icon
التغطية الحية

محمد.. نجار سوري صغير صنع أبواباً فتحت له الطريق إلى المستقبل

2024.02.09 | 18:14 دمشق

الطفل السوري محمد
الطفل السوري محمد
UNICEF - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

في سوريا وبعد الحرب التي عصفت بها، أصبحت منظمة يونيسيف تساعد الأطفال الذين تسربوا من مدارسهم على متابعة تعليمهم، ومن بينهم الطفل محمد، من ريف دمشق الذي يحدثنا عن تجربته فيقول: "بدأت صفحة جديدة في حياتي بعدما رجعت للتعلم، فقد شعرت بأني استعدت جزءا من حياتي خلت أني خسرته".

تعود أصول محمد، 17 عاماً، إلى قرية قاسمية التابعة لمدينة النشابية بريف دمشق، وقد خسر هذا الفتى والديه في النزاع فعاش كنازح يعاني من مصاعب جمة.

يحدثنا عما جرى معه فيقول: "كان عمري سبع سنوات عندما أصابت قذيفة بيتنا، فقتلت أمي، وجرحت شقيقاتي، وفقد بسببها أبي ساقه"، فلجأت الأسرة إثر ذلك إلى مركز إيواء وبقيت هناك لمدة شهرين، ثم فقد محمد أباه، ولهذا اضطر للنزوح من جديد برفقة جديه وشقيقاته الأصغر منه سناً، فاستقر في منطقة التل، وهناك تعلم مهنة النجارة، وعنها يقول: "كان والدي نجاراً، وكنت أحب أن أراقبه وهو يصنع الأثاث، ولهذا توجهت إلى محل نجار في الحي وبدأت بتعلم المهنة".

بعد أن أمضى عامين في التل، لم يعد بوسع جده دفع بدل إيجار البيت الذي لجأت إليه الأسرة، عادوا إلى بلدتهم، لكنهم وجدوا بيتهم قد دمر، وليس لديهم مكان بوسعهم المضي إليه، فبقوا هناك.

المعيل الصغير

مع تردي الوضع الاقتصادي في البلد، قرر محمد أن يدلي بدلوه وأن يساعد جده في إعالة الأسرة، فعمل في محل النجارة وصار يصلح أجزاء من البيت، وعن ذلك يقول مبتسماً: "صنعت أبواباً جديدة لبيت جدي، وهذا ما جعل جدي فخوراً بي".

 

A boy works with a piece of wood on a workbench in a carpentry workshop.

الطفل محمد وهو يعمل بمهنة النجارة

ارتاد محمد المدرسة وانقطع عنها مرات كثيرة خلال تلك السنين، لكنه يتسرب منها بشكل نهائي بعدما التزم بعمله وأصبح المعيل الأساسي للأسرة، وفي آب من عام 2023، تواصل فريق تطوعي مع أسرته في أثناء إجراء زيارات ميدانية في المنطقة هدفها تشجيع الأطفال الذين تسربوا من المدارس على مواصلة تعليمهم، فأبلغوا محمداً عن برنامج التعلم الذاتي الذي تدعمه اليونيسيف، وهو برنامج صمم خصيصاً ليساعد التلاميذ الذين فاتتهم مراحل في التعليم، وهذا البرنامج كان متوفراً في مدرسة القرية التي يعيش فيها محمد.

العودة لكل ما فات

A boy with a pen in hand looks up from the book he is writing in.

عودة محمد للدراسة

اتفق محمد مع رب عمله في محل النجارة على العمل بدوام مسائي، وذلك حتى يتسنى له أن يداوم في حصص التعليم الذاتي.

وعن ذلك يقول محمد: "بدأت صفحة جديدة من حياتي مع ذلك"، فقد أصبح يتابع ما فاته ليس فقط من التعليم بل أيضاً من الحياة خارج إطار العمل، وهذا ما جعله يضيف قائلاً: "أصبحت لدي حياة اجتماعية بعيداً عن العمل، وشاركت في أنشطة ترفيهية في المدرسة". والآن، يرغب محمد بمواصلة تعليمه وتحقيق حلمه بامتلاك محل للنجارة مستقبلاً.

يذكر أن منظمة اليونيسيف تواصلت خلال عام 2023 مع أكثر من 131200 طفل ومقدم رعاية من خلال الزيارات الميدانية وذلك ضمن عملية دعم العودة للتعلم في سوريا. فاستفاد نحو 28500 طفل من برنامج التعلم الذاتي في البلد، وتمول هذه الأنشطة مبادرة: التعليم لا يمكنه أن ينتظر، ومنظمة الإغاثة الإنسانية في الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأوروبي، وحكومة النرويج بموجب البرنامج الأممي المشترك لبناء حالة تأقلم وتدعيمها في المدن والأرياف وخلق ظروف التعافي في سوريا، وبفضل الوزارة الفيدرالية الألمانية للتعاون والتنمية الاقتصادية عبر بنك التنمية، وبرنامج التمويل المواضيعي الإنساني العالمي، وشراكة التعليم العالمية، وحكومة أستراليا وفنلندا واليابان وجمهورية كوريا، والنرويج واللجنة الوطنية التابعة لليونيسيف في كندا.

 المصدر: UNICEF