icon
التغطية الحية

قوات "الإندوف" الأيرلندية في سوريا تعتزم إعادة معدات قيمتها 23 مليون يورو

2024.03.04 | 14:45 دمشق

النقيب آندرو أونيل والرقيب كولم دونيلي المسؤولان عن نقل المعدات الأيرلندية من سوريا إلى بلدهما
عناصر من قوات اليونيفيل الأيرلندية في سوريا
The Irish Mirror- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

يترأس جنديان أيرلنديان مهمة جسيمة تتصل بإعادة معدات تعود ملكيتها لقوات الدفاع في بلديهما وتبلغ قيمتها 23 مليون يورو من سوريا إلى بلدهما دفعة واحدة.

فمن المتوقع أن ينتهي الوجود الأيرلندي الموسع في سوريا خلال الشهر المقبل، ولهذا تقع على عاتق النقيب آندرو أونيل وأمين مخازن التموين لدى إحدى الكتائب، وهو الرقيب كولم دونيلي، مسؤولية التحقق من إعادة جميع المعدات القابلة للاستخدام إلى أيرلندا.

ويشمل ذلك كل شيء بدءاً من ناقلات الجنود المصفحة التي تبلغ قيمتها مليون يورو وصولاً إلى المسامير والبراغي، إذ هنالك نحو 280 ألف قطعة، ولهذا يجب إعداد قائمة تشمل كل تلك القطع، ثم تعليبها وشحنها.

 

ومن معسكر الفوار حيث جرى فرز نحو 133 عنصراً من فيلق المشاة 68 التابع لقوات الدفاع الأيرلندية منذ شهر تشرين الأول الماضي، يصف النقيب أونيل الذي تعود أصوله إلى دبلن هذه المهمة بالجسيمة.

تضارب المهام

يذكر أن اللواء 68 هو القطعة الأيرلندية رقم عشرين التي فرزت إلى هذا المعسكر ضمن إطار إسهام أيرلندا بدعم مهمة الإندوف التي تعمل على مراقبة وضمان الالتزام بالهدنة التي أبرمت قبل 40 عاماً بين سوريا وإسرائيل، إذ جرى إرسال أول دفعة من الجنود الأيرلنديين ضمن بعثة الإندوف في أواخر عام 2013 حيث نفذ الجنود هناك أكثر من 2600 جولة فردية في المعسكر خلال تلك الفترة.

غير أن أيرلندا قررت اليوم أن تسحب معظم جنودها من سوريا، تاركة عدداً ضئيلاً منهم في المقر المخصص لهم، ويعود أحد أسباب ذلك إلى معاناة القوات الأيرلندية في تنفيذ مهمة الإندوف إلى جانب التزام 330 جندياً منهم مع قوات اليونيفيل التي تمثل مهمة الأمم المتحدة في لبنان.

وقد عمل النقيب أونيل والرقيب دونيلي خلال فترات عمل تمتد لـ12 ساعة على مدار أسابيع للتحقق من سير الأمور اللوجستية المتعلقة بشحن المعدات إلى الوطن بكل سلاسة.

ويعلق أونيل على ذلك بقوله: "كان من الجرأة التفكير بهذا الأمر في البداية، بيد أن هذه العملية لم تقتصر على ما فعلناه قبل أسبوعين، بل إنها عملية طويلة الأمد منذ بداياتها، أي منذ أن التقينا للمرة الأولى ضمن تشكيلاتنا العسكرية في شهر تموز الماضي".

وذكر الضابط أن أول شيء فعله برفقة زميله هو تحديد المعدات التي يمكنهم إرسالها لتعين زملاءهم الجنود لدى اليونيفيل.

وبناء على ذلك، ستغادر معسكر الفوار اليوم قافلة خاصة تضم جرافة مدرعة وثلاث حاويات من المعدات وستنطلق في رحلة مدتها ثلاث ساعات لتصل إلى المعسكر الأيرلندي الرئيسي لدى قوات اليونيفيل، المعروف باسم شامروك بجنوبي لبنان.

ويعلق الضابط نفسه على ذلك بقوله: "كان أول شيء فعلناه هو أننا بحثنا لدى اليونيفيل لنعرف ما يحتاجون إليه من معدات، لا سيما قطع الغيار، وذلك لأن قطع تلك المركبات كبيرة وثقيلة وشحنها مكلف للغاية، ولهذا من المفيد لنا أن نرسل تلك المواد من هنا إلى هناك بدلاً من أن نعيدها إلى الوطن، وذلك لأنهم سيطلبونها في لبنان من جديد فيعاد إرسالها إليهم. ولهذا تعاونا مع زملائنا في لبنان على رسم مخطط لما يحتاجون إليه، وتلك القطع هي التي سترسل ضمن قافلة ستنطلق يوم الأحد المقبل".

الأيرلنديون لم يحزموا حقائبهم بعد

وسيقوم الجنود الأيرلنديون بتسيير دوريات ضمن منطقة الإندوف في سوريا حتى موعد رحيلهم خلال الشهر المقبل، ما يعني أن وحدة اللوجستيات لن تحزم أي معدات عسكرية أساسية يستخدمها الجنود للدفاع عن أنفسهم وعلى رأسها ناقلات الجنود من نوع Mowag وينطبق الأمر نفسه على خمسة رشاشات آلية ثقيلة، وبنادق وذخائر تستخدم لعمليات الهجوم، وسيبقى الوضع كذلك إلى أن تصل مهمة الجنود الأيرلنديين إلى نهايتها، وعن ذلك يقول الضابط أونيل: "عندما تنتهي عملياتنا، عندئذ يمكن حزم كل شيء، ولكن حتى يحين ذلك الوقت، علينا أن نبقي سائر معداتنا جاهزة للعمليات في أي وقت، وذلك لأن القوات المسلحة تحتاج لسائر عتادها وأسلحتها ومعدات الرؤية الليلية، أي كامل الأمور".

 

ويخبرنا النقيب أونيل بأن كل عنصر وقطعة من تلك المعدات، بدءاً من المسمار وحتى العربات المصفحة، لا بد من تصنيفها ضمن مجموعات كل على حدة، ومن ثم يجب عرضها على السلطات السورية واللبنانية حتى تنال الموافقة قبل أن تمضي في رحلتها، وأضاف قائلاً: "هنالك كثير من المعاملات الرسمية التي يحتاج إنجازها إلى وقت طويل، لأنه لا بد أن تقوم الجمارك بالتحقق من سير كل شيء بحسب الأصول قبل تمريره عبر الحدود، أي أن أمامنا مهمة جسيمة، ولا أخص بذلك قسم اللوجستيات الصغير لدينا، بل كامل القطعة".

ويتمركز نحو 130 جندياً من قوات الدفاع الإيرلندية على طول الحدود في منطقة الجولان المحتل، كجزء من قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك "أوندوف"، التي تأسست قبل 50 عاماً لمراقبة الهدنة بين سوريا وإسرائيل.

المصدر: The Irish Mirror