إن مرحلة منتصف العمر هي المرحلة التي تشهد تغييرات جذرية، وقلة قليلة من بيننا من يحلمون بتحقيق المجد والشهرة خلال النصف الثاني من أعمارهم، إلا أن الكاتب تشيب كونلي الذي حققت مبيعات كتبه أرباحاً طائلة، لديه طريقة مختلفة في التفكير تجاه هذا الموضوع، خاصة بعدما أصبح رائداً في مجال الأعمال المتخصصة بالسياحة والفنادق، ثم أسهم في تأسيس أكاديمية المسنين الحديثة.
في كتابه: "تعلم كيف تحب منتصف العمر"، أورد 12 سبباً لتحسن الحياة بتقدم العمر، وهذا ما دفع كونلي، 63 عاماً، للتساؤل: "ماذا لو استطعنا إعادة تأطير تفكيرنا حول التحول الطبيعي الذي يطرأ في منتصف العمر والنظر إليه على أنه ليس بأزمة، بل إنه أشبه بشرنقة، أي ذلك الوقت الذي يضعف فيه شيء داخلنا إلى أبعد مدى، فنتخلى عن جلدنا، ثم ننشر أجنحتنا، وننثر بذور معرفتنا وحكمتنا في العالم بأسره؟"
البداية في الخمسين
مع الشيخوخة المتسارعة التي أصبحت تطرأ على الشعب الأميركي، ثمة حاجة ملحة جديدة لإعادة تأطير منتصف العمر وجعله فترة واعدة للتحول الإيجابي، وحول هذا الموضوع يشاركنا كونلي بأفكاره المتعلقة بتحقيق هذا التحول، إذ كان والده مثله الأعلى في هذا المجال، بما أنه كان يتمتع بشخصية ثائرة، لكنه اختار الطريق الأسلم في الحياة، إذ بقي يزاول عمله في الشركة نفسها حتى صار في الأربعينيات من عمره، ثم قرر في أواخر تلك الأربعينيات أن يطلق مشروعه الخاص، وفي تلك الفترة بدأت مواقفه تجاه المجتمع والسياسة تصبح ألطف، واكتشف بداخله شغفاً جديداً بالهدف من هذه الحياة ومعناها، أي أنه كان خير مثال لشخص بدأت حياته في الخمسين من عمره.