icon
التغطية الحية

لماذا عاد التوتر بين فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام؟

2022.02.27 | 05:27 دمشق

vlcsnap-2019-05-14-18h47m04s743.png
حلب - خالد الخطيب
+A
حجم الخط
-A

شهدت العلاقة بين فصائل المعارضة السورية في ريف حلب وهيئة تحرير الشام في إدلب توتراً متصاعداً منذ بداية العام 2022 وذلك بعكس التوقعات التي كانت تتحدث عن تطورها، والذي ترافق مع زيادة في عمليات التنسيق بين الطرفين، وبالأخص في الملفين الأمني والعسكري، والذي ظهر بشكل جلي خلال النصف الثاني من العام الماضي 2021.

ويرجع الخلاف المفترض والتباعد بين الفصائل وتحرير الشام إلى مجموعة من العوامل والحوادث التي شهدتها مناطق المعارضة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وأهمها حادثة إطلاق النار من قبل عناصر حرس الحدود التابعين لتحرير الشام على امرأة حاولت تهريب كميات قليلة من المحروقات من مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في منطقة عفرين بريف حلب إلى مناطق سيطرة تحرير الشام في إدلب، والتي أثارت جدلاً واسعاً في أوساط المعارضة وبين الجهاديين المناهضين لتحرير الشام في إدلب.

وفتحت الحادثة الباب لتساؤلات حول دواعي وجود الخط الحدودي العازل الذي يمنع السوريين من التنقل بحرية بين منطقتي إدلب وحلب، وطالب المنتقدون تحرير الشام بإلغاء المعابر وفتح منطقة سيطرتها على مناطق الفصائل.

ويبدو أن حادثة إطلاق النار على المرأة في منطقة كان ينعم فيها زعيم "تنظيم الدولة" الذي استهدفه التحالف بإقامة آمنة، والاحتجاجات الواسعة التي تلت الحادثة وما أُثير حولها من جدل وحملة انتقادات، قد أحرجت تحرير الشام والتي حاولت التبرير ولمّحت إلى تمسكها بالحدود التي تعزل مناطق سيطرتها عن مناطق الفصائل.

وعملت تحرير الشام عبر إعلامها الرديف إلى الاستثمار في حادثة تهريب شحنة المخدرات القادمة من ريف حلب الشمالي، والتي قال ناشطون لموقع تلفزيون سوريا إنه من المحتمل أن تكون حادثة مدبرة للتغطية على الجريمة، وأيضاَ لإثبات مزاعم تحرير الشام حول ضرورة بقاء المنطقتين معزولتين، وأن النشاط العسكري لحرس الحدود التابع لها هو نشاط مبرر، ولا يستهدف مهربي المحروقات بقدر استهدافه تجار المخدرات التي يشكل دخولها خطراً على السكان في مناطق سيطرتها.

في الـ 12 من شباط الجاري، أعلن جهاز الأمن العام التابع لتحرير الشام في إدلب، ضبط سيارة حاولت تهريب شحنة من الحبوب المخدرة إلى داخل منطقة إدلب عند معبر دارة عزة، قادمة من ريف حلب باتجاه إدلب، ويُقدر عددها بمليون حبة مخدرة، مغلفة ضمن أكياس.

 

photo_2022-02-12_18-55-51.jpg

 

أكدت مصادر معارضة متطابقة لموقع تلفزيون سوريا أن "الإعلام الرديف في تحرير الشام أطلقت حملة غير مسبوقة للرد على الجهاديين الذين هاجموا تحرير الشام بعد حادثة إطلاق النار على المرأة في أطمة، وكان تركيز الحملة على الفصائل المعارضة بريف حلب بشكل أكبر، وتحديداً "غرفة القيادة الموحدة - عزم" التي شارك عدد من مسؤوليها في الهجوم الإعلامي على تحرير الشام بعد حادثة إطلاق النار، ومن بينهم مدير العلاقات في عزم، عبد الله الشيباني، فتصريحات الأخير يمكن اعتبارها نهاية الهدنة المفترضة بين الطرفين، والتي ساد فيها الابتعاد عن توجيه الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

قال الشيباني في تويتر "إهانات حواجز الهيئة للناس ومحاربة لقمة عيشهم أبعد من مسألة السحت الذي تجنيه، وعندما يصل الحال إلى قتل أرملة تعيل أولادها لأنها تهرب بيدونة مازوت فنحن بحاجة إلى ثورة أكبر من ثورتنا على الطاغوت بشار، رحم الله شهيدة اللقمة الحلال فاطمة الحميد، ولعن الله عصابات المكس والمال الحرام".

