icon
التغطية الحية

ضربة موجعة للأمن العسكري في درعا.. من هو مصطفى المسالمة "الكسم"؟

2023.08.09 | 18:56 دمشق

ءؤر
القيادي البارز في الأمن العسكري، مصطفى قاسم المسالمة، الملقب بـ "الكسم"
درعا - أيمن أبو نقطة
+A
حجم الخط
-A

قتل القيادي البارز في الأمن العسكري، مصطفى قاسم المسالمة، الملقب محليًا بـ "الكسم"، إلى جانب مرافقه، ومساعدين في الأمن العسكري، ومراسل قناة سما الفضائية الموالية للنظام، إثر عبوة ناسفة استهدفت تجمّعًا لهم في منطقة الشيّاح بدرعا البلد، اليوم الأربعاء، لتطوى قصة "الكسم" الذي تحول في الموقف من قائد مجموعة في الجيش الحر إلى أكثر قيادي في الأمن العسكري انتهاكاً في المحافظة، وبعد أن نجا من 8 محاولات اغتيال سابقة.

وقال مصدر محلي لموقع تلفزيون سوريا إن "الكسم" قُتل ومرافقه محمد رضوان المسالمة، ومساعدان من مرتبات فرع الأمن العسكري أحدهما يدعى محمد الخلف "أبو عمر" والآخر المحقق وسام محمد حمّود، بالإضافة لمراسل قناة سما الفضائية الموالية للنظام السوري فراس أحمد العقايلة المعروف بـ "فراس الأحمد".

وأصيب عدد من الأشخاص بجروح متفاوتة نقلوا على إثرها إلى المشافي، عرف منهم مصور قناة "الإخبارية السورية" أحمد المسالمة"، بالإضافة لأحد أذرع القيادي مصطفى المسالمة، يدعى "رضوان الشامي" وهو أحد منفذي عمليات الاغتيال بمدينة درعا، بحسب المصدر.

وخرج العديد من أهالي درعا البلد محتفلين بمقتل "الكسم"،  وقام بعض الشبان بتوزيع الحلوى على الأهالي ابتهاجًا بمقتله بعد سلسلة من محاولات الاغتيال التي نجا منها.

استهداف الدورية الأمنية

وقال مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا إن القيادي المسالمة كان برفقة دورية من الأمن العسكري ومراسل قناة "سما" ومصور قناة "الإخبارية السورية" في منطقة الشيّاح قرب الحدود الأردنية لإجراء عمليات تصوير في المنطقة، حيث تبع انفجار العبوة الناسفة إطلاق نار من قبل مجهولين مستهدفين السيارة التي كان يستقلها "الكسم"

وشهد كل من مشفى الرحمة الخاص بدرعا المحطة، بالإضافة لمشفى درعا الوطني استنفاراً كبيراً لقوات النظام وضباطه ومجموعة  "الكسم" بعد دخول سيارات إسعاف تنقل القتلى والجرحى، بحسب المصدر.

"الإخبارية السورية" الموالية للنظام قالت إن دورية "الأمن العسكري" كانت تعمل على إحباط تهريب شحنة مخدرات إلى الأراضي الأردنية، في حين نفت مصادر محلية بدرعا ما تداولته "الإخبارية" وأكدت أن الدورية اقتحمت الشيّاح صباحاً وأطلقت النار بشكل عشوائي وروّعت أهالي المنطقة.

عملية الاستهداف الأخيرة للكسم تُعد التاسعة بعد سلسلة من  محاولات الاغتيال طالته في مدينة درعا منذ سيطرة النظام السوري على المحافظة في تموز 2018، بعض المحاولات أسفرت عن مقتل مرافقيه وأشقائه وإصابة آخرين من عناصر مجموعته.

قيادي معارض يستبعد وقوف النظام خلف استهداف "الكسم"

القيادي في فصائل المعارضة، براء الزعبي، قال لتلفزيون سوريا إن مجموعة الكسم شاركت في حصار أهالي مدينة طفس الشهر الفائت واستخدمت مضادات أرضية في استهداف منازل المدنيين، كما شاركت إلى جانب قوات النظام بتدمير منازل لمدنيين في الأحياء الجنوبية للمدينة.

