icon
التغطية الحية

"فخ السماسرة".. مجلس جرابلس يبين سبب العراقيل أمام عودة سوريين إلى تركيا

2024.05.11 | 18:34 دمشق

5
معبر جرابلس الحدودي مع تركيا - (فيس بوك)
حلب - خاص
+A
حجم الخط
-A

أوضح المجلس المحلي في مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، الأسباب التي تعيق عودة سوريين من حاملي بطاقة الحماية المؤقتة (الكيملك) إلى تركيا، بعد أن زاروا بلادهم ضمن الإجازة المعلن عنها من قبل مجالس محلية شرقي حلب، لقاء 200 دولار أميركي على كل شخص.

وقبل أيام، أفادت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا، بأن قرابة 15 شخصاً يواجهون عقبات تمنعهم من العودة إلى تركيا، بسبب أخطاء تقنية صادرة عن المجلس المحلي في مدينة جرابلس، تتعلق بتاريخ دخول الأشخاص إلى سوريا وموعد عودتهم إلى تركيا.

ما تعليق المجلس؟

وقال مصدر إداري في معبر جرابلس لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ الخلل شمل في الغالب أشخاصاً سجلوا على الإجازة عن طريق "سماسرة"، حيث يتواصل الشخص مع سمسار للتسجيل، بالتالي عدم الحصول على موعد الدخول والعودة بشكل دقيق.

وأضاف المصدر: "السمسار لا يتابع أمر الزائر بالشكل اللازم، كما أن بعض الأشخاص تواصلوا مع السماسرة لتمديد الإجازة لشهر آخر، إذ دفعوا 200 دولار للسمسار، من دون أن يكون هناك تمديد لدى المجلس بالواقع، علماً أن ذلك يتطلب إجراءات محددة".

ولفت إلى أن التسجيل عبر اللجوء إلى السماسرة أمر مستغرب، خاصة أن إجراءات التسجيل غير معقدة، فكل ما يتطلبه الأمر "إرسال صورة عن بطاقة الكيملك، ودفع 200 دولار، ومن ثم الحصول على تاريخ الدخول والعودة".

وبحسب المصدر، هناك شخصان راجعا المجلس، وتبين أن الخطأ صادر عن موظف في المجلس، إذ تمت إعادة الأموال إليهما، وإدخالهما إلى تركيا بعد تدقيق الأوراق الخاصة بكل شخص.

ورأى أن موضوع الأشخاص الذين يواجهون عقبات بالعودة إلى تركيا، معقّد حتى الآن، مشيراً إلى أن الأشخاص التقوا بمستشارين أتراك لطرح مشكلاتهم أملاً بحلها، من دون الحصول على نتيجة حتى الآن.

ما طبيعة الأخطاء التقنية؟

وقبل أيام تداول ناشطون مقطعاً صوتياً لشخص مُنع من دخول تركيا بعد انتهاء موعد زيارته لسوريا، يقول فيه: "سجّلنا على إجازة عن طريق المجلس المحلي في جرابلس بتاريخ 7 نيسان 2024، وبعد فترة تم تغيير موعد الدخول والعودة من دون إعلامنا بالأمر".

وأشار الشخص إلى أنه راجع المجلس المحلي في جرابلس، والذي أقر بالخطأ، ووعد بمراجعة الجانب التركي على أمل إيجاد آلية مناسبة تضمن عودة الأشخاص إلى تركيا.

وقال غازي العبد الله - ناشط سوري مقيم في تركيا - إنه دخل إلى الأراضي السورية بعد التقدم بطلب إجازة للمجلس المحلي في مدينة جرابلس، لقاء 200 دولار أميركي.

وأضاف العبد الله في حديث مع موقع تلفزيون سوريا: "عند حلول موعد العودة إلى تركيا، أخبرني الجانب التركي أنني قدمت إلى سوريا قبل ثلاث سنوات من المعبر نفسه، من دون العودة إلى تركيا، ما يعني تسجيل الحالة من ضمن فئة العودة الطوعية".

