icon
التغطية الحية

عمدة نيويورك يزور مركزاً لاستقبال المهاجرين في روما

2024.05.14 | 12:58 دمشق

عمدة نيويورك إيريك آدمز (في الوسط) يحضر قداساً في إحدى كنائس روما
عمدة نيويورك إيريك آدمز (في الوسط) يحضر قداساً في إحدى كنائس روما
The New York Times- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

لم يمض وقت طويل قبل أن يعرب عمدة نيويورك، إيريك آدمز، عما أعجبه في مركز استقبال المهاجرين وطالبي اللجوء الذي زاره يوم الأحد الماضي في قرية تدعى روكا دي بابا التي تبعد مسافة 24 كيلومتراً عن مشارف روما.

بعد جولة دامت 30 دقيقة في المركز الذي يضم مهاجرين من دول بينها سوريا والسودان، حيث تعالج طلبات لجوئهم، ويتلقون دروساً باللغة الإيطالية ويحصلون على الرعاية الصحية قبل أن يحصلوا على فرص عمل، قال آدمز: "في غضون شهرين سيتحولون من مهاجرين إلى مشاركين في المجتمع".

وبعد مطالبة الحكومة الفيدرالية بتسريع إصدار تصاريح العمل والمساعدة في إعادة توطين المهاجرين، كرر العمدة مناشدته تلك عقب زيارة هذا المركز الذي يديره الصليب الأحمر، وتموله الحكومة الإيطالية، وذكر بأنه يرغب بالحصول على المساعدة من إدارة بايدن لإنشاء مركز مماثل في نيويورك التي وصل إليها أكثر من 190 ألف مهاجر في بحر العامين المنصرمين.

مصدر إلهام

أتت زيارة آدمز في آخر يوم من زيارة لروما امتدت لثلاثة أيام، حيث التقى بالبابا فرنسيس في الفاتيكان، وألقى كلمة في مؤتمر دولي للسلام، وكانت تلك الزيارة بمثابة فسحة قصيرة بعيداً عن المشكلات الكثيرة التي أصابت الولايات المتحدة في الداخل، وعلى رأسها الاحتجاجات المناهضة للحرب بين إسرائيل وحماس، والتحقيق الفيدرالي الذي فتح حول حملة جمع التبرعات التي أطلقها هذا العمدة، وتراجع نسب استطلاعات الرأي، واحتمال ظهور شخصيات منافسة أخرى خلال الانتخابات التمهيدية التي ستجري في العام المقبل، بيد أن العمدة آدمز ذكر بأن هذا المركز أصبح مصدر إلهام بالنسبة له حيث ألهمه أفكاراً سيعمل على تطبيقها في نيويورك، وقال: "أكبر ما سأحمله معي هو نقاط التشابه بين هاتين المدينتين".

"روما الأميركية"

استقبلت روما العمدة بحفاوة كبيرة، إذ يوم السبت الماضي، صفق الحضور لعبارة يستخدمها هذا العمدة كثيراً عندما يقارن نيويورك بمدن أخرى، وهي: "نيويورك ما هي إلا روما الأميركية"، كما طلب أحد الأطفال توقيعاً منه.

وعن تلك الزيارة، يقول فرانك كارون، كبير المعاونين والمستشارين السابق لدى العمدة، والذي رافقه في تلك الزيارة وزار معه البابا فرنسيس: "بدا العمدة نشيطاً ومتحمساً"

وبالفعل، ازدحم جدول أعمال العمدة آدمز بالمواعيد، إذ زار يوم السبت عدداً من دور العبادة، وشارك في قداس أقيم بكنيسة القديس بارثولوميو قبل أن يعتمر قبعة صغيرة ويتجه نحو الكنيس الكبير في الحي اليهودي، وأخيراً، زار مسجد المدينة ومركزها الثقافي الإسلامي.

وعن ذلك يقول: "ثمة حاجة ماسة للمتدينين تماماً كحاجتنا لحكومة"، وذلك لأنه ذكر غير مرة بأنه يتعلم طريقة الحكم من دينه المسيحي.

