icon
التغطية الحية

فيديو يوثق الحادثة.. مَن خطف قياديين سابقين في "تحرير الشام" داخل اعزاز؟

2023.07.26 | 10:45 دمشق

آخر تحديث: 26.07.2023 | 11:55 دمشق

بي
عملية اختطاف قيادي سابق في هيئة تحرير الشام في مدينة اعزاز
حلب - خاص
+A
حجم الخط
-A

تعرّض القياديان السابقان في "هيئة تحرير الشام"، المحامي عصام الخطيب، وطلحة المسير، المعروف بلقب "أبو شعيب المصري" لعملية خطف متزامنة من موقعين مختلفين يوم الجمعة الماضي، من قبل مسلحين مجهولين داخل مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي.

واشتهر "الخطيب" و"المصري" خلال السنوات الماضية بعداء "هيئة تحرير الشام" بعد الانشقاق عنها، والتحريض باستمرار على مناهضة حكم "أبو محمد الجولاني" في إدلب، وهذا ما دفع المقربين من القياديين لتوجيه أصابع الاتهام للهيئة بالوقوف وراء حادثة الخطف.

ولم يصدر حتى لحظة نشر التقرير أي بيان من قوات الشرطة أو الجيش الوطني السوري حول ملابسات عملية الخطف، وعلى وجه الخصوص "الفيلق الثالث" المسؤول عن أمن مدينة اعزاز، كما لم تتبنَ أي جهة خطف "الخطيب" و"المصري".

فيديو يوثق حادثة الخطف

حصل موقع "تلفزيون سوريا" على مشاهد مصورة بكاميرا مراقبة، تظهر لحظة قيام مجموعة مسلحة بخطف "أبو شعيب المصري" في أثناء سيره ضمن أحد الطرقات داخل اعزاز.

وأقدم المسلحون على صدم "المصري" عبر "سيارة بيك أب" كانت تقلّهم، ما أدى إلى سقوطه على الأرض، وتلا ذلك نزول أربعة مسلحين من السيارة لخطف "المصري"، في حين استطاع طفله (8 سنوات) الفرار.

وأفادت مصادر أمنية خاصة لموقع "تلفزيون سوريا" بأن مجموعة أخرى خطفت "الخطيب" بوقت متزامن، عبر سيارتين من نوع "سنتافيه"، مضيفة أن الخطيب تعرض للضرب خلال الحادثة بسبب مقاومته الشديدة للمسلحين.

وأشارت المصادر إلى أن "الفيلق الثالث" في الجيش الوطني السوري يشك بقيام مجموعات عسكرية موالية لهيئة تحرير الشام محسوبة على "تجمع الشهباء" داخل مدينة اعزاز بخطف الشخصيتين وتسليمهما للهيئة.

وقال مصدر أمني مطلع على الملف لموقع "تلفزيون سوريا": "توصلنا إلى أن هيئة تحرير الشام طلبت خطف الخطيب والمصري عبر أذرعها في المنطقة، وتحديداً عن طريق ثلاثة أشخاص من قادة تجمع الشهباء".

وأضاف المصدر أن "عملية الخطف تمت بتواطؤ مع مجموعات محلية من مدينة اعزاز، وذلك من خلال تسهيل الخطف وعدم الملاحقة وضمان عدم اعتراض طريق الخاطفين".

"تحرير الشام" المستفيد الأول

بعد وقوع عملية الخطف بساعات، بدأت حسابات تابعة للهيئة بنشر أنباء عن وقوف الاستخبارات التركية وراء اختفاء الخطيب والمصري، إلا أن مراقبين يعتقدون أن "تحرير الشام" هي المستفيد الأول من العملية، لذا فإن أصابع الاتهام تشير إليها.

الباحث السوري عباس شريفة، قال في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا" إن عملية الخطف التي تعرض لها الخطيب والمصري كانت بوضح النهار، وبعد خروج الناس من صلاة الجمعة.

ووفقاً لـ "شريفة"، يبدو أن الخاطفين كانوا مطمئنين تماماً، وهو ما يعني أنهم من سكان مدينة اعزاز أو ممن ينسقون مع مجموعة عسكرية داخل المدينة، مضيفاً أن المؤشرات بالعموم تشير إلى تورط تحرير الشام في عملية الخطف.

من جهته وجّه الحقوقي محمد الإبراهيم المقرب من "الخطيب" و"المصري"، أصابع الاتهام للهيئة، قائلاً إن "المحامي عصام الخطيب وأبو شعيب مهددان من الهيئة منذ سنوات، وهما مطلوبان للجولاني وأبو ماريا القحطاني، أحياء أو ميتين".

