icon
التغطية الحية

قاتل في سوريا وأدين بـ "الإرهاب".. القضاء البريطاني يفرج عن مواطن بعد 9 سنوات

2023.07.14 | 16:33 دمشق

محكمة بريطانية
البريطاني يوسف زبير سروار حوكم في بريطانيا بتهمة القتال لجانب جماعة"جهادية" في سوريا
Daily Mail- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

أطلق القضاء البريطاني سراح مواطن سافر إلى سوريا للانضمام إلى فصيل مسلح مقرب من تنظيم القاعدة، بعد مرور تسع سنوات على مكوثه خلف القضبان في أحد سجون المملكة المتحدة. 

وسجنت المحكمة البريطاني يوسف زبير سروار برفقة صديق طفولته محمد نهين أحمد في عام 2014، وصنفهما القاضي كمجرمين خطرين بعد إدانتهما بالانضمام لتنظيم جهادي في سوريا.

وعلمت المحكمة بأن الشابين سافرا إلى سوريا خلال الحرب في أيار عام 2013 حتى ينضما "لجماعة إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة"، وذلك بعد تواصلهما مع متطرفين إسلاميين يقاتلون النظام السوري.

وقد عُثر على آثار متفجرات عسكرية، بينها مادة تي إن تي والنيتروغلسيرين، بين ثيابهما إثر عودتهما إلى المملكة المتحدة في كانون الثاني 2014، إذ انضما لجماعة جهادية تعرف باسم "كتائب المهاجرين".

 

Sarwar spent eight months in Syria fighting alongside an al Qaida-linked terrorist group

أمضى سروار ثمانية أشهر في سوريا وهو يقاتل إلى جانب جماعة مسلحة

 

أدين كلا الشابين، وكان عمرهما حينها 22 عاماً، لتورطهما بالتحضير "لأعمال إرهابية" مخالفة للفقرة الخامسة من قانون الإرهاب البريطاني، فحكم على كليهما بالسجن لمدة 12 عاماً وثمانية أشهر مع جواز التمديد لمدة خمس سنوات.

وعند النطق بالحكم، أعلن القاضي بأنهما: "وبكل إصرار وحماسة وبقدر كبير من التصميم والمثابرة والعزم شرعا بحضور دورة تدريبية تهدف إلى تعليمهما كيفية القيام بأعمال إرهابية.. غير أن عواقبها كانت وخيمة عليهما ومؤلمة بالنسبة لأهلهما، لذا فقد حكمت المحكمة على الشابين، وبلا أي حماسة تذكر، بمدة كبيرة في السجن، فقد ارتكبا جريمة نكراء، ولهذا حكم عليهما بحكم قابل للتمديد مدته 17 عاماً وثمانية أشهر".

وذكر القاضي بأنه حكم عليهما بمدة طويلة في السجن بعدما توصل لنتيجة واضحة مفادها بأن سروار وأحمد شخصان خطران، فهما أصوليان مهتمان بالتطرف العنيف وملتزمان به بشدة.

 

Sarwar left a scribbled letter for his mother when he fled for Syria, but she went to the police who intercepted him and his friend Ahmed when they flew back to Britain eight months later

الرسالة التي تركها سروار لأمه عند رحيله إلى سوريا

 

غير أن صحيفة الديلي ميل كشفت بأن سروار الذي أصبح الآن في الحادية والثلاثين من عمره قد أخلي سبيله من السجن بموجب كفالة، بعد جلسة استماع عقدها مجلس الإفراج المشروط في نيسان 2022، إذ يجب عليه أن يقضي ثلثي المدة في السجن قبل أن تتم مراجعة أوراقه بهدف إخلاء سبيله.

"سجناء خطرون"

وبخصوص ذلك، علق الناطق الرسمي باسم هذا المجلس بالقول: "بوسعنا أن نؤكد بأن لجنة الإفراج المشروط أدارت عملية إخلاء سبيل يوسف سروار عقب جلسة استماع، إذ تركز قرارات المجلس فقط على مدى خطورة السجين على عامة الناس في حال إخلاء سبيله، والقدرة على إدارة وتوجيه هذا الخطر ضمن المجتمع".

ذكرت مصادر أيضاً بأن أحمد، الذي تعود أصوله إلى برمنغهام هو وصديقه سروار، قد تقدم هو الآخر بطلب لإخلاء سبيله بكفالة إلا أن مجلس الإفراج المشروط رفضه في تموز من عام 2021، لكنه من المقرر أن يمثل في جلسة استماع جديدة أمام المجلس ستعقد خلال الأشهر القليلة القادمة.

