض العادات والتقاليد غير المشجعة على عمل المرأة السائدة في المنطقة بطبيعة الحال