(فصلٌ من مذكرات الشاعر حسن عزّو عبد الرحيم)

2020.01.16 | 16:45 دمشق

20125210423.jpg
+A
حجم الخط
-A

وفي يوم السبت دلفت في تمام الساعة الحادية عشرة إلا ربعاً إلى رحاب المركز الثقافي العربي في ساحة العاصي. ومباشرة اتجهت إلى غرفة مدير المركز الصديق الأستاذ سامي طه، حيث نهض واقفاً لاستقبالي هو وعضو قيادة الفرع ياسين الحمود، والزملاء الشعراء الذين سيشاركونني في الأصبوحة الشعرية. شربنا فنجان قهوة، ثم خرجت الكوكبة خروج رجل واحد، وقد أصرّوا على تقديمي بحيث أمشي بمحاذاة السيد مدير الثقافة وعضو قيادة الفرع. وعندما ولجنا إلى قاعة المحاضرات من الباب الجانبي هبّ الحضور وقوفاً وصفّقوا لنا أجمل تصفيق. فجلسنا في الصف الأول، وأبى السيد مدير الثقافة إلا أن يكون هو بنفسه عريف الأصبوحة ومقدمها. تحدث في البداية عن وزارة الثقافة وتاريخها وعن المشاريع التي ما زالت تنفذها رغم كل المصاعب والضغوطات والمؤامرات التي تشهدها البلاد، وكان من آخر هذه المشاريع على مستوى المحافظة افتتاح مقر المركز الثقافي الجديد في وادي العيون، ثم دعا السادة الشعراء لاعتلاء المنصة، حتى تبدأ الأصبوحة، وكنت أول المتحدثين، فقلت لهم:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وشكرت السيد مدير الثقافة على أمرين:

الأول: على دعوته إيانا لهذه الأصبوحة الثقافية.

الثاني: لحسن تقديمه الذي ينضح بذوقه ورقيه.

ثم توجّهت إلى السادة الجمهور وقلت لهم: "صباح الخير". وهي أجمل كلمة يمكن أن تقال في هذه الظروف الصعبة. "صباح الوطن. صباح الناس. صباح الورد والزنابق والياسمين".

وبعد إلقاء القصائد والأشعار ختمت كلامي بقولي: "وفي الختام محبتي لكل أصبوحيٍّ وأصبوحيّة من الحضور الكريم، وعلى أمل اللقاء بكم في أصبوحة شعرية قريبة، بل وفي أمسية شعرية أيضاً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته" فصفّق الجميع أجمل تصفيق.

ولا أخفي أنني كنت متخوفاً من أن يكون الحضور قليلاً، ولكنهم كانوا أكثر مما توقعت. وقد مزحت معهم وقلت: تزاحموا تراحموا، فعلت الابتسامات الوجوه ونمّت عن السعادة والرضا والشوق لاستماع ما سيُلقى. وفي تقديري أن لوسائل التواصل الاجتماعية الحديثة، ولا سيما الفيس بوك، دوراً مهماً في تفعيل الأنشطة الثقافية، وتحفيز الناس على حضورها من خلال الدعاية التي تقدمها وتصل إلى الناس وهم في الفرشة أو في المطبخ أو في التواليت أو في الباص، فالكل يتابع لحظة بلحظة أخبار الصفحات والمجموعات وما يُقدّم فيها من أخبار ومعلومات ودعوات.

على سبيل المثال: قبل شهرين كتبت صفحة المركز الثقافي العربي في كفر بهم: "المركز الثقافي العربي في كفر بهم يتشرف بدعوتكم لحضور أصبوحة شعرية بعنوان: (تغاريد شعرية) يلقيها السادة الشعراء: حسن عزّو عبد الرحيم ــ خليل سنكري ــ بشرى قمر ــ الغيدق محفوض، وذلك في يوم الخميس القادم الساعة 11 ظهراً. الدعوة عامة". ويومها امتلأت غرفة المحاضرات بالمستمعين، ولم أتوقع حضور هذا العدد من كفر بهم الذي ناف على العشرين.

وكذلك جاء في صفحة مديرية الثقافة في حماة الإعلان التالي:

"بمناسبة ذكرى تأسيس وزارة الثقافة السورية تتشرف مديرية الثقافة في حماه بدعوتكم لحضور أصبوحة شعرية بعنوان (تفاريد شعرية) يلقيها السادة الشعراء: حسن عزّو عبد الرحيم ــ خليل سنكري ــ ميلينا حداد ــ الغيدق محفوض، في صالة المركز الثقافي العربي في حماة. ساحة العاصي، وذلك في يوم السبت القادم الساعة 12 ظهراً. الدعوة عامة"، وقد تكرر نفس الإعلان بحذافيره في صفحة (حزب البعث العربي الاشتراكي فرع حماة)، وصفحة (نفحات شعرية)، وصفحتي الشخصية، وصفحات باقي الزملاء الشعراء المشاركين في الأصبوحة، إضافةً إلى صفحة (محبو الشاعر حسن عزّو عبد الرحيم) ومجموعة (لآلئ شعرية وأدبية).

أما بالنسبة إليّ فقد مهّدت للأصبوحة بالمنشور التالي: "عندي أصبوحة شعرية في المركز الثقافي العربي في ساحة العاصي يوم السبت المقبل الساعة 12 ظهراً، ماذا تقترحون أن أقدم لكم من قصائد؟ في التعليق الأول قائمة بعناوين ثلاثين قصيدة حتى يختار الأصدقاء منها ما يحلو لهم".