وتابع: "منذ ثلاث سنوات زرت سوريا بالفعل، ولكنني عدت إلى تركيا بشكل نظامي، ولدي جواز السفر وجميع الأوراق التي تثبت ذلك، ويبدو أن الأمر يعود إلى خطأ موظف في المجلس المحلي يتمثل بعدم توثيق العودة أو البصمة على السيستم".

الإجازة الجديدة للسوريين في تركيا

في الخامس من تشرين الثاني الماضي، أعلنت مجالس محلية في ريف حلب الشرقي، عن إتاحة الجانب التركي فرصة للسوريين من حملة بطاقة الحماية المؤقتة (الكيملك) لزيارة بلادهم وفق إجازات وشروط محددة.

وأفادت مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا، بأن القرار يشمل المجالس المحلية في ريف حلب التي تشرف عليها ولاية غازي عنتاب التركية، وتقع في مدينتي الباب وجرابلس وريفهما.

آلية وشروط زيارة السوريين

شرح معبر جرابلس في بيانٍ سابق نشره على معرّفاته الرسمية، تفاصيل تقديم السوريين في تركيا على الزيارة لمدة شهر واحد، وهي كالآتي:

  • الإجازة صادرة من المجلس المحلي في جرابلس لمدة شهر، تشمل جميع السوريين في كل الولايات التركية سواء حاملي الكيملك أو الإقامات.
  • عند التسجيل على الإجازة يجب دفع رسوم للمجلس بقيمة 200 دولار أميركي عن كل شخص سواء كان طفلاً أو كبيراً.
  • ستكون مدة الإجازة 30 يوماً كحد أقصى، ويُسمح بالدخول والعودة في الوقت الذي يناسب المسافر خلال هذه المدة.
  • يمكن إرسال أي شخص من الأقارب إلى المجلس المحلي في جرابلس للتسجيل على الإجازة، لأنّ التسجيل يدوي ولا يوجد أي رابط أو رقم تواصل، لذلك يرجى الحذر من عمليات الاحتيال.

الحكومة المؤقتة: ليس لنا علاقة بالزيارات ونرفضها

وكان مصدر رسمي في الحكومة السورية المؤقتة - طلب عدم الكشف عن اسمه - قد أشار إلى أن الحكومة لا تعرف أي تفصيل عن الزيارات المحدودة للسوريين في تركيا نحو الشمال، والتي أعلنت عنها بعض المجالس المحلية شرقي حلب.

وفي حديثه مع موقع تلفزيون سوريا، ذكر المصدر أن الحكومة المؤقتة ترفض هذه الإجازات، وهي غير راضية عنها، مضيفاً أن "كل مجلس محلي يعمل بشكل مستقل بالتنسيق مع الولاية التركية التي يتبع لها".

وأردف المصدر: "تبرر المجالس المحلية فرضها للرسوم بضرورة زيادة وارداتها بهدف تقديم الخدمات، ونحن نرى أن الحصول على الموارد يمكن أن يتم بغير هذه الطريقة التي تستغل السوريين وتشابه ما اتخذه النظام السوري من إجراءات".

وكانت إدارة "معبر جرابلس" تسمح منذ سنوات، للسوريين في تركيا من حاملي بطاقة الحماية المؤقتة (كيملك) الصادرة من ولاية غازي عنتاب حصراً، بالإضافة إلى أصحاب الجنسية المزدوجة، بزيارة الأراضي السورية وفق شروط ومدة محدّدة أيضاً.

يشار إلى أنّ السلطات التركية كانت تسمح للسوريين الموجودين على أراضيها من حاملي بطاقة "الكيملك"، بالدخول إلى سوريا في عيدي الأضحى والفطر والعودة خلال فترة محدّدة، وذلك من معابر جرابلس وباب السلامة في ريف حلب، وباب الهوى في إدلب، إلا أن إجازة العيد توقفت، منذ العام 2020، بالتزامن مع تفشي فيروس كورونا، ثم تصعيد المعارضة التركية من خطابها ضد السوريين.