icon
التغطية الحية

فتاة سورية فقدت ساقها بالقصف واليوم تتدرب لخوض أولمبياد دولي

2022.10.26 | 19:15 دمشق

1
السورية ديمة الأكتع
Women's Health - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

تحكي السورية ديمة أمين الأكتع، 28 عاماً، كيف فقدت ساقها عندما تعرض بيتها في سلقين بريف إدلب لقذيفة، والآن أصبحت تتدرب لخوض الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة، فتخبرنا بالآتي: "كنت في البيت أشاهد التلفاز برفقة أسرتي عندما انفجرت قذيفة في غرفة الجلوس، دون أي سابق إنذار، وبعد مرور ثوان على ذلك، أصبحت الغرفة مطلية بالهباب الأسود، فصرخت أنادي على أمي، إلا أن صوتي لم يصلها إلى أن انتشلتني وأنا أراقب الدماء، فأدركت حينذاك أني خسرت ساقي اليسرى، لذا وبدون تفكير أمسكت بساقي وحملتها بين ذراعي إلى أن وصلت سيارة الإسعاف، حيث جلسنا جميعاً مذهولين.

 

 

خضعت لعمل جراحي في اليوم التالي، حيث حاول الأطباء جمع ما تبقى من ساقي، لكنهم أخبروني بأني لن أستطيع السير بعد ذلك، وبأني سأعتمد على عكازين طوال ما تبقى من حياتي إن لم أجد المال اللازم لشراء ساق صناعية.

وبعد فترة قصيرة، انتقلنا إلى لبنان، بما أنها كانت أكثر أماناً من سوريا، فشعرت بأني وقعت في الفخ، إذ لم تقبل المدارس أشقائي ولا أنا، بما أننا لاجئون، كما أصبحت أسرتي عاطلة عن العمل. لهذا كان الشيء الوحيد الذي بوسعي القيام به وقتها هو الذهاب إلى النادي الرياضي.

 

 

قبل أن تبدأ الحرب في سوريا في آذار 2011، كنت أجري كثيراً، ولهذا عقدت العزم على الجري من جديد. وبوجود هذا الهدف في رأسي، بدأت العمل على تقوية ساقي الأخرى، وذلك عبر السير بلا عكاز في بداية الأمر، ثم عبر الانتقال إلى تمارين البطن والكتفين التي أخذت أتدرب عليها مرتين في الأسبوع.

بقينا في لبنان لمدة ست سنوات وبعدها انتقلنا إلى بيدفوردشاير شرق إنجلترا في عام 2018، فحصلت لأول مرة في حياتي على ساق صناعية، وهذا يعني لي الكثير، إذ أصبحت أنام وأنا أضمها بين ذراعي.

 

 

احتجت لبعض الوقت حتى أعتاد على تلك الساق، إذ في البداية كان السير عليها مؤلماً، بيد أن التعاون مع معالج فيزيائي ساعدني بشكل كبير، فمن خلال جلسات أجريتها ثلاث مرات في الأسبوع، ركزنا على إعادة تموضع الحوض والركبتين بشكل يريحني من آلام الظهر، في حين ساعدتني حركات مثل حركة القرفصاء ورفع ربلة الساقين على بناء العضل والقوة في ساقي اليمنى، وساعدني جهاز المشي على حفظ توازني.

 

 

وبما أني رغبت بتحقيق تقدم أكبر،  قمت بعد بضعة أشهر بالتعاقد مع مدرب خاص، حيث صرت أتدرب معه لمسافة 50 ميلا في أرجاء لندن ثلاث مرات في الأسبوع، مع استكمالي لتدريبي على الوزن ولبرنامج الجري في الأيام الأخرى، وحمل الأثقال الذي أصبح يخفف من الآلام عند الجري، بما أن عضلاتي القوية باتت تخفف من آثار ذلك على مفاصلي.

وفي السنة التي تلت ذلك، حصلت على طرف صناعي أخف ومريح بنسبة أكبر، وبعد مرور عامين على ذلك، حصلت على شفرة للجري بفضل التبرعات التي استمرت لأشهر، لذا عندما استخدمتها للمرة الأولى شعرت بحرية كبيرة.

أصبحت أجري كل يوم، وأزيد من خمس إلى عشرين دقيقة قبل أن أتدرب على النصف الأول من الماراثون، لأني قررت أن أجمع تبرعات لشراء أطراف صناعية لكل الأطفال الذين فقدوا أطرافاً في الحرب. كان الوضع صعباً، حيث كانت الساق الصناعية تحتك بفخذي طوال الوقت ولهذا كنت أضطر للتوقف من أجل خلعها. إلا أن إحساسي عند وصولي لخط النهاية لا يدانيه أي إحساس آخر.

بعدما أنجزت ما أنجزته رغبت بتحقيق المزيد، ولهذا أصبح هدفي المقبل دخول المنافسة ضمن أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة لعام 2024 وخوض سباق العدو السريع لمئة متر، لكنني بحاجة للفوز ببطولات محلية ووطنية حتى يتم اختياري لهذا الأولمبياد، وهذا ما أعمل على تحقيقه اليوم. ولهذا أتمنى أن أثبت لكل الأطفال بأن خسارة طرف لا يعني النهاية بل كان ذلك مجرد البداية بالنسبة لي.

 

المصدر: Women's Health