icon
التغطية الحية

لماذا هاجم بشار الأسد تركيا وقلل من أهمية العلاقة مع العرب؟

2023.08.10 | 14:48 دمشق

لماذا هاجم بشار الأسد تركيا وقلل من أهمية العلاقة مع العرب؟
لماذا هاجم بشار الأسد تركيا وقلل من أهمية العلاقة مع العرب؟
إسطنبول - خاص
+A
حجم الخط
-A

جدد رئيس النظام السوري بشار الأسد هجومه على تركيا وحركة حماس في لقاء مع قناة إماراتية يوم أمس الأربعاء، وتحدث فيها لمدة 30 دقيقة عن الأوضاع الداخلية ضمن سوريا، والعلاقات مع الأطراف الخارجية، وعن المرحلة التي وصلت لها العلاقات مع الدول العربية، وبدا واضحاً من خلال حديثه عدم الارتياح تجاه مسار العلاقات مع الدول العربية، في حين جدد هجومه على تركيا وحركة حماس.

دلالة تصريحات الأسد حول شكلية العلاقات مع العرب

وصف بشار الأسد العلاقات العربية بالـ "الشكلية" وأنها لا تقدم حلولاً عملية، وتركز على الخطابات والبيانات، على الرغم من إنهاء تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية.

وأفاد مصدر دبلوماسي عربي لموقع تلفزيون سوريا أن عدم رضا الأسد عن العلاقة مع العرب يعود لعدة أسباب، الأول إبلاغه في وقت سابق أن إنهاء تعليق العضوية في الجامعة العربية موجه إلى سوريا وليس لكيان النظام ذاته، وهي خطوة تحت التقييم ومتربطة بالخطوات التي سيتخذها النظام السوري في ملفات عديدة منها تحسين الوضع الإنساني، ومكافحة تجارة المخدرات والدخول في مفاوضات مع المعارضة للوصول إلى حل سياسي يمهد الأرضية لعودة اللاجئين.

ويعود السبب الثاني لاستياء النظام السوري من العلاقات مع العرب، إلى عدم موافقة أي دولة حتى اللحظة على تمويل مشاريع إعادة إعمار خارج نطاق الأمم المتحدة، خاصة السعودية التي تربط أي مبادرة من هذا النوع بسلوك النظام تجاه الميليشيات غير السورية.

وبحسب المصدر فإن وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد كان حريصاً خلال اللقاء التشاوري في الأردن شهر أيار/ مايو الماضي على إقناع الدول العربية بضرورة المبادرة إلى تقديم تمويل من أجل تطوير البنية التحتية السورية بما يساعد على عودة اللاجئين، واعتبر أن الإقدام على هذه الخطوة ستكون بمثابة إثبات جدية العرب في حل الأزمة السورية.

هجوم الأسد على تركيا

شن بشار الأسد خلال لقائه التلفزيوني هجوماً على تركيا، واتهمها بدعم الإرهاب واستمرارها في تقديم التمويل له، كما أكد رفضه اللقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضمن الشروط التي يطرحها، معتبراً أن هدف أردوغان من اللقاء هو إعطاء الشرعية لاحتلال القوات التركية للأراضي السورية بحسب وصفه.

تصريحات الأسد يبدو أنها رد فعل على نفي الرئاسة التركية في أيار/ مايو الماضي وجود أي خطة لعقد لقاء بين أردوغان والأسد، وكذلك تصريحات أردوغان في شهر تموز/ يوليو الفائت التي رفض فيها اللقاء مع الأسد طالما أنه يشترط انسحاب القوات التركية من سوريا.

وبحسب معلومات حصل عليها موقع تلفزيون سوريا من مصادر مطلعة على مجريات اللقاءات الرباعية التي جمعت في وقت سابق كلاً من تركيا وإيران وروسيا والنظام السوري، فإن أنقرة لم تتفاعل بشكل إيجابي مع محاولات روسيا مؤخراً لعقد لقاءات رباعية جديدة، إذ لم يعد ضمن الأولويات التركية الاستمرار في هذه اللقاءات طالما أن وفد النظام السوري يكرر دائماً مطلب تحديد جدول زمني لانسحاب القوات التركية من سوريا، كما أن الجانب التركي حالياً لديه أولويات مختلفة، منها إيجاد توافقات دولية من أجل تحويل شمالي سوريا إلى منطقة آمنة، والتوصل إلى حلول وسط مع الولايات المتحدة الأميركية بخصوص العقدة الرئيسية في العلاقة بين الطرفين وهي مصير شمال شرقي سوريا.

وبحسب المصدر فإن النظام السوري ومن خلفه إيران، متخوفون من احتمالية التوافق بين أنقرة وواشنطن على العمل المشترك شمال شرقي سوريا بما يضر بالموقف الميداني لقوات النظام ويهدد النفوذ الإيراني.