icon
التغطية الحية

كيف فضح سيمور هيرش بـ "الصدفة" تقاريره عن الأسلحة الكيميائية في سوريا

2023.09.27 | 06:58 دمشق

آخر تحديث: 27.09.2023 | 11:16 دمشق

الصحفي الأميركي سيمور هيرش
الصحفي الأميركي سيمور هيرش
Brian Whitaker - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

كانت أفظع لحظات الحرب في سوريا بشهر آب 2013 عندما ضربت صواريخ محملة بغاز السارين منطقة الغوطة التي كانت بيد الثوار، فقتل المئات وتعرض الآلاف لإصابات، ليكون ذلك أعتى هجوم كيماوي في العالم منذ ثمانينيات القرن الماضي.

وإذا تذكرنا بأن الغوطة كانت تحت نيران قوات الأسد في ذلك الحين، وبأن الضحايا كانوا من الثوار وبأن النظام سبق أن اعترف بامتلاكه لأسلحة كيماوية، فعندئذ يكون المشتبه به واضحاً ووحيداً، إلا أن النظام أصر على عدم مسؤوليته ووصف أي اتهام بأنه غير منطقي ومفبرك.

ساهمت روسيا بدعم مزاعم النظام وتأييدها، وكذلك ثلة من الشخصيات الغربية، بينهم أساتذة جامعيون، وعملاء متقاعدون لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وصحفيون يزعمون أنهم مستقلون، وشخصيات تصف نفسها بأنها مناهضة للإمبريالية، وكثير من المؤمنين بنظرية المؤامرة، ويرى هؤلاء بأن الهجوم بالسارين على الغوطة كان عبارة عن حملة تشويه نفذها الثوار بغية تجريم النظام زوراً وبهتاناً على أمل أن يدفع ذلك القوى الغربية للتدخل عسكرياً وبشكل شامل بهدف إسقاط الأسد.

لم يظهر أي سبب منطقي لتصديق نظرية حملة التشويه في ذلك الحين وفي ظل الأدلة التي جمعت منذ ذلك الهجوم والتي تشير بشكل قاطع إلى أن النظام هو من نفذ الهجوم، بقي المدافعون عن النظام يتهمون الثوار بتنفيذ الهجوم، إلا أن هذا الاتهام لا يجوز التفكير بأمره إلا في حال تبين بأن لدى الثوار المقاتلين كميات كبيرة من السارين.

الصحفي هيرش ينضم إلى الجوقة

بعد ثلاثة أشهر على وقوع الهجمة، وتحت عنوان رئيسي جاء فيه هذا السؤال: لمن السارين؟ نشرت مجلة لندن ريفيو أوف بوكس مقالة سرعان ما تحولت إلى محور أساسي لمزاعم المؤمنين بنظرية حملة التشويه، أما مؤلف هذه المقالة فهو صحفي أميركي مشهور اسمه سيمور هيرش المتخصص بالأخبار المشوقة التي تعتمد على مصادر استخبارية غامضة.

على الرغم من أن هيرش لم يخلص إلى أي نتيجة بخصوص منفذ الهجوم، فقد سعى في مقاله إلى التشكيك بضلوع النظام فيه، إلى جانب التطرق إلى فكرة احتمال وجود مسؤولية على الثوار في تنفيذ الهجمة.

في تلك المقالة، تبرم هيرش من تصريحات الرئيس السابق أوباما واتهامه لنظام الأسد بالهجوم على الغوطة بالسلاح الكيماوي، من دون الاعتراف بأن الجيش السوري ليس الطرف الوحيد الذي بوسعه الوصول إلى السارين في الحرب التي عصفت بالبلاد على حد تعبيره.

وخلال الأشهر التي سبقت الهجوم، كتب هيرش بأن الاستخبارات الأميركية عثرت على دليل يثبت بأن جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة قد "برعت بأساليب تصنيع السارين وأصبحت قادرة على إنتاجه بكميات كبيرة".

