icon
التغطية الحية

ما هدف حكومة النظام من بيع البنزين بالدولار في سوريا؟

2023.06.22 | 17:30 دمشق

آخر تحديث: 22.06.2023 | 21:38 دمشق

البنزين بالدولار في سوريا
البنزين بالدولار في سوريا
إسطنبول - خالد حمزة
+A
حجم الخط
-A

في وقت ينتظر فيه السوريون زيادة بالرواتب بعد الانخفاض الكبير بقيمة الليرة، يتفاجأ السكان برفع سعر الفيول الذي ينعكس على أسعار جميع المنتجات تلاه إعلان من وزارة النفط والثروة المعدنية في حكومة النظام السوري شرعنت فيه بيع البنزين بالدولار الأميركي لشريحة معينة من الزبائن.

وبحسب بيان للوزارة في فيس بوك فإن المغتربين السوريين والزوار العرب والأجانب القادمين إلى سوريا سيتمكنون من شراء بطاقات تعبئة بنزين مسبقة الدفع بالدولار واستخدامها للدفع في المحطات، بحد 200 لتر للبطاقة الواحدة.

ويستطيع الحاصلون على البطاقات تعبئة بنزين أوكتان 90 وأوكتان 95 من جميع المحطات الخاصة والعامة، على أن يكون للبطاقة صلاحية استخدام قدرت بثلاثة أشهر من تاريخ استخراجها.

ولم يحصر بيع البطاقات في المعابر الحدودية بل وفّرت في فروع المصرف التجاري وفروعه بالمحافظات السورية والمناطق والمعابر الحدودية.

هل يستطيع المقيم في سوريا شراء البنزين بالدولار؟

اللافت في البيان عدم تحديد شروط للحصول على البطاقة كطلب الإقامة في الخارج أو ختم الدخول إلى سوريا، حيث اكتفى البيان على لسان وزير النفط بحكومة النظام بالإشارة إلى إمكانية حصول الأشخاص على البطاقة من كوات المصرف التجاري وفروعه في المحافظات والمناطق الحدودية، مما يترك الباب مشرعاً حول تساؤلات عن إتاحة شراء البطاقة من قبل المقيمين في الداخل السوري وشحنها بالدولار لشراء البنزين، لكن ذلك لا ينفي إمكانية صدور لوائح تفصيلية في الأيام المقبلة حول شروط الحصول على بطاقة شراء البنزين وقد يكون بينها اشتراط وجود إقامة سارية خارج سوريا أو إبراز ختم دخول من أحد المعابر الحدودية.

ويبلغ سعر لتر البنزين أوكتان 90 دولاراً وعشرة سنتات أي ما يقرب من 9900 ليرة سورية وفق أسعار السوق السوداء و9 آلاف ليرة سورية وفقاً لسعر مصرف سورية المركزي. في حين أتيح بيع الأوكتان 95 بدولار أميركي و20 سنتاً.

وجاء في بيان الوزارة أن البدء بآلية البطاقات مسبقة الدفع بالقطع الأجنبي سيجري اعتباراً من الأيام الأولى من شهر تموز المقبل.

يأتي الإجراء الأخير بعد نحو شهر من رفع  سعر بنزين أوكتان 95، إلى 7600 ليرة سورية صعوداً من 6600 ليرة سورية في زيادة هي الثالثة خلال العام الجاري، حيث رفعت وزارة التجارة الداخلية في حكومة النظام السوري سعر المادة في شباط الماضي إلى 6600 ليرة سورية، بعد رفع مشابه في شهر كانون الثاني 2023.

من الجدير بالذكر أنّ الفئة المشمولة بالقرار (المغتربين السوريين والزوار العرب والأجانب القادمين إلى سوريا) سيكونون استثناء لقرار منع التعاملات التجارية بالعملات الأجنبية حيث ينص مرسومان سابقان صادران عام 2020 على منع التعامل بغير الليرة السورية في الداخل السوري.

بنزين بالدولار رغم منع البيع بالعملات الأجنبية

أما عن بيع منتجات (البنزين) بالعملة الأجنبية داخل سوريا وتعارض ذلك مع المرسوم رقم 3 الصادر عام 2020 نص على فرض عقوبة بالسجن على المتعاملين بغير الليرة السورية كوسيلة للمدفوعات، فقال الخبير الاقتصادي السوري يونس كريم إن القانون يشمل فقط المقيمين في البلاد ويستثني المغتربين.

ويرى كريم أن بيع البنزين بالدولار يفيد المغتربين حملة الإقامات الخارجية وبما أنهم غير مشمولين بالدعم فإن خيار توفير بطاقات البنزين من المصرف التجاري سيكون خياراً جيداً لتأمين الوقود لسياراتهم ويندرج هذا ضمن باب التسهيل وتشجيع قدوم هذه الشريحة إلى البلاد وخاصة مع بداية فصل الصيف.

ويضيف كريم في تصريحاته لموقع تلفزيون سوريا أن الإجراء يصب في فكرة تشجيع زيارة المغتربين لبلادهم وعدم وجود مشكلات بما يتعلق بتأمين المحروقات.

كما أن بيع البنزين بالدولار هو خطوة في مسار لحكومة لنظام السوري لاعتماد الدولار في بعض المعاملات التجارية داخل مناطق سيطرته تزامنت مع اعتماد مصرف سورية المركزي خلال الشهور القليلة الماضية سعراً لصرف الدولار قريباً من سعره الحقيقي في السوق السوداء لجذب العملة الصعبة إلى القنوات الرسمية.

وبالنظر إلى تسعير البنزين بالدولار ومقارنته بالأسعار العالمية يظل ضمن الشريحة الأرخص عالمياً، مع اهتمام حكومة النظام بشكل دائم التسعير في لبنان وذلك لمنع تهريب المادة من سوريا رغم الحاجة إلى القطع الأجنبي في سوريا ومقابلتها بالصعوبات التي تواجه عمليات استيراد المحروقات إلى سوريا في ظل العقوبات.
ويقول كريم إن اعتماد آلية بيع البنزين بالدولار يواجه مجموعة من الصعوبات ولن يطبّق إلا بشكل جزئي في محاولة توصيل رسائل جذب للسياح وخاصة بدول الخليج العربي، مفادها أنّ أزمات المحروقات في البلاد لن تؤثر على القادمين إلى سوريا من المقيمين في الخارج.