icon
التغطية الحية

علماء أميركيون: كورونا يهاجم الدماغ والأعصاب أيضاً

2020.04.19 | 14:04 دمشق

kwrwna_yhaj_aldmagh.jpg
كورونا يهاجم حتى الجهاز العصبي للمُصاب به (رويترز)
 تلفزيون سوريا ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

أكّد مجموعة مِن العلماء والأطباء الأميركيين إمكانية تأثير فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) على الدماغ والجهاز العصبي أيضاً، وليس فقط على الجهاز التنفسي للمصابين به.

وحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، فإن الأطباء الذين يعالجون مرضى كورونا في ولاية نيويورك، لاحظوا بشكل متزايد أنه مع الحمى والسعال وضيق التنفس تَظهر أعراض أخرى، إذ يبدي بعض المرضى ارتباكاً لـ درجة أنهم لا يعرفون أين هم وفي أي سنة،

وأضاف الأطباء، أن عدم القدرة على تحديد المكان والزمان يرتبط في بعض الأحيان بنقص الأوكسجين في الدم، ولكن لدى بعض المرضى المصابين بفيروس كورونا، يبدو أن مستوى الارتباك غير متناسب مع مستوى الالتهاب في الرئتين.

وقالت جنيفر فرونتيرا - اختصاصية الأعصاب في مستشفى جامعة "لانغون" في بلدة بروكلين بولاية نيويورك - إن هذا يطرح سؤالاً بشأن مدى تأثير فيروس كورونا المستجد على الدماغ والجهاز العصبي.


بعض الدراسات بدأت بوصف الظاهرة

أكّد تقرير لـ أطباء أميركيين في مجلة جمعية الطب الأميركية (جاما)، الأسبوع الفائت، أن 36% مِن 214 مريضاً صينياً ظهرت عليهم أعراض عصبيّة تراوحت بين فقدان حاسة الشم وآلام الأعصاب وحتى الإصابة بنوبات وسكتات دماغية.

وفي مجلة "نيو إنغلند جورنال أوف مديسين" الطبية الأميركية المرموقة، أفاد أطباء فرنسيون في "ستراسبورغ" أن أكثر مِن نصف مرضى وحدة العناية المركزة البالغ عددهم 58 مريضاً كانوا مرتبكين أو مضطربين، وكشفت صور الدماغ عن التهاب محتمل لديهم.

وقال س. أندرو جوزيفسون - رئيس قسم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا بولاية سان فرانسيسكو الأميركية - إن "الجميع يقولون إنها مشكلة تتعلق بالتنفس، لكنها تؤثر أيضاً على شيء ثمين جداً بالنسبة لنا وهو الدماغ"، مضيفاً "إذا شعرت بالارتباك، وواجهت مشكلة في التفكير، فهذه أسباب وجيهة لرؤية الطبيب. ... إن الفكرة القديمة التي تقول إن علينا أن نذهب فقط عندما نشعر بضيق شديد، لم تعد صائبة".

الفيروسات والدماغ

إن تأثير فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) على الدماغ والجهاز العصبي ليس أمراً مفاجئاً بالنسبة لـ عددٍ من العلماء، إذ لوحظ هذا الارتباط مع فيروسات أخرى، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة (الإيدز).

وقال ميشيل توليدانو - طبيب الأعصاب في مستشفى مايو كلينيك في ولاية مينيسوتا الأميركية - إن الفيروسات يمكن أن تؤثر على الدماغ بطريقتين رئيسيتين: الأولى عن طريق إثارة استجابة مناعية غير طبيعية تسمى (عاصفة السيتوكين)، والتي تسبب التهاباً في الدماغ يُسمى التهاب الدماغ المناعي الذاتي. والثانية عن طريق العدوى المباشرة للدماغ أو ما يسمى التهاب الدماغ الفيروسي. الدماغ محمي بما يسمى الحاجز الدموي الدماغي ويقوم دوره على منع تسلل مواد ضارة إليه، ولكن هذا الحاجز يمكن اختراقه.

كذلك، يطرح البعض فرضية أن الأنف يمكن أن يكون المسار الذي يوصل إلى الدماغ، لأن فقدان حاسة الشم شائع لدى عدد كبير من مرضى "كوفيد-19"، ولكن لم يتم التحقق من ذلك، كما أن العديد من المرضى الذين يفقدون حاسة الشم ليست لديهم مشكلات عصبية مقلقة.

أبحاث دولية لـ كشف اللغز

تشارك "جينيفر فرونتيرا" - التي تدرِّس في كلية الطب بجامعة نيويورك - في مشروع أبحاث دولي يهدف إلى جمع معايير معينة بخصوص هذا الأمر، وحسب المعلومات التي تم تجميعها حتى الآن، فقد تم إحصاء عدد من الحالات المثيرة للانتباه، تتمثل في نوبات لدى مرضى مصابين بـ"كوفيد-19"، لم يسبق أن أصيبوا بها قبل المرض، كما لاحظ الباحثون نزيفاً دماغياً دقيقاً وُصف بأنه من نوع “جديد”.

ويريد الباحثون أخذ عينة مِن السائل الدماغي النخاعي مِن رجل خمسيني أصيب بالتهاب شديد في المادة البيضاء بالدماغ. لكن أخذ مثل هذه العينات، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، يصعب إجراؤه على مرضى يستخدمون جهاز التنفس الصناعي، كما أنه لا يتسنى للباحثين تكوين فكرة مستوفاة عن الضرر العصبي، بحكم أن غالبية هؤلاء المرضى يقضون نحبهم، في المقابل، ينتهي الأمر بمن ينجون مِن الموت إلى استشارة أطباء الأعصاب.

"روهان أرورا" - طبيب الأعصاب في مستشفى لونغ آيلاند جويش فورست هيلز - قال لـ"فرانس برس" إنه "يرى الكثير مِن المرضى في حالة مضطربة”، مضيفاً أن الأمر يعني 40% من الناجين من الفيروس.

ومن غير المعروف ما إذا كانت هذه الاضطرابات دائمة، إن إدخال المريض غرفة الإنعاش هو في حد ذاته مسبب للارتباك، ولاسيما بسبب الأدوية التي تعطى له، إلّا أن طبيب الأعصاب يلاحظ أن العودة إلى الوضع الطبيعي بالنسبة لـ مرضى "كوفيد-19" تستغرق على ما يبدو وقتاً أطول مِن أولئك الذين نجوا مِن نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

وحتى ظهر الأحد، تجاوز عدد مصابي كورونا حول العالم مليونين و345 ألفا، توفي منهم أكثر من 161 ألفا، في حين تعافى ما يزيد على 600 ألف، حسب موقع "وورلد ميتر" المتخصص في رصد أعداد ضحايا الجائحة.

كلمات مفتاحية