تعامل أصحاب نظرية حملة التشويه مع ذلك الدليل كشيء يثبت مزاعمهم، ووقفوا في وجه كل من فكر بأن هيرش على خطأ، لكونه حاصلاً على عدد من الجوائز في مجال الصحافة خلال مسيرته المهنية، ومن بينها جائزة بوليتزر قبل 43 عاماً وذلك لكشفه عن مجزرة ماي لاي في فيتنام. غير أن سحر بعض الأمور الأخرى التي كشفها انقلب على الساحر، إذ تبين بأن مجلة نيويوركر وصحيفة واشنطن بوست رفضتا مقالته (لمن السارين؟) قبل أن تقبلها مجلة لندن ريفيو أوف بوكس.

بناء على قضية وصول السارين لأيدي الثوار، اقتبس هيرش من مستشار رفيع في الاستخبارات (لم يذكر اسمه) حديثه عن وثيقة سرية أعدها ديفيس شيد نائب مدير وكالة استخبارات الدفاع الأميركية، والتي أكد فيها بأن جبهة النصرة تمكنت من امتلاك السارين واستخدامه، فلقد تعلم تنظيم القاعدة في العراق والذي نشط في سوريا أيضاً طريقة إنتاج السارين بحسب ما أورده ذلك المستشار.

ثم قدم هيرش تفاصيل أكبر لما ورد في تلك الوثيقة في مقالة أخرى نشرتها لندن ريفيو أوف بوكس في نيسان 2014، جاء فيها بأن جبهة النصرة متورطة في المؤامرة الأشد تطوراً في مجال السارين وذلك منذ العمليات التي خطط لها تنظيم القاعدة قبل أحداث 11 أيلول" وشرح بعد ذلك بأنه اقتبس بضعة أسطر فقط من الوثيقة لأنه خشي: "أن يمس بذلك بالمصدر الذي يدل على وجود عمل استخباري متميز بشكل واضح".

ولكن في مطلع هذا الشهر، نشر هيرش تلك الوثيقة التي صار عمرها عشر سنوات عبر الإنترنت، ضمن ملحق لمقالة نشرها على موقع Substack اتهم فيها الولايات المتحدة بإخفاء أو تجاهل المعلومات الاستخبارية التي تناسبها على المستوى السياسي وذلك فيما يتصل بالحرب في أوكرانيا.

 

بعد ذلك أجرى مقارنة مع هجوم السارين الذي وقع في عام 2013، وذلك عندما كانت معلومات استخبارية حساسة على حد وصفه تفيد بأنهم كانوا يعرفون بأن السارين قد وصل إلى يد المعارضة الإسلامية في سوريا، إلا أن هذه المعلومة لم تصل إلى البيت الأبيض لأنها لم تكن مناسبة له على الصعيد السياسي.

وأضاف: "لقد أوضحت التقارير التي نشرتها في ذلك الحين وجود طرفين مشتبه بضلوعهما بهجوم السارين، غير أن البيت الأبيض لم يذكر سوى واحد منهما في تصريحاته".

يبدو بأن هيرش اعتقد بأن ما أكد رأيه هو نشر كامل الإحاطة الاستخبارية لشيد، على الرغم من أن نشر تلك الوثيقة خلف أثراً معاكساً تماماً، إذ تبين أنه بحلول شهر حزيران من عام 2013، أي قبل أسابيع قليلة من الهجوم على الغوطة، لم يتمكن الثوار السوريون من تصنيع السارين، فضلاً عن استخدام نوع محدد منه بكميات كبيرة في هجوم الغوطة.

