icon
التغطية الحية

قضاء بريطانيا ينصف اللاجئين.. وحكومة سوناك مصرة على خطة الترحيل لراوندا

2023.11.16 | 07:06 دمشق

قضاء بريطانيا ينصف اللاجئين.. وحكومة سوناك مصرة على خطة الترحيل لراوندا
متظاهرون ضد خطة الترحيل لرواندا
 تلفزيون سوريا - وكالات
+A
حجم الخط
-A

رفضت المحكمة العليا في بريطانيا خطة الحكومة ترحيل لاجئين إلى راوندا وسط إصرار رئيس الوزراء ريشي سوناك المضي قدماً في تنفيذ خطته.

وفي ضربة كبيرة لريشي سوناك، أيدت لجنة من خمسة قضاة في أعلى محكمة في المملكة المتحدة بالإجماع يوم الأربعاء، قرار قضاة محكمة الاستئناف بأن السياسة لا تتوافق مع التزامات بريطانيا بموجب المعاهدات الدولية، بحسب وكالة "أ ف ب".

قرار قضائي

وقال القضاة "خلصنا إلى أن محكمة الاستئناف.. كانت مؤهلة للتوصل إلى وجود مبررات ملموسة تدفع للاعتقاد بأن إرسال طالبي اللجوء إلى رواندا قد يعرضهم إلى خطر حقيقي بسوء المعاملة".

هذا، واتفقوا مع حكم المحكمة الأدنى الصادر في حزيران الماضي بأن رواندا تمثّل خطراً لجهة إعادة طالبي اللجوء واللاجئين قسراً إلى بلد حيث يمكن أن يعانوا من الاضطهاد.

لكن وبعد ساعات من صدور هذا الحكم، قالت الحكومة إنها ستمضي قدماً في وضع اللمسات الأخيرة على "معاهدة جديدة" مع رواندا لمعالجة هذه المخاوف.

ولفت سوناك إلى أنه سيطرح "تشريع الطوارئ" على البرلمان لتصنيف رواندا دولة آمنة لإنهاء "دوامة" الطعون القانونية.

وقال "لن أسمح لمحكمة أجنبية بمنع هذه الرحلات الجوية"، معرباً عن أمله في إرسال أول دفعة من المهاجرين إلى رواندا "كما هو مخطط له في الربيع" المقبل.

ولفت أيضاً إلى أنه في حال اختارت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان "التدخل فيما يتعارض مع رغبات البرلمان الصريحة، فأنا مستعد للقيام بما هو ضروري لإلغاء الرحلات الجوية".

ويذكر أنه في وقت سابق الأربعاء، قال وزير الداخلية الذي تم تعيينه مؤخراً جيمس كليفرلي للنواب إن إبرام معاهدة جديدة "سيوضح تماماً" للمحاكم البريطانية والأوروبية أن سياسة رواندا "ستكون متوافقة مع القانون الدولي".

وسيتطلب ذلك من رواندا تقديم التزام قانوني بعدم ترحيل الأشخاص إلى بلدانهم الأصلية.

هذا، وأعلن داونينغ ستريت أن سوناك تحدث مع الرئيس الرواندي بول كاغامي بعد صدور الحكم. وجاء في نص المحادثة الصادر عن مكتب سوناك أن "الزعيمين أكدا التزامهما الثابت بإنجاح الشراكة بيننا بشأن الهجرة واتفقا على اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان أن هذه سياسة قوية وقانونية وإيقاف القوارب في أقرب وقت ممكن".

خطة على صلة بالانتخابات

وفي الوقت ذاته، يشدد حزب سوناك المحافظ على أن الخطة ضرورية لخفض الهجرة "غير الشرعية" عبر قناة المانش على متن قوارب صغيرة، وهي قضية يتوقع أن تحتل موقعاً بارزاً في الانتخابات العامة المقبلة.

ويؤدي الحكم الصادر عن المحكمة إلى إلغاء الاتفاق الموقع مع رواندا في نيسان العام الماضي لإرسال مهاجرين غير مسجّلين إلى مراكز مؤقتة في الدولة الأفريقية، ويسدد ضربة لأجندة رئيس الوزراء المرتبطة بالهجرة.

