icon
التغطية الحية

"قسد" تقاتل إلى جانب النظام في معارك حلب

2020.02.15 | 15:15 دمشق

586.jpg
تلفزيون سوريا - خالد الخطيب
+A
حجم الخط
-A

شهدت جبهات حلب مؤخراً تحولاً كبيراً في مسار العمليات العسكرية الذي بدا في الغالب لصالح ميليشيات النظام الروسية والإيرانية، ودخلت قسد متمثلة بعمودها الفقري "وحدات حماية الشعب" المعركة إلى جانب ميليشيات النظام في محور عمليات واحد على الأقل والذي استهدف مواقع استراتيجية تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية شمال غربي حلب، الدخول المفترض لميليشيا الوحدات سيناريو تكرر تطبيقه في معارك الأحياء الشرقية بحلب أواخر العام 2016.

وانطلقت، السبت، أولى الهجمات البرية لميليشيات النظام في الجبهات المحيطة ببلدتي نبل والزهراء جهتي الغرب والجنوب الغربي، وأشغلت الميليشيات أكثر من محور باتجاه مواقع المعارضة شمال مدينة عندان وشرقي مدينة دارة عزة، وتركز الهجوم الأعنف نحو منطقة جبل الشيخ عقيل باعتبارها نقطة استراتيجية تمكن الميليشيات في حال السيطرة عليها من التوسع في المحيط القريب وتسهيل السيطرة على الشيخ سليمان وقبتان الجبل وكفر تينة والفوج 11 في مرحلة لاحقة.

الجديد في المعارك التي شهدتها جبهات غرب بلدتي نبل والزهراء، في محور الشيخ عقيل تحديداً، اشتراك "وحدات الحماية" في العمليات العسكرية إلى جانب ميليشيات النظام الروسية والإيرانية، انطلاقاً من مواقعها في باشمرا والذوق الكبير بطول جبهة تزيد عن 10 كيلومترات، وسبق للميليشيات أن نشرت مؤخراً في الخط ذاته قواعد مدفعية وصواريخ ونقلت كماً هائلاً من الأعداد والعتاد الحربي.

تسليم مواقع

الناشط الإعلامي محمد رشيد، أكد لـ موقع تلفزيون سوريا"، أن "وحدات الحماية" سلمت ميليشيات النظام عدداً من المواقع في مناطق سيطرتها غربي نبل والزهراء خلال الأيام القليلة الماضية تمهيداً لفتح محاور قتال جديدة ضد الفصائل، والتي تم إشغالها اليوم بالفعل، وبحسب رشيد، حققت الميليشيات تقدماً في عدد من المواقع في محور الشيخ عقيل لكن فصائل المعارضة تمكنت من استعادتها بعد معارك عنيفة خسرت خلالها الميليشيات المقتحمة العشرات من عناصرها، وهم في الغالب من "ميليشيا نبل والزهراء" و "حزب الله اللبناني" و "لواء الباقر" و "فيلق المدافعين عن حلب" بالإضافة لخسائر في صفوف "الوحدات" التي زجت بعدد كبير من عناصرها في المعركة.

الناطق الرسمي باسم "الجيش الوطني"، الرائد يوسف حمود، أكد لـ تلفزيون سوريا، أنهم على علم مسبق بتحركات "وحدات الحماية" شمال غربي حلب، وأنها تتجهز عسكرياً تحضيراً للمشاركة في المعارك إلى جانب ميليشيات النظام، وبحسب حمود، اجتمع قادة من "الوحدات" مع مسؤولين عسكريين من ميليشيات النظام الروسية والإيرانية أكثر من مرة منذ بداية شهر شباط/فبراير الحالي، وفي الغالب اتفقوا على القتال المشترك ضد الفصائل، وستكون البداية من جبهات حلب وربما تتوسع المشاركة إلى جبهات إدلب في مرحلة لاحقة.