ما الذي ورد في الوثيقة؟

تبدو الجملة الأولى في الوثيقة، أي: "عناصر النصرة متورطة في المؤامرة الأشد تطوراً في مجال السارين وذلك منذ العمليات التي خطط لها تنظيم القاعدة قبل أحداث 11 أيلول" صادمة، إلا أن الجملة الثانية توضح بأن تلك المؤامرة لم تتم، إذ جاء في تلك الجملة بأن "حملات الاعتقال التي نفذت في العراق وتركيا قطعت على الخلية عملياتها، إلا أننا نرى بأن النية لإنتاج أسلحة كيماوية متطورة ما تزال موجودة"، وجاء في الوثيقة أيضاً: "لمواصلة العمل على السارين، لا بد أن يحتاج هؤلاء لتجنيد خبرات علمية في هذا المجال".

في أيار من عام 2013، ألقي القبض على رجلين مرتبطين بتنظيم القاعدة في العراق، أحدهما اسمه كفاح إبراهيم، وقد ألقت القوات العراقية القبض عليه، لأنه خريج كيمياء جنده تنظيم القاعدة في العراق في عام 2007 ليقوم بتصنيع سموم بحسب ما ورد في الوثيقة، وجاء أيضاً بأنه: "بحسب ما ورد في استخبارات المؤشرات فإنه أنتج صيغاً غير كاملة لغازات الأعصاب والمواد المنفطة".

أما الرجل الثاني فاسمه عادل محمود الذي تخرج في الكلية العسكرية بالعراق خلال أيام صدام حسين، ثم انتقل بعد ذلك إلى قسم الصناعات العسكرية، وهناك تعلم كثيراً عن غاز الخردل والسارين.

وكشف التفتيش الذي جرى لبيته بعد اعتقاله على يد القوات الكردية عن وجود سلائف السارين ومركب وسيط له، ولهذا أوردت الوثيقة الآتي: "نقدر بأن ذلك يعبر عن وجود نية حقيقية لتصنيع السارين"، وجاء أيضاً بأن ذلك: "أقصى مجهود طموح" بذله كلا الرجلين، أي أنهما: "لم ينتجا السارين بعد، لكنهما كانا في مرحلة اكتشاف الطريق المفضي لذلك".

زعم عادل وكفاح بأنهما يفضلان استخدام السارين على مواقع في العراق لا في سوريا، ولهذا جاء في الوثيقة: "قد يصح ذلك مع الكميات البسيطة التي خططا لتصنيعها، إلا أننا نرى بأن الأهداف النهائية كانت في سوريا، ومن المرجح أنها ستكون على النظام أو مؤيديه".

كانت همزة الوصل مع جبهة النصرة في سوريا "أمير الصناعة العسكرية" وهو رجل يعرف باسم عبد الغني مقيم في حلب، إذ أظهرت المكالمات التي جرى اعتراضها بأن عبد الغني تحدث خلال الفترة الواقعة ما بين شهري نيسان وأيار من ذلك العام مع عادل وكفاح "بخصوص إنتاج السارين وتناقش معهما حول خطط مستقبلية لإنتاجه بكمية كبيرة في سوريا".

وجاء في الوثيقة أيضاً: "لا يوجد لدينا ما يشير إلى أن عبد الغني كان يعمل بمبادرة منه أو بتوجيهات من قادة جبهة النصرة لكننا نقدر بأن الجهد الذي بذله في هذا السياق تم تحت إشراف الجبهة".

كانت الخطة تقوم على استكمال كفاح وعادل "لعملية تصنيع السارين، ثم السفر إلى سوريا لتدريب عناصر أخرى على البدء بإنتاج كميات كبيرة من السارين في مخبر غير معروف في سوريا".

يبدو بأن اعتقال كفاح وعادل بعد فترة قصيرة من تلك النقاشات التي أجرياها مع عبد الغني قد تسبب بنكسة كبيرة للمشروع، وذلك للأهمية الكبيرة التي يتمتع بها عادل، كما أن كفاح كان مهماً بما فيه الكفاية حتى يحاول عبد الغني إقناعه بالتسلل من العراق ليحمل في جعبته معلومات تتعلق بإنتاج السارين كما ورد في الوثيقة.