 

قال حكيم الشوكاني أحد قادة تحرير الشام، في تلغرام "قبل أيام تم ضبط كمية من الخمور من قبل الإخوة في جهاز الأمن العام، ومؤخراً تم ضبط ما يقارب المليون حبة مخدرة في ذات المعبر، وقبل هذه الأحداث تم ضبط كميات كبيرة وملايين الحبوب المخدرة القادمة من تلك المناطق، درع الفرات وغصن الزيتون، وهذه رسالة لمن يدندن حول موضوع إلغاء المعابر، نرجو منكم أولاً قبل المطالبة بهذه الأمور أن تغلقوا مصانع المخدرات والحشيش وتلاحقوا من يروج لهذه المواد بين شباب المسلمين، ويريد أيضاً نشرها في إدلب العز".

ووصف الشوكاني مناطق سيطرة الفصائل بـ "البيئة الخصبة لصناعة المخدرات والاتجار بها".

وأضاف: "تعاني تلك المناطق من تفشي ظاهرة تعاطي الحبوب المخدرة والحشيش وبقوة وحتى بين بعض مكونات الفصائل هناك، وعدم التعامل بحزم ضد من يروج للمخدرات والخمور، ومن هنا تأتي أهمية المعابر التي تفصل بين مناطق الفصائل وبين إدلب، وأن أهمية المعابر تأتي بالدرجة الأولى لحماية المنطقة من هذه الأمور التي ذكرناها، ولحفظ أمن المنطقة من شر تفجيرات عملاء النظام".

ظهر الخلاف وتوتر العلاقة بين فصائل "عزم" وتحرير الشام بشكل أوضح في قضية زعيم فرقة السلطان سليمان شاه محمد الجاسم "أبو عمشة" وإخوته، وقرار لجنة التحقيق الذي رفضته تحرير الشام بشكل غير رسمي في إعلامها الرديف وعلى لسان قادة ومنظرين تابعين لها.

وترى مصادر عسكرية متطابقة، أن موقف تحرير الشام من قضية "أبو عمشة"، جاء كرد فعل على فشل التقارب مع "الجبهة الشامية" زعيمة "عزم"، والتي كانت تسعى تحرير الشام إلى تشكيل تحالف معها.

أضافت المصادر لموقع تلفزيون سوريا أن "وجود جيش الإسلام في تحالف عزم كان سبباً في فشل التقارب مع تحرير الشام، وهو موجود أيضاَ ضمن الفصائل المطالبة بمحاسبة أبي عمشة ومساعديه، وهو ما جعل تحرير الشام تصرّ على موقفها الرافض لقرارات اللجنة، والتلميح الدائم بدعمها لأبو عمشة".

وقال عبد الرحمن الإدريسي أحد قادة تحرير الشام في تلغرام: "بغضِّ النظر عما يحصل في ريف حلب الشمالي، لكن كل تشكيل يترأسه جيش كعكة المدخلي فهو خطر على المحرر والثورة ولا يُمكن له التغوُّل على حساب غيره، فتجربة دوما لن تتكرر مرتين".

في حين راحت حسابات يدعمها جهاد عيسى الشيخ مسؤول العلاقات في تحرير الشام وعراب التقارب مع غرفة "عزم" إلى أبعد من ذلك واصفة الغرفة "بأنها مشروع سعودي يتزعمه فعلياً جيش الإسلام وليس الجبهة الشامية، والجيش يسعى إلى تشتيت الفصائل وإضعافها وقد بدء بفصيل أبو عمشة".

وقال الجهادي المصري المنشق عن تحرير الشام، طلحة المسير في تلغرام: "يستغرب بعض البعيدين عن الواقع اصطفاف زعيم تحرير الشام أبو محمد الجولاني، كذاب الشام مع أبي عمشة المتهم بأمور مشينة في الدين والخلق، والأمر عندهم قائم على شيئين، أولاً المصلحة الحزبية، فمن يرونه مصلحة لهم يصطفون معه، ثانياً، الترقيع وتمرير هذا الاصطفاف بجهالاتهم فيدندنون حول أن المنافق أخطر من الكافر والمبتدع شر من الفاسق مثلهم مثل داعش".

وأضاف: "ومن تدليسهم، فإن أحكام معاملة المنافق ليست كأحكام معاملة الكافر، والبدعة والفسق مراتب وكل مرتبة لها تعاملها، ولذا كان الجيش الحر أخطر عند الدواعش من النصيرية، وأحرار الشام أخطر من الجيش الحر، وكذلك الجولاني كذاب الشام يبرر اصطفافه مع أبي عمشة الذي انتشر فيمن حوله شتم الدين وترك الصلاة والتجاوزات الأخلاقية الفاضحة بأنه أهون شرا من زوال أبي عمشة على يد جهة بينهم مداخلة، فاعلم يا جندي تحرير الشام أن وقوف قادتك مع أبي عمشة قبل صدور الحكم القضائي وبعده هو دليل جديد على الفساد العريض المستشري في هذه القيادة التي تعمل بكل طاقتها على تدمير ما تبقى من الساحة".