وفي الحي اليهودي، توقف آدمز ليقرأ ملصقاً يظهر صوراً لأسرى يهود في غزة، فأعرب عن تأييده الشديد لإسرائيل من جديد، قائلاً: "ينبغي إعادة الأسرى إلى بلدهم وتدمير حماس".

انبرى الحشد بالتصفيق عندما قفز العمدة داخل سيارة توجهت نحو المركز الإسلامي، أما في بلده، فقد تساءل بعض من انتقدوا العمدة عما إذا كان هذا الرجل قد استوعب تماماً الرسالة المناهضة للحرب التي نقلها البابا في المؤتمر، وقالوا عنه بإنه لم يفصح بما يكفي عن معاناة الفلسطينيين في غزة.

وإلى جانب الخطبة التي ألقاها في المؤتمر، أي في الاجتماع العالمي المعني بالأخوة بين بني البشر، والذي مولته مؤسسة أنشأها البابا فرنسيس نفسه، التقى آدمز يوم السبت الماضي بعمدة روما، روبرتو غوالتيري، وزار موقع محطة نفق الميترو الجديدة في منطقة المدرج الروماني.

بيد أن حقيقة كونه عمدة لأكبر مدينة أميركية بدأت تلوح من جديد يوم الأحد، إذ خلال مؤتمر صحفي افتراضي، سئل آدمز سؤالاً عن إطلاق الشرطة النار على رجل من على مسافة قاتلة في حي بروكلين، غير أن العمدة بدا وكأنه مجبر على استكمال جدول أعماله المحموم.

وخلال زيارته لمركز للمهاجرين في قرية روكا دي بابا صباح يوم الأحد، انتابت آدمز نوبة سعال، وبحلول فترة العصر، ألغى العمدة زيارته لمجمع سانت إيديجيو، وهو عبارة عن منظمة تعمل على المساعدة في دمج المهاجرين بالمجتمع الإيطالي، وذلك بسبب مرضه بحسب ما ذكر المنظمون.

تأخر آخر مؤتمر صحفي افتراضي عقده العمدة لمدة 30 دقيقة، وبقي يسعل طوال الجلسة، وأنحى باللائمة على التكييف نظراً لإصابته بالزكام، لكنه بقي يعقد هذا النوع من المؤتمرات بشكل يومي خلال زيارته.

ضرورة الاندماج الكامل

على الرغم من أن إيطاليا تعاني في التعامل مع موجة المهاجرين القادمين إليها، ذكر كلوديو بيتي وهو مساعد رئيس تجمع سانت إيديجيو بأنه يعتقد بأن منظمته بوسعها الإسهام في إلهام نيويورك بوصفها مدينة تتعرض لتحديات تتمثل بأزمة مهاجرين.

وفي مبنى المنظمة الكائن في بيزا دي سانتا ماريا، يدرس مهاجرون أتوا من 118 دولة مختلفة اللغة الإيطالية التي تعتبر شرطاً مسبقاً للحصول على الإقامة أو الجنسية في هذا البلد.

يعيش بعض المهاجرين في ذلك المبنى، إذ ذكرت مهاجرة أفغانية بأنها أصبحت تتحدث الإيطالية بطلاقة بعد أن درستها هناك لمدة عامين تقريباً.

يعلق على ذلك بيتي بقوله: "تقوم الفكرة على اندماج كامل، وإلا فإننا سنخلق مشكلات أخرى بدلاً من أن نحل المشكلات القائمة".

لدى هذه المنظمة فرع يتعامل مع المهاجرين في نيويورك، وفي مؤتمر صحفي عقد يوم الأحد، دعا بيتي العمدة آدمز لزيارة هذا الفرع، وقال إنه يتمنى إيجاد سبل للتعاون المشترك بين روما ونيويورك.

وعلى الرغم من إصابة آدمز بالزكام، ذكر بأنه يتمنى مواصلة العمل على خلق هذا التعاون مع نيويورك.

 

المصدر: The New York Times