خلال الفترة ذاتها، "حاولت عناصر وسيطة تعمل في المجال الكيماوي في كل من تركيا والسعودية الحصول على سلائف السارين بكميات كبيرة، أي عشرات الكيلوغرامات، ولعلهم توقعوا أن ينتج السارين بكميات كبيرة في سوريا" بحسب ما ورد في الوثيقة، وأدى ذلك إلى اعتقال ثلاثة أشخاص على يد السلطات التركية.

وأضاف من كتبوا الوثيقة بأن: "العناصر المتعاونة في تركيا والسعودية واجهت صعوبة في شراء الفوسفور الأبيض الذي يعتبر أحد سلائف السارين، وحاولت أن تشتري مادة كيماوية واحدة لا تمثل أحد سلائف السارين، ونقدر بأن هذا يشير إلى أن هؤلاء الأفراد الموجودين في تركيا احتاجوا لكفاح وعادل من أجل البدء بعملية إنتاج السارين في سوريا".

مخاطر السارين المصنع يدوياً

لعل هيرش لم يكلف نفسه عناء قراءة الوثيقة مرة أخرى قبل نشرها، وذلك لأن الأثر الذي خلفه نشر تلك الوثيقة للعموم هو فضح زيف مزاعمه هو، إذ في الوقت الذي كشفت الوثيقة بأن عناصر جهادية حاولت تصنيع السارين، فضحت أيضاً بأن تلك العناصر لم تكن قد أصبحت خبيرة في مجال عمليات تصنيع السارين بكميات كبيرة خلال الفترة التي نفذ فيها الهجوم على الغوطة، وفي ذلك ما يخالف تأكيدات هيرش.

ولكن، حتى وإن نجحوا في تحقيق ذلك، سيبقى أمامهم كثير من العمل في حال اعتزموا استخدام السارين بالحجم والكمية التي استخدمت بالغوطة، وفي الوقت الذي قد يبدو فيه الأمر مجدياً بالنسبة لدارسي الكيمياء، فإن العمل في مختبر وجلب سلائف مناسبة، لتصنيع كمية ضئيلة من السارين، وإنتاج بضعة مئات من اللترات من تلك المادة (أي تلك الكمية التي استخدمت على الغوطة) أمر مختلف تماماً.

لم يعرف في أرجاء العالم قاطبة سوى مثال وحيد لإنتاج السارين بكمية كبيرة على يد جهة لا تمثل حكومة، إذ تم ذلك على يد طائفة أوم شنريكيو اليابانية التي استخدمت السارين لتقتل 12 شخصاً في نفق طوكيو وثمانية آخرين في هجوم منفصل نفذ في مدينة ماتسوموتو خلال تسعينيات القرن الماضي.

على الرغم من إنفاق مبلغ قدره 10 ملايين دولار على إقامة مصنع سري لتلك الغاية، أعلنت تلك الطائفة بأنها لم تنتج سوى عشرين لتراً خلال مدة شهرين قبل أن يحدث عطل في المصنع أدى لإغلاقه. غير أن عشرين لتراً تعتبر كمية تقل عن نصف  الكمية التي استخدمت لملء صاروخ واحد من الصواريخ التي استهدفت الغوطة، أي أن المصاعب التي واجهتها تلك الطائفة لهي خير دليل على أن عملية تصنيع السارين يدوياً عملية صعبة جداً.

 

من داخل مصنع السارين الذي أقامته طائفة أوم شنريكيو اليابانية

العلامات الكيميائية

هنالك أكثر من طريقة لإنتاج السارين ويمكن التوصل لأسرار عملية التصنيع عبر اختبار شوائب المادة المصنعة، كونها تمثل مخلفات التفاعلات الكيماوية التي تحدث في أثناء عملية الإنتاج، كما أن الصيغ المختلفة تنتج أنواعاً مختلفة من الشوائب.

وبناء على ذلك، توصل المحققون الدوليون أخيراً لأوجه الشبه بين السارين الذي اكتشف في موقع الهجمات وذلك الذي صنعه النظام السوري، إذ بدا لهم ذلك النوع خاصاً بالنظام، أي لا وجود لدولة أخرى أو أي جهة أخرى قامت بتصنيع هذا السارين بالطريقة ذاتها.

