icon
التغطية الحية

"قريناتي".. رواية جديدة لـ مها حسن

2021.06.26 | 10:56 دمشق

mha_hsn-_tlfzywn_swrya.png
إسطنبول ـ تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

بعد مرور نصف عام تقريباً على صدور آخر رواياتها التي حملت عنوان "في بيت آن فرانك"، تضيف الأديبة والروائية السورية مها حسن اليوم روايتها الجديدة "قريناتي" إلى رصيدها الأدبي الذي قارب الخمس عشرة رواية.

تغوص الرواية التي جاءت في 304 صفحات من القطع المتوسط، في العوالم الروحانية للنساء، وتقاطع الأمزجة والتكوينات النفسية لدى نساءٍ من مختلف الانتماءات الجغرافية والإثنية، بحسب وصف الكاتبة.

وتتحدث مها في "قريناتي" -وفق تقديم دار المتوسط التي صدرت عنها الرواية في إيطاليا- عن ثلاث نساءٍ على الأقلّ، هكذا توهِمُنا الكاتبةُ في البداية، في حين تتداخلُ خيوطُ الحكاية كما أسماء أصحابها، بحبكةٍ غرائبيةٍ تجعلُ من كلِّ قصةٍ قرينةً لقصَّةٍ أخرى، ولنجدَ أنفسَنا على تماسٍ حقيقيٍّ مع مجاهيل السَّرد التي نُقادُ إليها بشكلٍ سوريالي، فما من حلمٍ إلَّا وأمسى كابوساً، وما من امرأةٍ إلَّا وصارت أخرى، أو قرينتها بعبارة أدقّ.

ولتمضي الكاتبةُ في دوَّامةٍ روايةٍ داخل رواية، كأنَّها فعلٌ مستقِلٌّ يرسمُ مصيرَه ومصيرَ أبطالهِ بأناملِ كاتبةٍ تُتقنُ فنَّ التخفِّي وراءَ أشباحِ بطلاتِها، وتسمحُ لأناملها بأنْ تضربَ على لوحةِ المفاتيحِ فتتطايرُ الكلماتُ والحكاياتُ والأحداثُ والأسماء، ويتبخَّر هذا الكتاب.

لكنَّ رواية مها حسن التي لم يفتها الحديث حتى عن أصغر التفاصيل المحيطة بعوالم الأنثى، ليست عن ثلاث نساءٍ أو أكثر.. ليست فقط عن "إزيس" و"لمعان" و"ألماز"؛ إنَّها عن ذاكرةٍ تتناسخُ فيها الأرواحُ وهي تروي حكاياتها عن القطة النوبية وبيت الغولة ومنزل "القرينات"، وأيضاً عن الخيانة والقتل والموت والحرّية والفنّ.. وأشياء كثيرة أخرى.

من الرواية..

".. من شرفة الطابق الستِّين، رأت إيزيس جسدها يهوي سريعاً قبل أن يحطَّ وسط الشارع ويتحطَّم.

مرتطمة بإسفلت الطريق، رأت ظلَّاً أو شبحاً أو كائناً شفّافاً يخرج من جسدها المتكسِّر على الأرض، ويعرُج ليلتصق بالحائط، فتصير قطَّة.

كانت القطَّة التي تنظر إلى الجسد المحطَّم، بينما سيَّارة الإسعاف تعوي قادمة من بعيد، راحت تموء بألم خفيف، ثمَّ أفاقت وهي تسمع مُواءها ذاته، الذي يُوقِظها من مناماتها منذ سنوات.

أمَّا لمعان، التي كانت تعيش في مكان بعيد وشبه مجهول، فقد أفاقت في تلك اللحظة وهي تسمع عُواءها. حَلمَتْ أنها ذئبة، وقد أطلق صيَّاد سهماً اخترق بطنها. كانت حاملاً، وكان السهم قد أصاب الجنين ..".

سيرة..

مها حسن، روائية وإعلامية سورية من مواليد مدينة حلب (1966)، وتقيم حاليًا في فرنسا. صدر لها العديد من الأعمال الروائية من أبرزها "اللامتناهي - سيرة الآخر"، 1995. "جدران الخيبة أعلى"، 2002. "تراتيل العدم"، 2009. "حبل سري"، 2010. "بنات البراري" 2011، "طبول الحب" 2012، الروايات، "نفق الوجود"، 2014، "مترو حلب"، 2016. "عمت صباحاً أيتها الحرب"، 2017. "حي الدهشة"، 2018، "في بيت آن فرانك" 2020.

وصلت رواياتها "حبل سري" و "الراويات"، إلى اللائحة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر)، كما وصلت رواياتُها "مترو حلب"، "عمت صباحاً أيتها الحرب"، "حي الدهشة" إلى اللائحة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب.