icon
التغطية الحية

مجلة بريطانية: هجوم حماس هو الأعنف في تاريخ إسرائيل برمته

2023.10.13 | 18:12 دمشق

بقع دم على جدار مخفر للشرطة الإسرائيلية في سديروت
بقع دم على جدار مخفر للشرطة الإسرائيلية في سديروت
The Economist - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

يعرف الإسرائيليون تماماً أنهم لا يستطيعون ضمان مسألة أمنهم كأفراد، إلا أنه لا شيء في تاريخ إسرائيل الذي لا يتجاوز 75 سنة بوسعه أن يهيئهم لما رأوه يوم 7 تشرين الأول، إذ تشير التقديرات إلى أن عدد القتلى من الجانب الإسرائيلي في هجوم حماس قد وصل إلى 1300 وهنالك 3300 جريح، ونحو 150 أسيراً يعتقد أنهم نقلوا إلى غزة.

يشبه فشل الاستخبارات الإسرائيلية في توقع الهجوم ما حدث مع بداية حرب تشرين عام 1973، عندما شنت مصر وسوريا هجوماً مباغتاً في آن واحد في يوم يعتبر أهم يوم عطلة في الدين اليهودي، ألا وهو يوم الغفران، إلا أن أعداد القتلى من المدنيين اختلفت تماماً، إذ في عام 1973 سعى الجيشان اللذان شنا الهجوم لاسترجاع الأرض، ولم يكن هدفهم قتل العزل، ولهذا كان الإسرائيليون الذين قتلوا خلال تلك الحرب التي امتدت لثلاثة أسابيع كلهم من صفوف الجيش الإسرائيلي، أما اليوم، فلم يتجاوز عدد الإسرائيليين من الجيش الإسرائيلي النظامي 13% من مجموع من وقعوا ضحية لحماس.

معظم من قتلوا استهدفهم مسلحون قطعوا الحدود ليصلوا إلى مستوطنة أوفاكيم في العمق الإسرائيلي، وحسب التقديرات الحالية، وقعت أعتى هجمة لحماس في مهرجان موسيقي أقيم في الصحراء بالقرب من مستوطنة رييم القريبة من الحدود، والتي لقي فيها نحو 260 شخصاً مصرعهم.

وفي الوقت ذاته أطلقت حماس وابلاً غير مسبوق من قذائف الهاون والصواريخ على إسرائيل، فنشرت الذعر في مناطق واسعة، إذ أطلقت زهاء 4500 قذيفة متفجرة خلال الفترة الواقعة ما بين السابع والتاسع من تشرين الأول، ويقترب هذا العدد من عدد القذائف التي أطلقت خلال الحرب التي امتدت لشهرين في عام 2014، وهذا ما تسبب بإحداث حرائق شوهدت عبر الأقمار الصناعية، إذ احتل عدد الحرائق التي رصدت في إسرائيل يوم 7 تشرين الأول المرتبة الثانية بين الحرائق الأخرى التي اشتعلت في المنطقة خلال العقد الماضي، وذلك بعد حرائق الغابات التي اشتعلت في عام 2020، ومعظمها تركز حول الحدود مع غزة، إلا أن بعضها وصل إلى الضواحي الجنوبية لتل أبيب.

يتفوق هذا الهجوم على أي هجوم آخر استهدف الإسرائيليين، إذ شن العرب هجوماً عنيفاً في أيار من عام 1948 على إسرائيل، يصفه الإسرائيليون بمذبحة كفار عتصيون نسبة إلى إحدى المستوطنات الإسرائيلية، نتج عنه مقتل 127 إسرائيلياً، أما الهجوم الأعنف قبل هذا التاريخ فقد حدث عندما فجر فدائيون فلسطينيون قنبلة في فندق بمدينة نتانيا في عيد الفصح اليهودي من عام 2002، وخلف هذا التفجير 30 قتيلاً.

 

بيد أن حصيلة القتلى ابتداء من السابع من تشرين الأول فاقت أعداد كل من قُتل من الإسرائيليين خلال الانتفاضة الثانية التي امتدت بين عامي 2000 و2005، وبحسبة بسيطة، نكتشف بأن هذه الهجمة تساوي 12 هجمة من هجمات 11 أيلول في الولايات المتحدة، بالنسبة لتعداد السكان في إسرائيل، وذلك لأن أعداد القتلى الذين يسقطون بشكل يومي لا يقترب من معدل الوفيات في أي حوادث أخرى إلا في حالات وقوع حرب شاملة أو مجزرة أو كارثة طبيعية.

لكن المقارنة التاريخية الأشد إيلاماً تعود لما قبل تأسيس إسرائيل، لأنه ليس كل ضحايا حماس إسرائيليين، ولا كل القتلى الإسرائيليين يهود، ولكن في ظل فرضيات منطقية حول التركيبة العرقية لمن قتلوا في هذه الهجمات أو سابقاتها، فإن آخر مرة قتل فيها هذا العدد الهائل من اليهود في يوم واحد تعود لأيام المحرقة.

  

المصدر: The Economist