icon
التغطية الحية

ما تبقى من نهر بردى.. ساقية مياه وجرذان وغربان وسوق كتب

2020.09.11 | 14:11 دمشق

img_3004.jpg
الأوساخ تملئ نهر بردى في العاصمة دمشق (تلفزيون سوريا)
دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

ما بقي من نهر بردى هذه الفترة في قلب العاصمة دمشق، ساقية صغيرة تتوسط النهر الممعن في الانحسار، تحوم فوقها أسراب الغربان، ويفترش باعة متجولون على أطرافه كتباً لبيعها.

في البرامكة وسط البلد يمتد فرع صغير يقع بين المتحف الوطني وجامعة دمشق، وهنا يلفت النظر الأعداد الكبيرة من الغربان التي تصدر أصواتاً مرتفعة، وأما الأكثر غرابة هو سوق الكتب الذي يمتد على طول المجرى الصغير الذي تفوح منه رائحة الصرف الصحي.

وأما ما يمكن أن تقوم به حكومة النظام فيقتصر على حملات تنظيف للنهر على فترات متباعدة، وفي صيف 2002 قام السفير الياباني وعدد من أبناء الجالية اليابانية بتنظيف مجرى النهر الذي كاد أن يتحول إلى مجرى للصرف الصحي بسبب الإهمال.

أحد باعة الكتب قال لتلفزيون سوريا متحسراً "أنا أبيع الكتب هنا منذ عشر سنوات.. لم تتغير الحال ولكنها زادت في السنوات الأخيرة، وأما الغربان فهي تجتمع هنا على هذه الأشجار أكثر من أي مكان فالسبب يعود إلى وجود الجرذان بأعداد كبيرة".

وينتشر باعة الكتب على سور جامعة دمشق، وكذلك على سور التكية السليمانية وفي جوار هذا الفرع من بردى حيث تباع الكتب الجامعية والقديمة بأسعار رخيصة، وأما ما لا يباع وسعره الأرخص فهي كتب اتحاد الكتاب العرب التي بيعت بالجملة من المستودعات لأنها كاسدة وغير مطلوبة بسبب رداءة محتواها، بحسب الزبائن.

"اليوم أضيفت إلى نفايات النهر كمامات الوقاية من كورونا، وزجاجات الماء البلاستيكية وعلب الكولا"، هذا ما يقوله سامر أحد السكان القريبين من النهر، ويضيف "لا يمكن أن تجد نهراً في العالم يحوي هذا الكم من النفايات كدواليب السيارات، وأكياس القمامة الممتلئة وكراتين فارغة وقطع زجاجية".

 

IMG_3008.JPG

 

أما صديقه فهو يعمل في أحد المحال في منطقة جسر الرئيس فيقول "طريقي اليومي من هنا ومنذ أكثر من عشر سنوات لم أشاهد أحداً من المحافظة أو أي تجمع مدني وحزبي وأهلي نظم حملة تنظيف للنهر فقط المجرى الرئيسي لأنه أكبر وفاضح.

حتى بردى الكبير بساقية الماء الصغيرة التي تتوسط حواجزه الاسمنتية تصب فيه أنابيت الصرف الصحي، وفي فصل الصيف والخريف يتحول إلى بركة آسنة ريثما يفيض نبع الفيجة ويجرف هذه الرواسب إلى غوطة دمشق. حيث بالكاد وصل إلى مصبه في بحيرة (العتيبة) في سنوات قليلة.

 

IMG_3012.JPG
كلمات مفتاحية