icon
التغطية الحية

طبيب سوري يهزم فيروس كورونا.. هذه قصته

2020.03.28 | 15:30 دمشق

thumbs_b_c_462fa8fffe86f7ce961907b161de1c98.jpg
فيروس كورونا "كوفيد - 19" (الأناضول)
 تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

أوقف فيروس كورونا الحياة في معظم دول العالم، وتحول خلال وقت قصير إلى خطر يهدد حياة الملايين، وتشير التقارير الطبية إلى أن الفيروس لا يستثني أحدا شبابا أم كبارا في السن، ورغم زيادة أعداد المصابين والضحايا في كل مكان، إلا أن الصورة السوداء التي رسمها الفيروس للعالم مؤخرا يتخللها مساحات ملونة تؤكدها قصص من هزموا فيروس كورونا بعد الإصابة به.

أماكن الازدحام تنقل العدوى

يروي الطبيب السوري محمد "اسم مستعار بناء على طلبه" لـ موقع تلفزيون سوريا قصة إصابته بـ فيروس كورونا "كوفيد – 19" خلال زيارته إلى مدينة إسطنبول، خلال الشهر الجاري ويقول"كنت في زيارة لأسرتي التي تقيم في إسطنبول، وكان سفري مقررا منتصف آذار الجاري، ومن المعلوم أنّ السعودية حيث أقيم لم تسجل أي إصابة كما لم يكن هناك حالات مسجلة تركيا، ولكن لا يعني ذلك أن كلا البلدين خال من أي إصابة، لأن الفيروسات لديها فترة حضانة وكذلك معلوم أن الأعراض يمكن أن تكون خفية خاصة في الأمراض حديثة الظهور بسبب عدم اكتمال المعلومات عنها" .

بعد تسجيل إصابات بالفيروس في تركيا قرر الطبيب السوري مغادرة إسطنبول و توجه إلى مطار المدينة في 11 من آذار، ويتابع "في مطار إسطنبول كانت الإجراءات الاحترازية مكثفة تلافيًا لانتشار الوباء، وصلت بعيد منتصف الليل إلى السعودية وحجزت تذكرة للمدينة التي أعيش فيها ".

ويشير إلى أن بعض البيئات تسهم بانتشار الأمراض مثل المطارات لازدحامها الشديد والتقارب بين المسافرين، الذين يأتون من دول متعددة والبعض يقضي ساعات طويلة متنقلا داخل المطار ويكفي شخص مصاب لأن يحدث كارثة.

ظهور أعراض كورونا

بعد ثلاثة أيام من وصول محمد إلى بيته بدأ يشعر بإنهاك وتعب لأي مجهود يبذله، ويضيف "وبما أنني اعتدت ممارسة الرياضة بانتظام وأهتم بنوعية غذائي، عزوت الأمر بداية لإرهاق السفر وطول الفترة التي قضيتها بين نقطة الانطلاق والوصول حيث تجاوزت مع الانتظارات حوالي ثلاثين ساعة" .

ويستطرد "لكن ارتفاع درجة الحرارة غير المبرر بالنسبة لي ثم السعال الذي بات يباغتني أثناء الكلام أثار انتباهي، فأجريت بداية فحص دموي بسيط هو تعداد الدم العام فكانت اللمفاويات مرتفعة وهي تشير لإصابة فيروسية غالبا، لذلك إجريت الفحص للتأكد من الإصابة فكانت إيجابية، لذلك سارعت لإجراء الحجر الطبي الاختياري وأخذ العلاج اللازم ".

ويلفت إلى أنه "في الحالات غير المختلطة وعند من لا يعاني من مشكلات تنفسية أو قلبية أو مرض السكري ، فهو لايحتاج لدخول المشفى وإنما مراقبة الأعراض والالتزام بالراحة والغذاء ورفع المناعة".

هزيمة الفيروس

تواصل محمد مع أطباء لديهم خبرة في حالات العدوى الفيروسية، واتبع الإجراءات  الخاصة بالعلاج، ورغم تشاركها بخطوط عامة إلا أنها تختلف حسب عمر الشخص وبنيته وشدة الأعراض لديه كما يقول.

 ويوضح "ما يتم التركيز عليه هو خافضات الحرارة ومضادات السعال، لأن السعال مجهد جداً فيتم اللجوء لاستخدام أدوية تساعد في تليين مفرزات القصبات، أما بالنسبة للعلاجات الرديفة التي تحسن الجهاز المناعي، تناولت خلال فترة الإصابة كميات جيدة من فيتامين C  ويفضل هنا الشكل الطبيعي منه وهو متوفر بالأوراق الخضراء، مثل البروكلي والليمون والفليفلة الخضراء، كنت أعتمد على ذلك بشكل كبير" .

ويشدد محمد على ضرورة التقليل من السكر الأبيض لأنه غذاء البكتيريا والخلايا الورمية لذلك يجب الاستعاضة عنه بالمحليات الطبيعية وتجنبه قدر الإمكان.

إضافة للإقلال من النشويات وتناول شاي الليمون والنعناع والزنجبيل المحلى بالعسل عدة مرات في اليوم. ويتابع "هناك بعض الأعشاب الطبيعية التي تخفف من حدة السعال ولها فعالية جيدة  مثل (الحلبة) وحب الرشاد وعشبة الزعتر، ومما يعزز المناعة تناول بعض أنواع المعادن الضرورية والفيتامينا مثل فيتامين D و فيتامين A.

ويقول محمد أنه اعتمد لمقاومة فيروس كورونا على بعض الأطعمة التقليدية مثل الزبيب (العنب المجفف) الذي يعتبر مصدرا للمعادن متل الزنك والسيلينوم التي لها دور كبير في المناعة.

ويتابع "بعد خمسة أيام تراجعت لدي الحرارة وبدأت تخف نوبات السعال، ويظهر الإجهاد والتعب عند الحركة فقط وهو في تراجع مستمر".

بعد أسبوعين أجرى محمد فحص الـ PCR وهو يتحرى الفيروس مباشرة وليس رد فعل الجسم عليه فكانت النتيجة سلبية، ما يعني أن الجسم تغلب على الفيروس وهو يستعيد عافيته.

هكذا نتجنب الفيروس

لتلافي الإصابة بفيروس كورونا يجب مراعاة العزل الاجتماعي والاهتمام بالنظافة الشخصية، واستخدام وسائل الوقاية مثل القناع الطبي والقفازات، ويلفت الطبيب السوري إلى أن الأطفال والشباب هم "حصان طروادة بالنسبة للفيروس"، قد يحملونه ويصابون به دون أعراض لكنهم ينقلونه للمسنين والمرضى ويكون سببا في فقدهم.

ويوضح أن "كورونا هو كغيره من الفيروسات، كائن غير فعال خارج الخلية ما دام لم يدخل إليها، بمعنى أن وجوده على أيدينا أو حتى على الأغشية المخاطية لا يعني أننا مرضنا، المهم أن لا يخترق خلايانا وحتى لو اخترقها فلدى كل منا جهاز مناعي بالغ التعقيد كفيل بالقضاء عليه لكن بمساعدتنا نحن".