icon
التغطية الحية

لقاء أعمى على طاولة حمراء | شعر

2023.05.26 | 16:01 دمشق

آخر تحديث: 26.05.2023 | 16:01 دمشق

طاولة
(اللوحة: سهف عبد الرحمن)
+A
حجم الخط
-A

 

لقاء أعمى على طاولة حمراء

 

لوّحتُ له، حين مشى،

بأصابعَ تتوّجُها أسماء المدن؛

كان قد أهدر آخر الوقت بالكبرياء

ولم يقلْ ما أراد قولَه:

"ليتَهُ لم يُهدِنا النّار

لعلّ خصومتنا كانت أقلّ شراسة"

*

حين كنّا في المقهى

وضعت قبّعتي على الطّاولة،

بشعره الطّويل وذقنه الّتي كذقني

وضع البلاد على الطّاولة..

مرّت الشّام من بيننا

كالأرملة

رفعنا لها الأنخاب كالقرابين

ثمّ تبادلنا الذّكريات

مع السّجائر

والشّتائم

*

معًا تفاجأنا بالكلاب الأليفة

والميترو

والمولات المكتظّة بالأزياء..

والنّساء سريعات المرور

وأنّنا نتّسع للغةٍ طارئةٍ

في البلاد الطّارئة

*

حدّثته عن امرأةٍ حجريّة

تنسلّ إلى سريري

بعد كلّ مجزرة

حدّثني عن زرقة الحليب

في وشيجة السّور العجوز

والرّعشة المتكسّرة

قلتُ له:

لا امرأة إلّا حبيبتي

قال لي:

باب الأرض أحمر

باب المدينة أحمر

باب البيت أحمر

مذ هجرتْ أمانيك الصّغيرة عشَّها

ولم تعدْ لقيامةٍ متأخّرة

*

نسي لحيتَه

حين ظنّ البلادَ مريضةً بالأنبياء

نسيتُ قبّعتي

حين ظننتُ البلادَ مصابةً بالغرباء

.

 

سألته:

هل أنت نادم

أجاب:

أنتَ ندمي

قلتُ: وأنتَ كذلك

.

حمل البلاد

في كيسٍ من الخيش

وأدار لي ظهره

همهم أحدُنا بالأغاني

واختنق الآخرُ بالسعال

ليتني قلت له غير ذلك

ليته قال لي غير ذلك.

 

كلمات مفتاحية