icon
التغطية الحية

عند خط التماس شمال غربي سوريا.. عائلة تحفر ملجأ للحماية من غارات النظام وروسيا

2023.09.21 | 09:24 دمشق

آخر تحديث: 21.09.2023 | 11:31 دمشق

مدني داخل مغارة في إدلب(رويترز)                                            مدني داخل مغارة في إدلب(رويترز)                                            مدني داخل مغارة في إدلب(رويترز)                                                                                                                      مدني داخل مغارة في إدلب(رويترز)
مدني يسكن داخل مغارة في إدلب (رويترز)
 تلفزيون سوريا ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

الملخص:

  • أحمد خليل، رجل سوري يبلغ من العمر 53 عاما، يعيش في قرية كنصفرة في شمال غربي سوريا، على مقربة من خطوط التماس مع قوات النظام السوري.
  • مع تكثيف القصف الجوي والمدفعي في المنطقة، قرر خليل حفر ملجأ في الصخر تحت منزله لحماية عائلته من الخطر.
  • الملجأ صغير ومظلم، لكنه يوفر الحماية من القصف.
  • خليل وعائلته يعيشون في الملجأ بشكل دائم بسبب استمرار القصف في المنطقة.
  • يقول خليل إنه يفضل البقاء في الملجأ على النزوح إلى المخيمات، التي تعتبر ظروفها صعبة جداً.

حفر أحمد خليل ملجأ في الصخر تحت منزله الواقع عند خط تماس مع قوات النظام السوري، في شمال غربي سوريا ليحمي أطفاله من الغارات والقذائف التي تكثّفت مؤخرا، وحتى لا يضطر لخوض تجربة النزوح المُرّة في مخيمات مكتظة.

ويقول خليل (53 عاماً) لوكالة فرانس برس "الوضع في المخيمات صعب، ولا توجد أماكن، ففضلتُ أن أبقى هنا في هذا الملجأ.. تحت القصف".

تبعد قرية كنصفرة أقل من كيلومترين عن خطوط التماس مع قوات النظام السوري في محافظة إدلب التي تسيطر هيئة تحرير الشام على نحو نصف مساحتها.

ولطالما تعرّضت القرية مع كل تصعيد عسكري، لقصف جوي ومدفعي هدّم منازل كثيرة فيها وترك أهلها من دون ملجأ، حتى باتت عدة أحياء منها اليوم شبه خالية من السكان.

اقرأ أيضا: المغاور والأقبية في إدلب..منازل صغيرة ومقابر!

ولحماية عائلته من القصف والتهجير، حفر خليل في عام 2017 ملجأ في الصخر تحت منزله، يؤويه وزوجتيه وأولادهم السبعة في كل مرة يسمعون دوي غارة أو قصفاً مدفعياً قريباً أو حتى في كل مرة تحلق فيها طائرات الاستطلاع في سماء المنطقة.

أضاء خليل ملجأه بلمبة واحدة، وخصّص زاوية فيه لوضع المونة، وفرش الأرض بحصائر بيضاء وزرقاء اللون.

"أشبه بالقبر"

لم يغادر خليل قريته سوى مرّات قليلة ظنّ خلالها أن حتى هذا الملجأ لم يعد يحميه، آخرها خلال العملية العسكرية البرية التي شنتها قوات النظام السوري بدعم روسي في عام 2019 وسيطرت خلالها على نصف مساحة محافظة إدلب، حتى وصلت إلى أطراف كنصفرة.

لكنه سرعان ما عاد إلى منزله والملجأ الصخري مع انتهاء العملية. بعد فترة من الهدوء النسبي، عاد مؤخراً لاستخدام الملجأ بشكل متواصل على وقع تصعيد في القصف مستمر منذ بضعة أسابيع بين قوات النظام وروسيا من جهة وهيئة تحرير الشام من جهة ثانية.

ويقول "الحالة يُرثى لها، حتى أننا لا نستطيع الخروج لشراء الخبز لأن طائرات الاستطلاع لا تغادر المنطقة".

وتؤوي مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في إدلب أكثر من ثلاثة ملايين شخص، نحو نصفهم من النازحين الموزعين على مئات المخيمات المكتظة خصوصاً قرب الحدود التركية في شمال إدلب، في حين وجد آخرون في أبنية مهجورة وكهوف أو حتى بين الأبنية الأثرية وفي الحافلات الصدئة ملجأ لهم.

وتفتقر المخيمات للحاجات الأساسية ويعتمد سكانها بشكل رئيسي على مساعدات غذائية وطبية ولوجستية تقدّمها المنظمات الدولية في ظل تفشي الأمراض والفقر المتزايد والمدقع وارتفاع الأسعار بشكل كبير.

ويقول خليل "صحيح أن الملجأ أشبه بالقبر (...) لكن ماذا نفعل، يقولون لي إن عليّ الذهاب إلى الخيم لكن وضعها أسوأ بألف مرة".

في الملجأ الذي سارع إليه قبل أيام، يجلس خليل على الأرض، في حين تنظم زوجته "برطمنات" المونة، ويلعب أولاده في الزاوية بألعاب أتوا بها من المنزل.

ويقول خليل "أولادي يحلمون باللعب في الشارع، أن يلعبوا كرة القدم أو يركبوا الدراجات الهوائية، لكنني أحبسهم في الملجأ".

ويضيف "الحياة صعبة هنا. ليس لدينا جيران ولا أناس حولنا، نجلس وحدنا. الكل فرّ ونزح. أولادي يعيشون وحدهم ولا أطفال حتى يلعبوا معهم".