وبحسب الرائد حمود، ليس مستغرباً مشاركة "وحدات الحماية" في المعارك إلى جانب ميليشيات النظام، فقد سبق لها المشاركة في معارك الأحياء الشرقية بحلب أواخر العام 2016، وكان لها دور بارز في سيطرة النظام على الأحياء الشرقية وخروج الفصائل، وبحسب حمود، العلاقة العضوية بين ميليشيات النظام و"الوحدات" تجسدت أيضاً في معارك شرقي الفرات وما سبقها من عمليات عسكرية في "درع الفرات" و "غصن الزيتون".

ليست المرة الأولى

عملياً، شاركت "وحدات الحماية" في معارك النظام أكثر من مرة خلال السنوات الماضية، ولم تقتصر على مشاركتها في معركة السيطرة على الأحياء الشرقية، بداية من العام 2016 بدأت الوحدات في استغلال انشغال الفصائل المعارضة بمعاركها شمالي حلب ضد قوات النظام وتنظيم الدولة، وبعد أن وصل النظام إلى بلدتي نبل والزهراء اللتين كانتا تحت حصار المعارضة، نفذت "الوحدات" هجوماً برياً نحو منطقة تل رفعت التي سيطرت عليها في 16 شباط/فبراير 2016 وتوسعت فيما بعد في محيطها لتسيطر على أكثر من 40 قرية وبلدة ومزرعة شمالي حلب، وبدعم من النيران البرية التي قدمتها الميليشيات الإيرانية، ودعم روسي كبير عبر الغارات الجوية التي استهدفت مناطق الفصائل ومواقعها في تل رفعت وريفها.

أواخر العام 2016 شاركت "وحدات الحماية" في معارك السيطرة على الأحياء الشرقية، وانطلقت مجموعاتها من مواقع تمركزها في الشيخ مقصود وبدعم من الميليشيات الإيرانية نحو أحياء الشيخ خضر وبستان الباشا بعيدين وعين التل والهلك فوقاني وتحتاني والسكن الشبابي وغيرها في القسم الشمالي من مدينة حلب.

الناشط الإعلامي عبد الفتاح الحسين، أكد لـ تلفزيون سوريا أن دخول ميليشيا وحدات الحماية على خط المعركة إلى جانب ميليشيات النظام تكتيك لطالما اعتمدته الوحدات، وبحسب الحسين، تستغل الوحدات الأوضاع الحرجة التي تمر بها الفصائل عادة لتحقق مكاسب من خلال تحالفها مع ميليشيات النظام، فالوحدات تبدو في منطقة جغرافية معزولة شمالي حلب ومن مصلحتها تقديم الخدمات للنظام، وعينها بطبيعة الحال على عفرين التي ما تزال تطمح إلى العودة إليها.

يشكل اشتراك "وحدات الحماية" في معارك قوات النظام شمال غربي حلب وبالقرب من عفرين خطراً على منطقتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" وهما منطقتان تخضعان للحماية التركية، في حال توسعت "الوحدات" برياً وسيطرت على مواقع استراتيجية في محيط عفرين بمساعدة ميليشيات النظام فإنها ستشكل خطراً على الفصائل والقوات التركية المتمركزة في نقاط وقواعد عسكرية متقدمة مقابل خط التماس، من دارة عزة وحتى الشط قرب اعزاز.

يبدو دخول "وحدات الحماية" في المعركة تصعيداً روسياً كبيراً في مقابل التحركات التركية الخجولة في الميدان، ففي الوقت الذي ما يزال الموقف التركي متردداً وينحو نحو التصعيد البطيء وتواصل الميليشيات الروسية تقدمها على الأرض وتفتح محاور قتال جديدة تهدف إلى تقطيع أوصال مناطق سيطرة فصائل المعارضة وحصارها في محيط مدينة حلب، وتهدد لأبعد من ذلك، سرمدا وباب الهوى التي استهدفت أطرافها ليل الجمعة/السبت بالمدفعية.