وفي حال نجاحه في مساعيه، سيُطلق سراح أحمد بكفالة هو الآخر قبل حلول عيد الميلاد، وسيخضع مثله مثل زميله لفترة كفالة قابلة للتمديد طوال خمس سنوات بيد أن تحركاتهما ستكون مقيدة ومراقبة.

وقد علق الناطق الرسمي باسم مجلس الإفراج المشروط على ذلك بقوله: "يمكننا تأكيد صحة عملية مراجعة الإفراج المشروط بحق محمد أحمد الذي أحاله وزير العدل للمجلس، بعد خضوعه لمحاكمة عادية".

وفي أثناء المحاكمة، رفض القاضي دفاع المحامين عن سروار وأحمد ومطالبتهم بتخفيف الحكم نظراً لسفر الشابين للقتال في سوريا، وعلق على ذلك بقوله: "ليست ردة فعل عفوية أن تسافر من أجل أزمة إنسانية، بل إنها عملية خُطط لها بعناية كما نفذت بدقة لأسباب مختلفة تماماً".

وأضاف القاضي أنه في الوقت الذي خلص فيه إلى أن سروار وأحمد لم يخططا لشن أي هجوم في المملكة المتحدة، لم يظهر أي دليل يشير بما لا يدع مجالاً للشك إلى أن الشابين سافرا إلى سوريا بنية "الجهاد والاستشهاد في أرض المعركة".

فيما أعلن رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في جهاز الشرطة البريطاني أن القضية: "تمثل نموذجاً للتحديات التي تواجهها الشركة والعائلات بالنسبة لفئة الشباب التي تأثرت وفكرت بالمشاركة في النزاع سواء في سوريا أو العراق، إذ لم يسبق لهذين الشابين أن كان لهما صلات بأي تنظيمات متطرفة، وليس لديهما أي سجل جنائي لدى الشرطة، أي إننا لم نسمع عنهما قبل ذلك، ولكن يبدو أن أحدهما تأثر كثيراً بالمتطرفين الذين صار يتحدث إليهم عبر الإنترنت، فساعد صديقه على التطرف، ثم إن كلاً منهما خدع أهله، وعندما تواصلوا معنا، كانت تجاوزات كثيرة وخطيرة قد ارتكبت، فلم يعد أمامنا من خيار سوى أن نلقي القبض على الشابين وأن نوجه لهما اتهامات فور عودتهما".

يذكر أن صحيفة الديلي ميل سلطت الضوء على عدد من "الجهاديين" الخطرين ومعظمهم ولدوا في بريطانيا، ولكن أخلي سبيلهم من السجون في المملكة المتحدة دون ضجيج وصخب وذلك خلال السنوات القليلة الماضية، على الرغم من أنهم مايزالون خطرين على المجتمع على الأرجح، ومن بينهم خورام إقبال، الذي يبلغ اليوم من العمر 30 عاماً، والذي سبق أن أطلق على نفسه لقب: "أبو الإرهاب"، وحرمه مجلس الإفراج المشروط من إخلاء السبيل في تشرين الأول 2022، ثم سمح له بمغادرة السجن في كانون الأول من العام نفسه.

حكم على إقبال بالسجن لمدة ثلاث سنوات وثلاثة أشهر في عام 2014، عندما كان في الحادية والعشرين من العمر، وذلك لتوزيعه منشورات إرهابية ولمعالجته معلومات تتصل بالإرهاب.

ثم أخلي سبيله بكفالة في أيار 2014، لكنه أعيد إلى السجن في عام 2016، لمخالفته أمر إخطار مدته عشر سنوات بسبب عدم إبلاغه للشرطة عن حسابين للعملات المشفرة.

وبالحديث عن عدد "الجهاديين" المفرج عنهم في المملكة المتحدة، أعلن كريس فيليبس الرئيس السابق لهيئة مكافحة الإرهاب في بريطانيا بأن: "الأشخاص المخلى سبيلهم مدانون بالإرهاب، وإننا نعلم أن السجن لا يصلح السجناء، ولهذا نقابل مزيداً من الأشخاص الخطرين للغاية في شوارعنا، لأنك لا يمكنك أن تضبط هؤلاء الناس، ولقد شهدنا هجمات استهدفت شوارعنا، وقُتل خلالها مزيد من الأشخاص على يد إرهابيين أخلي سبيلهم حديثاً، ومن المرجح أن نشهد مزيداً من ذلك مستقبلاً".

المصدر: Daily Mail