فوربس: ما قصة ناقلة النفط الخطرة المحتجزة في لبنان؟

اعتقلت السلطات اللبنانية ما لا يقل عن أربعة لبنانيين بعد اكتشاف أن السفينة دخلت البلاد "بشكل غير قانوني"، بحسب بيان صادر عن الجيش اللبناني.

أفادت بعض وسائل الإعلام اللبنانية أن الوجهة الفعلية للسفينة جاكوار إس، المحملة بالبنزين، كانت سوريا. على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح من الذي طلب الشحنة وما إذا كانت متجهة بالفعل إلى سوريا، إلا أن موقع TankerTrackers، الذي يتعقب شحنات النفط الخام، تمكن من تحديد أن جاكوار إس كانت في مرسى بانياس في حزيران 2020، ما يشير إلى تورطها سابقًا في نقل النفط إلى سوريا.

أخفت جاكوار إس التي ترفع علم بنما رحلاتها في الماضي عن طريق إيقاف تشغيل نظام التعرف التلقائي (AIS) وهو تكتيك تستخدمه السفن للتعتيم على أنشطتها. ومع ذلك، من خلال مراجعة رحلتها إلى بانياس في حزيران واستخدام صور الأقمار الصناعية وبيانات AIS، علم TankerTrackers أن السفينة حملت البنزين من ميناء رومانو في ألبانيا في 15 أيار قبل أن تبحر إلى كرواتيا لتزويد محركاتها بالوقود. بعد توقف لفترة، أبحرت جنوباً إلى مرسى مرسين في تركيا. يكشف سلوك السفينة قبالة مرسين أنها كانت تنتظر تعليمات بالتوجه إلى مرسى بانياس في 4 حزيران.

أغلقت السفينة بعد ذلك نظام التتبع لمدة 10 أيام في أثناء وجودها في سوريا. قال سمير مدني، الشريك المؤسس لـ TankerTrackers "أشارت خطوط مسار AIS إلى أنها ذهبت إلى بانياس".

زيادة في واردات النفط اللبناني

منذ حزيران، زعمت بعض الشخصيات السياسية أن نقص الوقود في لبنان يعود إلى نقص الشحنات. ومع ذلك، لا تزال بيانات تتبع السفن تظهر أن ناقلات النفط تتجه نحو لبنان. بالنظر إلى واردات زيت الغاز والديزل، تُظهر بيانات من شركة Kpler، أن لبنان استورد ما معدله 72 ألف برميل يوميًا خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2020، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 9 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

 جاكوار إس في لبنان

وصلت جاكوار إس إلى لبنان من جزيرة كريت اليونانية، حيث لم تدخل أي ميناء، وفقًا لبيانات تتبع السفن من FleetMon. عندما غادرت السفينة اليونان في 23 أيلول، كانت تشير إلى لبنان، وفقًا لـ FleetMon ، ثم غيرت وجهتها لاحقًا إلى "محطة الزهراني" في 25 أيلول.

تكشف مراجعة سجلاتها أن جاكوار إس لها تاريخ إشكالي. بالإضافة إلى البيانات التاريخية التي تظهر زيارة إلى سوريا في حزيران2020، صنفت الوكالة الدولية لتقييم المخاطر البحرية (IMRRA) الناقلة بـاللون الـ"أحمر" ما يدل على أنها سفينة عالية الخطورة. وفقًا لواين هيرلي، رئيس تطوير الأعمال في IMRRA، فإن العوامل التي تؤدي عادةً إلى تصنيف السفينة على أنها خطرة تشمل النشاط غير المشروع في المناطق الخطرة، وسجل "الرقابة في دول الميناء" (PSC)  وكفاءة الطاقم والاحتجاز. وفقًا لتقرير (PSC) تم احتجاز السفينة في 17 نيسان 2019 في ميناء كالي ليمينيس اليوناني بعد تفتيش كشف عن 25 عيباً.