icon
التغطية الحية

فضائح آل الأسد.. ماذا أرادت روسيا أن تقول للنظام؟

2020.04.19 | 20:03 دمشق

bshar-w-asma.jpg
تلفزيون سوريا - سامر القطريب
+A
حجم الخط
-A

أثار الهجوم الإعلامي الروسي الأخير على نظام الأسد، والذي شنه طباخ بوتين أسئلة حول طبيعة علاقة الكرملين بالنظام وموقفه من بشار الأسد، الذي تلقى وعائلته والمقربون منه الضربات الروسية، في مؤشر إلى تململ الروس من الأسد الذي يغرد بعيدا عن إرادة موسكو التي حمت النظام من السقوط ودافعت عنه سياسيا وعسكريا طوال خمس سنوات.

 

روسيا غاضبة من الأسد

وحول ذلك قال الدكتور خالد العزي المختص بالعلاقات الدولية وأوروبا الشرقية لـ موقع تلفزيون سوريا، إن التعامل الروسي مع النظام يعد لحظة خاصة، بعد أن مكنت روسيا الأسد من استعادة مجمل الأراضي السورية من يد المعارضة، وميّعت كل القرارات الدولية لتعويم بشار الأسد ووضعه على الطاولة من أجل الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2021.

وتابع قائلا" مع اقتراب العام 2021 بقي السؤال لدى النخبة السياسية الحاكمة في الكريملين عن كيفية التعامل مع الأسد في ظل إخفاقات النظام لجهة الفساد والعنجهية، إذ تحاول روسيا من خلال تعاملها مع المجتمع الدولي تقريب وجهات النظر لتصل إلى تسويات تساعدها في فرض وجهة نظرها الأساسية وربما كان الأسد يعيق ويتعالى ويحاول ممارسة العنجهية على قاعدة أنه رب البيت لكن بوتين أوضح عكس ذلك عدة مرات عندما استدعي الأسد وتعامل معه على قاعدة اذهب ونفذ".

تريد روسيا توجيه رسائل مباشرة إلى نظام الأسد ليست وليدة اللحظة أو الصدفة، لتقول كلمة نهائية للأسد كما رأى "العزي"، وأضاف أن "روسيا منزعجة من النظام في العديد من الملفات  العسكرية والسياسية كطريقته في التعامل مع المفاوضات مع المعارضة، روسيا تعاملت مع الأسد على قاعدة اذهب ونفذ وهو يحاول التملص وإيجاد الفرص".

وأوضح أن الروس انزعجوا كثيرا من الأسد وخاصة خلال اجتماع لجنة الدستور السوري إضافة لمشكلة التعامل مع إدلب وإقحام  روسيا في معارك وتغيير قواعد الاشتباك، حيث وجدت روسيا نفسها في مواجهة مع تركيا شريك موسكو في التسوية، وشدد العزي على أن "النظام يحاول إفشال كل الطروحات مشيرا إلى أن النظام يتبع مباشرة إلى الحرس الثوري الإيراني وروسيا تدرك أن النظام وقيادته السياسية والعسكرية في اليد الإيرانية لذلك لا تثق بالنظام مع أنها حامية له".

 

رسائل مبطنة

انزعاج  موسكو من النظام عبرت عنه من خلال رسائل مبطنه عبر وسطاء أو شخاص مثل معارضة موسكو أو السفارة الروسية أو الداعمين للأسد، لكن موسكو مؤخر لم تعد تتحمل لأنها باتت أمام مسافة قليلة من العام 2021 وكان الاتفاق الدولي مع أميركا، هو أن تحاول روسيا إعادة تأهيل النظام وتأديبه، إذ لا يمكن لروسيا أن تتجاهل قرارات جنيف رغم محاولاتها إيجاد حل بناء على سوتشي وأستانا بعيدا عن المصالح الدولية، إلا أن سوريا مدمرة ولاتستطيع روسيا إعمارها دون مساعدة من أوروبا ودول الخليج، ويجب أن تقدم تنازلات حتى اليوم لم تستطع فرضها على الأسد لذلك أرسلت ثلاث رسائل".

 

عقوبة طباخ بوتين للأسد

يشير " العزي" إلى أن طباخ بوتين هو من يصنع سياسات الكريملين، وتؤكد الرسائل على أن بشار الأسد لا يستطيع محاربة الفساد وإصلاح النظام، في محاولة لنقل صرخة شعبية حاولت الوكالة تبريرها عبر اتصالات بنسبة معينة مع مواطنين انتقدوا الفساد وسوء الأوضاع المعيشية.

أما الرسالة الثالثة تتمحور حول عدم وفاء النظام بتعهداته لمجموعة فاغنر الروسية التي قاتلت إلى جانب قوات النظام، وتتعلق بالأساس بعملية اتهام مباشر للنظام ورجال مخابراته باستغلال المساعدات الروسية إلى سوريا وممارسة الأعمال على حساب روسيا لمساعدة أنفسهم وأقربائهم، ويتابع" روسيا فكرت أنها ستقدم خدمات تساعد الشعب السوري الذي لم ير شيئا من المساعدات والأصعب أن النظام لم يجر أي إصلاحات لكي تظهر موسكو أنها أنجزت شيئا في سوريا، وهذا لم يعد خافيا على أحد من المجتمع الدولي".

والنقطة الرئيسية التي أثارت الموضوع هو قطع الكهرباء وتبرير النظام لذلك بأنه لا يستطيع جلب الغاز من الحقول بسبب تنظيم الدولة، لكن روسيا تعرف أن النظام يكذب وأن النفط يباع، وبرأي "العزي" فإن روسيا ستتخلى عن الأسد وسيكون لها الكلمة الأخيرة عندما تشتد الضغوط من أميركا.

 

هل يختلف الموقف الرسمي الروسي؟

وجهت وكالة الأنباء الفيدرالية الروسية التابعة لطباخ الكرملين، الملياردير يفغيني بريغوجين الرسائل إلى نظام الأسد بضوء أخضر من الكرملين، لكن مراقبين يرون أن ذلك لا يعبر عن الموقف الروسي الرسمي، وتقول ماريانا بيلينكايا الصحفية في صحيفة كوميرسانت الروسية المعارضة لـ موقع تلفزيون سوريا، إن الموقع الذي نشر فضائح آل الأسد محسوب على مجموعات أو مؤسسات مالية "يقال" إنها قريبة من الدائرة المعروفة لأصحاب القرار في روسيا، لكنها تشدد على أنه "من الخطأ وضع مصالحهم بالتوازي أو على مستوى ما يقوله الكرملين".

وتضيف "وأكثر من ذلك هناك بعض الاختلافات بين ما يسوقه هؤلاء وموقف موسكو الرسمي"، مشيرة إلى أن مانشره الموقع  تم حذفه!

وبرأي بيلينكايا أن "موسكو والكرملين ليسا ساذجين، و بدون نشر التفاصيل في الإعلام هم  يعرفون كمية الفساد المستشري في سوريا وتعنت النظام، وهم دائما يقولون أنهم لا يدافعون عن الأسد شخصيا بل عن مؤسسات الدولة، ولكن من الجهة الأخرى موسكو لا ترى حاليا بديلا لهذا الشخص (بشار الأسد). وتابعت "لا أعتقد أن شيئا تغير بشكل عام، بل هي مناوشات مصالح صغيرة.. في بعض الأحيان ترسل موسكو رسائل عبر وسيط للنظام لكن هذا لا يعني أن موسكو تعارض الأسد".

اقرأ أيضا: "طباخ بوتين" يشن حملة على نظام الأسد "الضعيف والفاسد"