icon
التغطية الحية

مخاوف من كارثة نووية.. روسيا تستولي على محطة زابوريجيا الأوكرانية

2022.03.04 | 13:15 دمشق

2022-03-04t035050z_819303223_rc2evs9dobt7_rtrmadp_3_ukraine-crisis-nuclear-plant-fire.jpg
تعتبر محطة زابوريجيا أكبر منشأة للطاقة النووية في أوروبا وواحدة من أكبر 10 محطات نووية في العالم - رويترز
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أعلنت أوكرانيا أن القوات الروسية دخلت أكبر محطة نووية في أوروبا، بعد تعرضها للقصف في الليلة الماضية، ما أدى إلى اندلاع حريق في جزء من المنشأة، في حين اعتبر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن موسكو لجأت إلى "رعب نووي قد يعرض القارة للخطر".

وفي وقت مبكّر من صباح اليوم الجمعة، أعلنت السلطات الأوكرانية أنّ قصفاً روسياً استهدف محطة زابوريجيا، التي تضمّ ستّة مفاعلات ذرية، مما أسفر عن اندلاع حريق في مبنى للتدريب ومختبر، وفق ما نقلت وكالة "أسيوشيتد برس".

أعلنت أجهزة الطوارئ الأوكرانية، الجمعة، أن القوات الروسية منعت فرق الإطفاء من الوصول إلى المحطة النووية، الواقعة في وسط أوكرانيا، والأكبر في أوروبا، لإخماد الحريق الذي اندلع فيها بعد قصف روسي استهدفها، مشيرة إلى أن النيران مندلعة في مبنى للتدريب في المحطة، وأن مفاعلاً واحداً من مفاعلاته الستة يعمل حالياً".

ولاحقاً أعلن جهاز الطوارئ التابع للحكومة الأوكرانية، في بيان له عبر "فيسبوك"، أنه "تم إخماد النيران، وليس هناك ضحايا"، مشيراً إلى أن 40 إطفائياً و10 عربات إطفاء يشاركون في جهود إخماد النيران".

وبعد ساعات من إخماد النيران، قالت وكالة تفتيش المواقع النووية الأوكرانية إنها لم تسجل أي تسرّب إشعاعي من المنشأة النووية، مؤكدة على أن "الطاقم يؤمن تشغيل الموقع".

وأوضحت الوكالة أن القوات الروسية "احتلت أراضي محطة زابوريجيا النووية، ويتحكم طاقم التشغيل بأقسام الطاقة، ويؤمن تشغيلها وفقاً لمتطلبات القواعد التقنية لسلامة التشغيل"، مشيرة إلى أنه "لم يتم تسجيل أي تغييرات في الوضع الإشعاعي".

وأشارت إلى أنها أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن الحريق لم يؤثر في المعدات الأساسية، وطاقم المحطة يتخذ إجراءات لاحتواء الحريق وإخماده".

 

 

روسيا تلجأ إلى الرعب النووي

وندد الرئيس الأوكراني، في رسالة عبر فيديو نشرته الرئاسة الأوكرانية، بالهجوم، مؤكداً على أنه "ليس هناك أي بلد آخر في العالم سوى روسيا أطلق النار على محطات الطاقة النووية".

وأضاف زيلينسكي أنها "المرة الأولى في تاريخنا، في تاريخ البشرية. هذه الدولة الإرهابية تلجأ الآن إلى الرعب النووي، والسعي لتكرار كارثة تشيرنوبل بقصفها محطة زابوريجيا".

وأوضح الرئيس الأوكراني أنه "إذا حدث انفجار، فستكون نهاية كلّ شيء، ستكون نهاية أوروبا، سيتمّ إخلاء أوروبا. فقط تحرّك أوروبي فوري يمكنه أن يوقف القوات الروسية".

 

 

من جانبه، ناشد وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، القوات الروسية لوقف قصفها للمحطة، محذراً من أنه إذا انفجرت فسيتسبب الانفجار بكارثة نووية تفوق بعشرة أضعاف كارثة تشيرنوبل.

وفي تغريدة عبر تويتر، قال كوليبا إنه "على الروس أن يوقفوا القصف فوراً، وأن يتركوا فرق الإطفاء تصل إليها وأن يسمحوا بإقامة منطقة أمنية حولها"، مشيراً إلى أنه "إذا انفجرت المحطة فسيكون الانفجار أكبر بعشر مرات من تشيرنوبل".

وأول أمس الخميس، دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، إلى "وقف فوري لأي استخدام للقوة في إنيرهودار وبالقرب من المحطة"، موضحاً أن الوكالة "تواصل التشاور مع كييف والجهات الفاعلة الأخرى لتقديم المساعدة وضمان أمن المواقع النووية الأوكرانية".

 

 

مخاوف من كارثة نووية في أوروبا

وأثار إعلان عن استهداف النيران الروسية لمحطة زاباروجيا النووية حالة من القلق في العالم، وتخوفات من حدوث كارثة نووية في أوروبا.

وتحدث الرئيس الأوكراني إلى قادة دول العالم، ومن بينهم الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني، بورريس جونسون، الذي أعلن بيان صادر عن مكتبه أنه سيسعى لعقد اجتماع طارئ في مجلس الأمن الدولي في غضون الساعات المقبلة.

ودعا رئيس الوزراء البريطاني إلى وقف قصف المحطة، واصفاً تصرفات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأنها "متهورة"، و"يمكن أن تهدد مباشرة سلامة أوروبا بأسرها".

وتعتبر محطة زابوريجيا أكبر منشأة للطاقة النووية في أوروبا، وهي واحدة من أكبر 10 محطات للطاقة النووية في العالم.

بنيت خلال الحقبة السوفييتية في العام 1985، وتضم ستة مفاعلات نووية، بطاقة ألف ميغاوات لكل منها، ودخلت أول 5 منها الخدمة بين عامي 1985 و1989، وتم تشغيل المحطة السادسة في عام 1995، وبإجمالي صافي طاقة كهربائية تبلغ 6 آلاف ميغاوات، مما جعلها تعد الأقوى في أوروبا، وتوفر جزءاً كبيراً من احتياجات أوكرانيا من الكهرباء.

وتنتج المحطة من 37 إلى 38 مليار كيلووات ساعي سنوياً، ما يعادل خُمس إنتاج الكهرباء في أوكرانيا، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".

كما تعتبر محطة زاباروجيا واحدة من خمس محطات أخرى للطاقة النووية في أوكرانيا، وتقع في مدينة إنيرهودار جنوب شرقي البلاد، وتقع مفاعلاتها الستة على نتوء أرضي بارز مجاور لنهر دنيبر، مع طريق واحد فقط للدخول أو الخروج.

ومنذ إغلاق آخر مفاعل لمحطة تشيرنوبيل للطاقة النووية في العام 2000، استمر نشاط هذه المحطة على مستوى عالٍ للغاية لتلبية احتياجات البلاد من الكهرباء.