والعلامة الكيماوية المميزة الأولى كانت الهيكزامين، وذلك لأن السارين الذي أنتجه النظام جرى تخزينه على شكل مركبين اثنين لأسباب تتعلق بالسلامة، أحدهما ثنائي فلوريد ميثيل الفوسفونيل، والثاني الإيزوبروبانول، وقد خلط المركبان مع الهيكزامين قبل الاستخدام بمدة قصيرة، إذ أضيف الهيكزامين لتصنيع سارين يتصف مفعوله التآكلي بأنه ضعيف مما يقلل خطر التلف بالنسبة للذخيرة، إلا أن المحققين لم يتوصلوا إلى أي دليل حول قيام طرف آخر غير النظام بتصنيع هذه المادة لهذا الغرض.

بعد ذلك حصل المحققون على عينات من مادة ثنائي فلوريد ميثيل الفوسفونيل الموجودة في مستودعات النظام، وهذا ما أدى إلى اكتشاف ثلاث علامات لمواد كيماوية أخرى، وهي هيكزافلوريد الفوسفور، وفوسفات إيزوبروبيل، فوسفوروفلوريدات الإيزوبروبيل، إذ عثر على تلك المواد في عينات وجدت في مسرح جريمة الهجوم بالسارين عام 2017 والذي استهدف مدينة خان شيخون، وقد وصف المحققون ذلك بمؤشر قوي على أن السارين المستخدم في ذلك الهجوم وكذلك في حوادث سابقة قد أنتج باستخدام ثنائي فلوريد ميثيل الفوسفونيل الموجود في ترسانة النظام السوري.

تلخصت النتيجة في أنه لتصنيع سارين يحتوي على مؤشرات كيماوية ذات صلة، ينبغي على الثوار أن يكونوا على علم بالصيغة السرية التي طورها النظام وأن يقلدوها في عملية الإنتاج.

ولكن من خلال الحكم على قائمة السلائف التي حاول الثوار شراءها في تركيا، يمكن القول إن الثوار حاولوا الاستعانة بصيغة مختلفة، كما ذكر المحققون التابعون لمنظمة حظر السلاح الكيماوي بأن صيغة النظام تحتوي على فلوريد الهيدروجين، ومن غير المرجح أن يكون الثوار قد تمكنوا من تقليد هذا المركب من دون الاعتماد على طريقة إنتاج تتم في المصنع، إذ ذكر المحققون بأن: "فلوريد الفوسفات غاز خطر وعدواني جداً ولهذا من الصعب معالجته، إلا أن استخدامه يشير إلى وجود درجة كبيرة من الكفاءة والتعقيد".

في ضوء كل ذلك، يصبح التفسير المنطقي الوحيد هو أن السارين أتى من الترسانة الكيماوية للنظام وأن قوات النظام هي من استخدمته. أما احتمال استيلاء الثوار على بعض منه فقد استبعدها مسؤولو النظام بشكل مؤكد عندما أعلنوا بأن الترسانة الكيماوية بقيت تحت سيطرتهم طوال الوقت، ولم تتعرض أي من المواد الكيماوية المتعلقة بعملية إنتاج السارين لأي فقدان أو سرقة.

إلا أن هذه المشكلة ليست المشكلة الوحيدة التي تكتنف نظرية سرقة السارين، إذ بما أن السارين الموجود لدى النظام لم يحفظ بشكله الجاهز للاستخدام، فهذا يعني بأن على الثوار سرقة مركباته كل على حدة، وحتى يستخدموه، يجب عليهم أن يحصلوا على كمية مناسبة من الذخيرة، وعلى معدات متخصصة لملء الذخيرة وخلطها بالمركبات، إلى جانب ضرورة توفر خبرة كبيرة لديهم في مجال التعامل مع المواد الكيماوية الفتاكة.

 

المصدر:  Medium