من جهته، استبعد "الزعبي" وقوف النظام السوري خلف عملية اغتيال الكسم ومرافقيه، لكون النظام لا زال يعتمد عليه بتنفيذ عمليات اغتيال واعتقال بحق المعارضين في محافظة درعا، مؤكداً أن "الكسم" هدف مباشر لعناصر المعارضة في المنطقة.

ولم تتبنَ أي جهة مسؤوليتها عن استهداف "الكسم" والدورية الأمنية المرافقة له حتى ساعة إعداد التقريرـ إلا أن الضربة الأخيرة تُعد موجعة بشكل كبير بالنسبة لفرع الأمن العسكري، إذ يشكّل مقتل "الكسم" تحوّلاً كبيراً في سياق الأحداث جنوبي سوريا.

وفي الـ 2 من آب الجاري أقدم شبان على تفجير منزل "الكسم" في منطقة الشيّاح بدرعا وذلك رداً على الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيا التابعة له ضد المدنيين في الشيّاح قبلها بأيّام.

وفي الـ 28 من تمّوز الفائت اقتحمت دورية تابعة للأمن العسكري يرأسها الملازم عامر، برفقة ميليشيات محلية يتزعمها كل من مصطفى المسالمة وعماد أبو زريق، منطقة الشيّاح وداهمت منازل مدنيين من عشيرتي عياش والمساعيد واعتقلت 5 أشخاص وسرقت الكثير من الممتلكات الخاصة بالمدنيين كالأموال وصاغة الذهب والدراجات النارية والسيارات ورؤوس الماشية وغير ذلك من المواد العينية.

وسائل إعلام موالية للنظام قالت حينذاك إن جيش النظام بدأ حملة تمشيط واسعة على طول الشريط الحدودي مع الأردن لملاحقة تجار ومهربي المخدرات في المنطقة.

لكنّ مصادر محلية بدرعا البلد قالت لموقع "تجمع أحرار حوران" المحلي إن هدف النظام من الحملة على منطقة الشيّاح محاولة إفراغها من الأهالي وإجبارهم على الخروج منها بهدف تسهيل نشاط تهريب المخدرات إلى الأراضي الأردنية.

مقتل محقق في "الأمن العسكري"

في عملية الاستهداف الأخيرة، قُتل المساعد في الأمن العسكري، وسام محمد حمّود، المنحدر من محافظة طرطوس، وهو محقق قديم في ذات الفرع، وشغل مسؤولاً سابقاً للدراسات في مدينة داعل.

 

يسب


في شهادة خاصّة حصل عليها موقع "تلفزيون سوريا" من الشاب "محمد الزعبي" (22 عامًا) قال إنه اعتُقل على حاجز عسكري للنظام عام 2017 عندما كان بعمر 16 عاماً، ونقل إلى مبنى الأمن العسكري ليلتقي هناك بالمحقق وسام حمّود، سيئ الصيت والمعاملة مع المعتقلين بحسب وصفه.

ويقول الزعبي رغم أنه اعتُقل تحت السن القانونية، إلّا أنه لم يفلت من التعذيب على يد المحقق "حمّود" الذي يتلذذ بتعذيب الشباب داخل مبنى الأمن العسكري، سيئ الصيت في درعا.

وإلى جانب عمل حمّود في التحقيق مع المعتقلين، فهو يعمل كصلة وصل بين "الأمن العسكري" من جهة، والقياديين المحليين المرتبطين بذات الفرع، من خلال تسيير الدوريات الأمنية والتنسيق للاجتماعات مع ضباط الفرع والعمل على اغتيال شخصيات معارضة في المحافظة، بحسب مصدر قيادي سابق في فصائل المعارضة لموقع تلفزيون سوريا.

وقتل إلى جانب حمّود المساعد في الأمن العسكري "محمد الخلف" المنحدر من منطقة الضمير في ريف دمشق.

من هو "مصطفى المسالمة - الكسم "؟

ينحدر مصطفى قاسم المسالمة، الملقب بالكسم، من درعا البلد، وهو من مواليد عام 1993، انشق عن النظام عام 2012 بعد تلقيه تهديدات من أقاربه عندما كان عسكرياً في جيش النظام على حاجز في محافظة حمص.