وأضاف الإبراهيم في حديث مع موقع تلفزيون سوريا: "في يوم الجمعة 21 تموز وهو عائد من صلاة الجمعة، صدمت سيارة سنتافيه عصام الخطيب من الخلف، ونزل منها ملثمون ضربوه بالسلاح على رأسه، وأدخلوه في السيارة والدماء تسيل منه، وهو يستغيث بالجارين اللذين لم يستطيعا التدخل، وأتت سيارة سنتافيه أخرى وانطلقوا مبتعدين".

وبحسب الإبراهيم، فإنه "منذ فترة طويلة يحاول الجولاني والقحطاني القبض عليهما أو قتلهما، لكن بعد أن اشتد الحراك الثوري في إدلب وآلم قيادة الهيئة ازدادت تهديداتهم وعزموا على فعلتهم أكثر وأكثر".

"الخطيب" حذّر قبل اختطافه

وسبق أن حذّر المحامي عصام الخطيب من دخول خلايا تابعة للهيئة إلى مدينة اعزاز بهدف تنفيذ عمليات أمنية، إذ قال في السادس من شهر أيار الماضي، إن "أبو ماريا القحطاني أرسل عدة مجموعات أمنية خاصة تابعة له إلى مدينة اعزاز بعد أن تدربوا على عمليات الخطف والاغتيال، على أن تكون مهمتهم خطف المعارضين الذين يتكلمون عن الفساد والظلم".

وأكد الخطيب حينذاك أن المجموعات عملت على رصد بيوت المطلوبين والآليات التي يتنقلون بها والمدارس التي يرسلون إليها أبناءهم، مضيفاً: "سيتم العمل عليهم بوقت واحد لخطفهم ونقلهم إلى إدلب مباشرة، وذلك في ساعة صفر واحدة تتزامن مع بدء تحرك المجموعات التي بايعت الجولاني أخيراً للسيطرة على اعزاز"، بحسب وصفه.

وبحسب المحامي، فقد طلب "القحطاني" التركيز على أسماء محددة باعتبارهم "أخطر المطلوبين" للهيئة، وهم (الإعلامي بلال عبد الكريم - المحامي عصام الخطيب - أبو يحيى الشامي - أبو العلاء الشامي - أبو العبد أشداء - أبو شعيب المصري - أبو حمزة الكردي).

وفي حادثة مشابهة وقعت في شهر نيسان الماضي، أقدم مسلحون في منطقة الباب شرقي حلب، على خطف الشاب علاء حورية، ونقله إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام.

وحينذاك أكدت "رابطة نشطاء الثورة في حمص" أنه تم "التعرف إلى بعض أعضاء العصابة ومنهم عماد النعساني التابع لتجمع الشهباء (أحرار عولان)، حيث تم نقل الشاب المهجر من محافظة حمص إلى سجون الهيئة في إدلب".

علاقة "الخطيب" و"المصري" بـ "تحرير الشام"

ويعد عصام الخطيب وأبو شعيب المصري، من القادة السابقين في "هيئة تحرير الشام"، حيث كان "الخطيب" يشغل منصب رئيس المحكمة العسكرية الثانية في الهيئة، بينما كان "المصري" شرعياً في الفصيل.

وظهرت معارضة "الخطيب" للهيئة بشكل فعلي في عام 2019، إذ روى في لقاء إعلامي تفاصيل ما يجري داخل سجون "وزارة العدل" في "حكومة الإنقاذ"، من تجاوزات للمحققين، وظلم للسجناء، وغياب لـ"الشريعة الإسلامية" داخل المعتقلات، بحسب وصفه.

وتزامناً مع ذلك صعّد "أبو شعيب المصري" ضد الهيئة، قائلاً: إن الجهاز الأمني في "تحرير الشام" معروف عنه "كثرة الظلم والاعتداء على المسلمين"، كما أن من مهامه التجسس على "المجاهدين".

واعتبر أن أمنية "هيئة تحرير الشام" مخترقة على مستويات عليا، مشيراً إلى أن ما تجمعه من معلومات وتقارير ربما يكون مصبها النهائي هو أجهزة مخابرات "العدو" على حد وصفه.

وعلى إثر ذلك فصلت الهيئة "المصري" بسبب "مخالفاته المتكررة وعدم التزامه بسياسة الجماعة"، مع إحالة "ما يتعلق بكلامه على هيئة تحرير الشام إلى القضاء المختص".

ومنذ سنوات لجأ "عصام الخطيب" و"أبو شعيب المصري"، إضافة لعدد من "السلفيين" والقادة السابقين في "تحرير الشام" إلى مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري، لكونهم مطلوبين للهيئة، ويعملون بشكل رئيسي في الجانب الإعلامي وتحديداً ضمن تطبيق "تلغرام" على كشف أسرار ومخططات الهيئة، فضلاً عن الاحتفاء بمختلف التحركات المناهضة لها.