icon
التغطية الحية

لماذا لم يكترث أحد لإعلان بوتين التوصل للقاح ضد "كورونا"؟

2020.08.12 | 18:19 دمشق

efno9vuxgaa5ub9.jpg
بوتين يعلن عن لقاح روسي لـ"كورونا" (وسائل إعلام روسية)
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

باغت الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين العالم بإعلانه أمس الثلاثاء، أن بلاده طورت "أول" لقاح ضد فيروس "كورونا"، إلا أن أحداً لم يأخذ الإعلان على محمل الجد، فلا تغطيات تلفزيونية عالمية فُتحت لمواكبة هذا الحدث الذي ينتظره كل إنسان على وجه الكرة الأرضية، بل على العكس خرجت تصريحات عديدة تشكك في ما قاله بوتين، فأفقدت الأخير بهجة ما جاء به.

أطل بوتين على عدد من مسؤولي بلاده من خلال دائرة تلفزيونية ليخبرهم أن موسكو تمكنت من التوصل للقاح ضد "كورونا"، ومرر الرجل رسائل يحسبها مطمئنة، حين قال إن ابنته أخذت جرعة من اللقاح وإن صحتها تتحسن، مشيراً إلى أنه سيبدأ إنتاج اللقاح اعتباراً من أيلول القادم، وزاد أن دولاً كثيرة طلبت من روسيا شراء اللقاح.

 

التوظيف السياسي

ولمعرفة سبب عدم التفاعل عالمياً مع إعلان بوتين، كان لا بد من ربط الأمر بالقضايا السياسية بين الدول، فجميع الدول العظمى تقول منذ أشهر إن مختبراتها وشركاتها العلمية  تسابق الزمن للوصول للقاح ضد الفيروس، ما يعني أن إعلان روسيا ذلك كان فوزاً على من يشاركها السباق.

المحلل السياسي السوري المختص بالشأن الروسي محمود حمزة، يرى في حديث لموقع تلفزيون سوريا، أن بوتين والقيادة السياسية الروسية أردوا تصوير الأمر على أنه نصر شخصي، وكأن بوتين هو من اكتشف اللقاح.

وأضاف أن الإعلان له خلفية سياسية، وقال  "العالم الغربي له موقف غير ودي من موسكو وقيادتها السياسية، لذلك هم لا يريدون أن يروجوا للقاح الروسي، وهذا ما يفسر عدم الاكتراث".

وتطرق حمزة إلى ردود فعل الروس على الإعلان، مشيراً  إلى وجود مقاربات ضمن مؤسسات الدولة الروسية، فبعضها تقول إن اللقاح جاهز وأخرى تقول إنه يجب الانتظار، وكل هذا يحدث على الرغم من اللقاح تم تسجيله في روسيا.

وتمنى حمزة أن يكون اللقاح ناجح لإنقاذ البشرية وفق قوله، وقال "الشعب الروسي لديه قدرات كبيرة ومكتشفات مهمة على مر التاريخ، لكن مشكلتهم مع النظام السياسي، الذي يعطل كل القدرات والإبداعات".

واعتبر أن من الأسباب التي لم تدعُ أحداً للتفاعل مع الإعلان هو بسبب السلطة السياسية في روسيا التي تقزم البلد وتعيده إلى الوراء، كما يفعل بشار الأسد في سوريا.

وأردف "لم أشاهد ردود فعل الترحيب بين الناس في روسيا، لأنهم ملّوا من كورونا والحجر الصحي، إضافة إلى البطالة الكبيرة التي  قد تصل لآخر عام 2020 إلى 10 مليون، إلى جانب النمو الاقتصادي المتراجع بنسبة 10 بالمئة، وهناك مئات الشركات التي أفلست، لذلك الناس غير مكترثة".

 

الرأي العلمي

اعتبر المسؤول السابق في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، " بيتر بيتس " في حديث لشبكة "يورو نيوز " أنه لا توجد أي بيانات تدعم ما تدعيه روسيا حول لقاحها "المزعوم"، مشيراً إلى أن موسكو لديها تاريخ حافل من الموافقات على أدوية ولقاحات بالقليل من الاختبارات، وحتى بدونها في بعض الأحيان.

ووفق إعلان بوتين، ستبدأ روسيا بإجراء تجربة المرحلة الثالثة للقاح بعد تسجيله والحصول على موافقات عليه، إذ سيتم تلقيح العاملين في الصفوف الأمامية بالقطاع الصحي والمتطوعين الراغبين بتجربته، إضافة إلى إجراء تجارب موازية في السعودية والإمارات والبرازيل والفلبين.

صحيفة وال ستريت جورنال، وصفت اللقاح الروسي، بالتضحية بسلامة المواطنين، خاصة في ظل المخاوف من سلامته، والتي لم تثبت بعد.

من جانبها، قالت عالمة الفيروسات الفرنسية، "ماري بول كيني"، لوكالة "فرانس برس" إن "هذا الإعلان سابق لأوانه لأننا لا نعرف بعد ما إذا كان هذا اللقاح أو أي لقاح آخر سيقي من كورونا، ولا ما ستكون عليه مدة الاستجابة المناعية".

وبحسب موقع "أكسيوس" فإن مجموعة من العلماء شككوا في فعالية وسلامة اللقاح، لعدة أسباب منها، أن اللقاح لم يخضع لجميع مراحل الاختبارات، وأن تجربة اللقاح لم تجر على عدد كبير من الأشخاص، وكانت على عدد محدود جدا، إضافة إلى أن فتح تجربة اللقاح للجميع أمر فيه خطورة عالية وقد يكون له عواقب صحية سلبية.

ويضيف العلماء، أن موسكو لم تفصح عن أي أدلة علمية تدعم نجاح لقاحها مدعمة بالبيانات، كما أنها لم  تتعامل مع اللقاح على أنه منافسة دولية بين القوى العالمية، مشيرين إلى أن بوتين يسعى لتعزيز مكانة روسيا كقوة عظمى من خلال اللقاح.

كلمات مفتاحية