كما أنه سيؤدي إلى تعميق الانقسامات في صفوف الحزب المحافظ بين النواب اليمينيين المدافعين عن إجراءات متشددة والمعتدلين.

وأمام البرلمان، قال سوناك "إذا اتضح أن إطارات العمل القانونية الداخلية لدينا أو الاتفاقيات الدولية ما زالت تحبط الخطط في هذه المرحلة، فأنا مستعد لتغيير قوانيننا وإعادة النظر في هذه العلاقات الدولية".

وتنص "شراكة الهجرة والتنمية الاقتصادية" على أن يُرسل إلى رواندا أي شخص يقوم بما تصفها الحكومة بـ"رحلات خطيرة أو غير قانونية، على متن قوارب صغيرة مثلاً أو شاحنات" باتجاه المملكة المتحدة.

المحكمة الأوروبية

وفي حزيران 2022، منع أمر قضائي صدر عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أي عمليات ترحيل في حق أول دفعة من الأشخاص الذين كانوا سيرحّلون على متن طائرة متوجهة إلى رواندا، الأمر الذي فتح الباب للطعون القانونية.

وينتقد المعارضون خطة رواندا باعتبارها وحشية ومكلفة ويصعب تطبيقها. أما الحكومة الرواندية فقد أفادت بأنها "تعارض الحكم بأن رواندا ليست بلداً ثالثاً آمناً".

كما تشدد لندن على أن السياسة ضرورية لردع المهاجرين عن عبور قناة المانش من فرنسا على متن مراكب بدائية صغيرة.

ويتوقع أن يجدد القرار مطالب يمينيين مثل وزيرة الداخلية السابقة سويلا بريفرمان بأن تنسحب بريطانيا من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وهي فكرة رفض سوناك تأييدها حتى اللحظة.

كما شنّت بريفرمان هجوماً لاذعاً على سوناك الثلاثاء الماضي بعد يوم على إقالتها، متهمة إياه بـ"الخيانة" في ملف الهجرة وقائلة إنه "لا رغبة لديه في القيام بما يلزم".

وبدوره، رأى نائب رئيس الحزب المحافظ لي أندرسون أن على الوزراء "تجاهل القوانين" وترحيل المهاجرين فور وصولهم. ووصف قرار المحكمة بأنه "يوم قاتم بالنسبة للشعب البريطاني" وأكد أن على الحكومة "تشغيل الطائرات وإرسالهم (المهاجرين) إلى رواندا".

ما رأي المعارضة؟

أما حزب العمال المعارض الرئيسي المتصدر في استطلاعات الرأي، فاتّهم سوناك بالفشل في "وضع أي خطة جدية للتعامل مع عمليات العبور الخطيرة بالقوارب".

وقالت النائبة إيفيت كوبر "شدد العمال منذ البداية على أن هذه الخطة غير قابلة للتطبيق وباهظة الكلفة"، مضيفة أن الحكومة "فشلت في ضمان وضع سياسة قوية وقابلة للتطبيق".

ومن جانبهم، رحب محامون متخصصون في مجال الهجرة بقرار المحكمة الأربعاء.

وقال "مجلس اللاجئين" إنه "انتصار لحقوق الرجال والنساء والأطفال الذين ينشدون الأمان بكل بساطة".

يشار إلى أن أكثر من 27 ألف شخص قاموا بالرحلة هذا العام، مقارنة بنحو 46 ألفاً في 2022، لكن الأرقام ما زالت بعيدة جداً عن تعهّد سوناك "إيقاف القوارب".

وتفيد حكومته بأن على الهجرة النظامية وغير النظامية أن تتراجع لتخفيف الضغط على الخدمات الممولة من الحكومة، مثل الرعاية الصحية وتوفير أماكن إقامة لطالبي اللجوء.

وقد بلغ عدد طلبات اللجوء المتراكمة في بريطانيا 122,585، أي أقل بنسبة 12 في المئة عن العدد القياسي المسجل في شباط.

وكانت قد مررت حكومة سوناك تشريعا في تموز الماضي يحظر على أي قادمين "بشكل غير شرعي" تقديم طلبات لجوء، لكنه يعتمد على إيجاد بلدان ثالثة ليتم إرسالهم إليها. هذا، وتسري تكهنات بأنها ستحاول الآن إبرام اتفاقيات مع بلدان أخرى.