في عام 2014 شكّل "الكسم" كتيبة "أحفاد خالد بن الوليد" التابعة للمعارضة آنذاك، واستمر في عمله ضمن صفوف المعارضة حتى تموز 2018 عندها انضم لفرع الأمن العسكري وحظي هناك بمكانة وثقة كبيرة لدى ضباطه الذين عملوا على تأسيس ميليشيا محلية يرأسها الكسم في مدينة درعا.

بحسب شهادات حصل عليها موقع "تلفزيون سوريا" من ناشطين إعلاميين بدرعا، قالوا إن "الكسم" كشف للنظام عن مخابئ الأسلحة التابعة للمعارضة، وساهم بتسليم مطلوبين معارضين للنظام، كان أبرزهم القائد الميداني في فصيل "تجمّع ألوية العمري" فارس أديب البيدر، المنحدر من منطقة اللجاة، والقيادي السابق في المعارضة "محمود موسى السرحان" المنحدر من مخيم درعا.

وتشير الشهادات إلى أن فرع الأمن العسكري زوّد ميليشيا "الكسم" بمضادات أرضية وأسلحة خفيفة ومتوسطة، وخصص دعماً مالياً ولوجستياً لعناصر الميليشيا التي وصل تعدادها لأكثر من 100 عنصر، إضافة لتقديم تسهيلات كبيرة كالبطاقات الأمنية التي تتيح لعناصر الميليشيا التنقل بسهولة على حواجز النظام العسكرية.

وتضطلع الميليشيا بعمليات خطف وسرقة وسطو بحق مدنيين وآخرين معارضين للنظام في مدينة درعا وريفها، لا سيما تنفيذ مداهمات واعتقالات في عدد من المناطق، مثل بلدات عتمان، اليادودة، داعل، أم المياذن، الشيّاح، ودرعا المحطة.

تتخذ ميليشيا الكسم من حي المنشية موقعاً رئيسياً لها، بالإضافة لعدد من الأبنية السكنية قرب دوار البانوراما بدرعا المحطة.

وحصل موقع تلفزيون سوريا على صور تظهر مشاركة ميليشيا "الكسم" في حصار أحياء درعا البلد عام 2021، ومدينة طفس في شهر تمّوز الفائت، وقام عناصر الميليشيا باستهداف السهول الجنوبية لطفس بالمضادات الأرضية.

وأظهرت صورة متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عناصر من ميليشيا الكسم عند قبر القيادي السابق في فصائل المعارضة “خلدون بديوي الزعبي” الذي قُتل بعملية اغتيال في منطقة المفطرة على الطريق الواصل بين بلدة اليادودة وحي الضاحية في 25 آب 2022.

ولا تحظى مجموعة الكسم بأي قبول لدى أهالي وسكان محافظة درعا، نتيجة لسلسلة كبيرة من الانتهاكات التي تمارسها بحق المدنيين وفرض الإتاوات لصالح ضباط النظام السوري.

إذ حاولت الميليشيا المشاركة في معارك أطلقها قياديون سابقون في فصائل المعارضة ضد تنظيم الدولة "داعش" في حي طريق السد بدرعا، عام 2022، لكنّ ذلك قوبل بالرفض من قادة المجموعات المحلية، الذين اعتبروا "الكسم" أحد أركان النظام الذين ينفذون تعليمات وأوامر استخبارات النظام.

وفي آذار الماضي أدرج اسم "الكسم" على لوائح العقوبات الغربية لعمله في تهريب وتجارة المخدرات، غير أنّ ذلك لم يحد من نشاطه في مجال التهريب.

وذكر حينذاك أن الكسم يتزعم ميليشيا محلية تتلقى دعمها بشكل مباشر من شعبة المخابرات العسكرية في سوريا، وتعمل في تجارة وتهريب المخدرات من درعا إلى المملكة الأردنية.

ومنذ عقد اتفاقية التسوية في تموز 2018 جنّد نظام الأسد العديد من المجموعات المحلية من أبناء محافظة درعا وسلّمها السلاح والبطاقات الأمنية بهدف القيام بأعمال أمنية لاغتيال القياديين والعناصر السابقين في فصائل الثوار، وراح ضحية ذلك العشرات من أبناء المنطقة الذين فضلوا البقاء في المنطقة وعدم الانضمام لقوات النظام.