لماذا أذكر هذه المعلومات؟

لكي تكون وثيقة تاريخية أدبية في المستقبل حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز مكانة الأدب. فلربما تم إيقاف الفيس بوك فجأة، وألغي من عالم الإنترنت. فكيف ستعرف الأجيال القادمة ما يدور فيه ويمور ويفور؟ ومن أجل ذلك أوثّق ههنا في هذه الصفحة بعض ردود الأفعال والتعليقات الفيسبوكية على أصبوحة (تفاريد شعرية)، مثلما وثّقتها من قبل في أصبوحة (تغاريد شعرية). سواء كانت التعليقات إيجابية أو سلبية، وسواءً كان المعلق محباً غالياً، أو كارهاً قالياً.

كتب الصديق الرائع ملهم الأظن: "حماة تنبض بالحياة والإبداع. ظلٌّ وارف على هذه المنابر، وبين هذه المحابر، تفاريد قوافيكم تملأ الأسماع وتطرب الأفئدة".

فكتبت رداً: "دمت وسلمت، ولك التحايا جامعة". ووضعت له ثلاث باقات ورد، وقلبَي حب أحمرين، وكفين ممتنين على الطريقة الهندية.

وكتب عزام أبو عزام تعليقاً على صورتي مع الزملاء الشعراء في الأصبوحة: "أقمار مضيئة في فضاء الأدب. دمتم ودامت راية الثقافة خفّاقة بالألق والإبداع".

فكتبت رداً: "دمت وسلمت، ولك التحايا جامعة". ووضعت صورة الوجه الذي يرسل قبلة.

أما صديقي محمد عطا فعلّق: "السعادة للأدباء والأديبات، لأنهم يدخلون السعادة علينا"، فكتبت رداً: "دمت وسلمت، ولك التحايا جامعة".

وكتب حموي وأفتخر: "بدنا مازوت. ملينا من القصائد والأشعار. وبدنا غاز كمان. طول دور الغاز 3 كيلو متر".

طبعاً في العادة لا أقبل صداقة الأسماء المستعارة، ولكن (حموي وأفتخر) هو ابن خالتي عبد الجليل مغمومة.

وكتب الصديق فرحان خطاب: "كانت أصبوحة بجمال زهر اللوز"، فعلّق عليه حموي وأفتخر: "بجمال زهر العقابية. ههههههههههههههه".

وكتبت أم أحمد قيطاز: "بسم الله ما شاء الله. تبارك الرحمن. ربي يحفظك ويحيمك". فكتبت رداً لها: "دمت وسلمت، ولك التحايا جامعة". ووضعت ثلاث باقات ورد، وقلب حب أخضر.

وكتب الصديق سفياني زهمان: "أكيد كنت منور سي حسن، ومتألق وتشع بالإبداع. كم أتمنى أن أزور سوريا". فكتبت له الرد التالي: "دمت وسلمت، ولك التحايا جامعة. وأهلاً وسهلاً بك في سوريا".

وبعد يوم نشرت صفحة المركز الثقافي العربي في حماة الشكر التالي: "بحضور قامات ثقافية وفكرية وأدبية نشكر لهم تلبية دعوتنا وحضور الأصبوحة الشعرية (تفاريد شعرية). والمحبة والشكر الأكبر للأدباء الشعراء: حسن عزّو عبد الكريم ــ خليل سنكري ــ ميلينا حداد ــ الغيدق محفوض، على هذا اللقاء الذي فاض شعراً وفكراً. الدعوة عامة".

فكتب أحمد أبو ناجي: "يرجى التصحيح وحذف كلمة الدعوة عامة".

وكتبت الريّانة الريّانة: "حملتنا الأبيات الرائعة غزيرة المعنى والنغمات الشعرية الأخّاذة معها، وانسبنا دون جهد في بحورها. كانت تجربة رائعة حيث انطلقنا من جرح سوريا بقارب النسيان نحو همسات غزل وطني عذري. أبدع الشعراء، ولاسيما الغيدق، وزيّن الحضور الرفيق أمين شعبة العمال الثانية".

وكتب أحمدو شبيب: "يجب أن تُخصص الأصبوحات الشعرية للأطفال، والأمسيات الشعرية للكبار".

وكتب الدكتور مضر هواش: "شعراء كبار في مدينة عظيمة. عظمة القيمق وحلاوة الجبن واللبن الربيعي وأجبان الدريعي".

وكتب محمد أبو معتوق: "لأصبوحة تخفق فيها البُرد والكلمات والمعنى، أحب لروادها من قصر منيف بلا معنى".

وكتب إبراهيم خان شيخون: "شايفين! راحت علينا الأصبوحة الشعرية. عجبكن هيك؟! يعني ضروري ثورة ومدري شو! هلأ كنّا ما أحلانا وعم نحضر الأصبوحة". وكتب رداً على هذا التعليق غيث أحمد غندورة: "شنو هذي أصبوحة"؟

وكتب بعده ماهر خضّور: "ستبقى سوريا الأسد بلد الشعر والأدب والأدباء. صباح النصر، صباح الإبداع. سوريا هي الوطن الوحيد في العالم الذي لا تقتصر الأصبوحات الشعرية والأدبية فيه على المراكز الثقافية، بل وتعقد في السجون أيضاً، وهذا رابط لأصبوحة أدبية من عدة أيام في سجن دمشق المركزي (عدرا)".

أما أبو ناجي SY فكتب: "أصبوحة شعرية!! ما أشبه ذلك بزيت الخروع على الريق". وكتب أمّور الأمّور معقّباً: "ينزع أصبوحتهنّ".

وكان بودي أن أقذع في الرد على أبو ناجي وأمّور الأمّور بذكر أعضاء أختيهما وأميهما، ولكن احترامي لصفحة المركز الثقافي العربي في حماة منعني من ذلك.

كلمات مفتاحية