البث المباشر
حصد فيلم "فلسطين الصغرى" لمخرجه الفلسطيني السوري عبد الله الخطيب جائزة "التانيت الذهبي" للأفلام الوثائقية في الدورة الـ 32 لأيام قرطاج السينمائية، وذلك خلال الحفل الختامي للمهرجان في تونس.
ترصد مشاهد الفيلم الحياة اليومية في مخيم اليرموك منذ اندلاع الثورة السورية وحصار النظام وقصفه للمخيم، الذي خلّف عدداً كبيراً من الضحايا. كما ترصد أيضاً ممارسات الفصائل الفلسطينية الموالية للنظام.
ويحكي الفيلم قصة مجموعة من الأصدقاء الذين حاولوا مواجهة الموت والحصار الذي فرضه عليهم النظام بالعمل المدني والتطوعي، وذلك عبر مساعدة الأطفال والمتقدمين في السن.
المخرج وحصار مخيم اليرموك
مخرج الفيلم عبد الله الخطيب أحد أبطال حصار مخيم اليرموك، عايش مجرياته وذاق ويلاته، فليست الفيديوهات المنقولة وحدها مصدر المعلومة، الأمر الذي أعطى للكاميرا حدساً وفراسة في اقتناص الأكثر حساسية والأشد تأثيراً، ولم يكن التركيز على التفاصيل الصغيرة في وجوه الأشخاص وأجسادهم وفي زوايا المكان إلا إدراكاً من المخرج بأن تفاصيل الحصار تسكن فيها.
وفي مقابلة مع وسائل إعلام تونسية، قال الخطيب إنه أطلق على الفيلم هذا الاسم، لأن سكان المخيم لجؤوا إليه من عدة مدن فلسطينية، مضيفاً أنه كان حاضراً خلال فترة الحصار للمخيم وحاول توثيق معاناة الأهالي بالكاميرا من دون أن يكون لديه فكرة إنتاج أو إخراج فيلم.
ويمتد الفيلم لـ 90 دقيقة، حيث صُوّر داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، في الفترة ما بين عامي 2013 و2015، وهي الفترة التي فرض خلالها النظام حصاراً على من تبقى من سكان المخيم والذي قُدّر عددهم بنحو 45 ألفاً.
وحصد الفيلم أيضاً جائزة "تي في 5 موند" لأفضل عمل أول من بين 13 فيلماً مقترحاً.
أيام قرطاج السينمائية
مهرجان سينمائي أُسّس في العام 1966 ويُنظّم في تونس كل عامين خلال تشرين الأول، ثم أصبح يُعقَد سنوياً بين تشرين الأول وتشرين الثاني.
ويتضمن البرنامج الرسمي لأيام قرطاج السينمائية المسابقةَ الرسمية، وأهمُّ جوائزها "التانيت الذهبي"، بالإضافة إلى قسم البانوراما للأفلام العربية والأفريقية، وأقسام أخرى منها القسم الدولي وهو مخصص لأحدث الأفلام "الضخمة".
ويتكون المهرجان من قسم "تكريم" لسينما إحدى الدول المشاركة أو لإحدى الشخصيات السينمائية الشهيرة، وهناك أيضا "ورشة المشاريع" التي تهدف إلى تنمية مشاريع الأفلام الأفريقية والعربية، بالإضافة إلى قسم مسابقة "فيديو" للأشرطة الطويلة والقصيرة.
مخيم اليرموك
وفرض نظام الأسد والفصائل الفلسطينية الموالية له حصاراً على مخيم اليرموك أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا في تموز من العام 2013، حيث أغلق جميع مداخل المخيم، وعانى الأهالي من حصار خانق.
ودخل مخيم اليرموك مرحلة جديدة عندما سيطر تنظيم الدولة عام 2015 على مساحات كبيرة من المخيم، بعد معارك مع فصيل "أكناف بيت المقدس" و"جبهة النصرة" وأصبح المخيم مكاناً مرعباً على ما تبقى فيه من مدنيين، حيث أصبحوا محاصرين بين النظام بالخارج وقوانين التنظيم بالداخل.
وفي عام 2018، انسحبت فصائل المعارضة التي كانت موجودة في المخيم نحو الشمال السوري، بموجب اتفاق مع النظام، الذي أغلق المخيم بشكل كامل في وجه ساكنيه.
يذكر أن مخيم اليرموك كان موطناً لنحو 160 ألف لاجئ فلسطيني، كثير منهم لاجئون منذ حرب عام 1948، وسكن في المخيم أيضاً بجانب اللاجئين الفلسطينيين سوريون.
