icon
التغطية الحية

لماذا تطلق حاملة الطائرات الوحيدة التي تملكها روسيا دخاناً كثيفاً أسود؟

2023.11.24 | 16:27 دمشق

آخر تحديث: 24.11.2023 | 16:27 دمشق

حاملة الطائرات الروسية الأدميرال كوزنيتسوف
حاملة الطائرات الروسية الأدميرال كوزنيتسوف
The National Interest - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

في عام 2012، وإثر عودتها من الساحل السوري، انقطعت الطاقة بشكل كلي عن حاملة الطائرات الروسية كوزنيتسوف، ويعود السبب المرجح لذلك إلى عطل في المراجل، ولهذا تعين سحبها إلى روسيا خلف زورق مرافق روسي يحمل اسم نيكولاي تشيكر، أي أن هذه المركبة قد سحبت لمسافة 4345 كيلومتراً، وهذا ما جعل روسيا بدافع من إحساسها بالعار تحاول إخفاء تلك المعلومة عن العالم بأسره.

حازت حاملة الطائرات الوحيدة التي تملكها روسيا، شهرة عالمية بسبب أعطالها التي تطرأ على المحركات وكلفة إصلاحها العالية، والحرائق القاتلة التي تشتعل فيها، والأهم من كل ذلك الدخان الآسن الذي تنفثه.

حاملة الطائرات الروسية.. كتلة نافثة للدخان

تقوم مادة لزجة تشبه القطران بتشغيل حاملة الطائرات الروسية، وتعرف هذه المادة باسم المازوت، ويعتبر البحارة المازوت مادة مزعجة لزجة ومؤذية من الصعب إزالتها عن الملابس. والمازوت بوصفه مادة بتروكيماوية ثقيلة هو الوقود الأساسي للمركبات العسكرية والتجارية الروسية منذ سبعينيات القرن الماضي، ويرجع أهم أسباب ذلك للزوجة السميكة التي تتمتع بها هذه المادة والتي تعطيها حجماً كبيراً بالنسبة للطاقة التي تقدمها مقارنة بالمواد المقطرة الأخف حجماً، بيد أن للمازوت عيوباً كثيرة، وهذا ما جعل معظم السفن الجديدة تعتمد على نظم دفع توربينية تعمل بالطاقة النووية أو على الغاز.

بيد أن الأمر لا ينطبق على حاملة الطائرات كوزنيتسوف التي أطلقها الاتحاد السوفييتي في عام 1985 أي بعد مرور عقدين على استبعاد المازوت من هذه الصناعة.

بيد أن كوزنيتسوف تقف اليوم لتكون خير شاهد على سبب حدوث ذلك التحول.

 

تحتل مادة المازوت المرتبة الثانية أو الثالثة بالنسبة لاستخدام السفن لها، وتنقسم إلى نوع أول وثان وثالث وذلك بناء على درجة غليانها، وطول سلاسل الكربون فيها، ولزوجتها. يعتبر النوع الأول أجود نوع، أما الثالث فهو الأردأ، وبالنسبة للانبعاثات الصادرة عن الوقود ذي الجودة المتدنية، مثل تلك التي تصدر عن المازوت، فتتسبب في إنتاج كميات كبيرة من الكبريت، وهذا ما يخلف أضراراً سلبية على البيئة وصحة البشر.

بيد أن عملية حرق المازوت معقدة، إذ يجب تسخين هذا النوع من الوقود وضغطه بوساطة نظام دقيق من المراجل والأنابيب، لذا من الطبيعي عند استخدام المازوت أن يصبح عمل المراجل والأنابيب بصورة ملائمة أمراً في غاية الأهمية.

غير أن السوفييت استعانوا بأنابيب ذات جودة ضعيفة في حاملة الطائرات كوزنيتسوف، فحكموا عليها بحياة غامرة بالأعطال، إذ بسبب الأنابيب الرديئة، لا تتمكن كوزنيتسوف من تشغيل جميع مراجلها بأقصى طاقة لديها في وقت واحد، ولهذا تتعطل تلك المراجل كثيراً، وهذا ما يدفع من يقومون بتشغيل حاملة الطائرات إلى المناوبة ما بين المراجل التي ظلت تعمل، وفي بعض الأحيان تعمل السفينة بوساطة مرجل وحيد فقط، يتيح لها السفر بسرعة أربع عقدات وسط الجليد. ولذلك كثيراً ما ترسل الزوارق المرافقة لتصاحب هذه السفينة المتهالكة التي لا يمكن الوثوق بها.

وثمة نتيجة أخرى لضعف جودة نظام الأنابيب والمراجل المشغل لسفينة كوزنيتسوف تتمثل بالدخان الأسود، إذ يرجح بعض الخبراء أن يكون ذلك نتيجة لخطأ في معايرة التسخين أو آليات الضخ، وذلك لأن المازوت الذي يجري ضخه إلى حجرة الاحتراق قد لا يتسنى له الوقت الكافي ليحترق بالكامل، فيحترق بشكل جزئي من جراء ذلك ويطلق في الأجواء على شكل سحب دخان سوداء.

 

كثيراً ما حاولت روسيا التقليل من حجم مشكلة الدخان الصادر عن سفينة كوزنيتسوف، إذ على سبيل المثال، زعم الأدميرال الروسي إيفان فاسيليف بأنهم يصدرون الدخان الأسود عمداً تعبيراً عن التزامهم بعادة من عادات البحرية الروسية والتي تقضي بإصدار الدخان للإعلان عن الوجود الروسي في المنطقة.

لم صنعت روسيا حاملة طائرات تعمل على المازوت؟

من المستغرب أن تصنع روسيا حاملة طائرات تعمل على المازوت في ثمانينيات القرن الماضي عندما كان خيار التوربينات التي تعمل على الطاقة النووية أو الغاز موجوداً، فحاملات الطائرات الأميركية التي صنعت خلال الفترة نفسها، تعتمد على الطاقة النووية حصراً، ونتيجة لذلك، فإن قدرة طاقم السفينة على التحمل والإمدادات الموجودة لديهم هي التي تحدد قدرة الأساطيل الأميركية على العمل، وذلك مع عدم وجود أي مشكلة تتصل بالمراجل ومن دون أي دخان أسود أو تدخل من الزوارق المرافقة.

  

المصدر: The National Interest