icon
التغطية الحية

صراع السلطة في السودان.. الأزمة بين قوات الدعم السريع والجيش

2023.04.16 | 12:27 دمشق

محمد حمدان دقلو "حميدتي" وعبد الفتاح البرهان (إنترنت)
محمد حمدان دقلو "حميدتي" وعبد الفتاح البرهان (إنترنت)
إسطنبول - خالد حمزة
+A
حجم الخط
-A

يشهد السودان صراعاً بين الجيش السوداني وعلى رأسه الجنرال عبد الفتاح البرهان وبين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، حيث تمتد هذه الأزمة منذ الانقلاب العسكري عام 2021 وما تبعه من سيطرة المجلس السيادي الانتقالي بقيادة البرهان ونائبه حميدتي على مقاليد الحكم في البلاد ولاحقاً الخلاف على دمج القوات في الجيش ومن سيتولى قيادة المؤسسة العسكرية.

ومنذ صباح السبت، تشهد عدة مدن سودانية بما فيها العاصمة الخرطوم اشتباكات عنيفة بمختلف الأسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خلّفت عشرات القتلى ومئات الجرحى بينهم مدنيون وعسكريون، بالتزامن مع مطالبات دولية بوقف فوري للقتال والجلوس للبحث عن مخرج للتهدئة.

وأعلنت قوات الدعم السريع في بيان رسمي، أنها سيطرت على القصر الجمهوري ومقر سكن قائد الجيش ومطار الخرطوم الدولي بالعاصمة وقاعدة مروي العسكرية شمالي البلاد، الأنباء التي نفاها الجيش السوداني مشيراً إلى أنه ما يزال يسيطر على جميع القواعد والمطارات.

ما هي قوات الدعم السريع؟

قوات الدعم السريع أسسها الرئيس السابق عمر البشير، وكانت عبارة عن ميليشيات تحمل اسم جنجويد، وكان الهدف المعلن لها وقتئذ دعم الجيش السوداني في حربه بإقليم دارفور غربي البلاد.

و"الجنجويد" وهو مصطلح مركب يتألف من مقطعين يعني الجني الذي يركب جواداً أو الجني الذي يحمل رشاش "جيم 3".

واتُهمت قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات ومجازر بحق السكان المدنيين في الحروب التي شاركت فيها بقيادة الرئيس السابق عمر البشير ضد الحركات المسلحة في دارفور.

وبعد حسم المعارك في المنطقة، ضُمّت هذه القوات عام 2013 إلى استخبارات حرس الحدود السوداني التابع للجيش تحت اسم قوات الدعم السريع، ولاحقاً وضعت تحت تبعية الحكومة السودانية بإمرة جهاز الأمن والمخابرات، وفي عام 2016 باتت تتبع لرئاسة الجمهورية. ويبلغ تعدادها نحو 100 ألف عنصر منتشر في مختلف المناطق وفقاً للتقديرات.

وفي عام 2017، حصل قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" على رتبة عسكرية رسمية استناداً إلى قانون أقره البرلمان.

وظلت هذه القوات مقربة من البشير حتى بدء الانتفاضة الشعبية في السودان عام 2018 حيث رفض قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي" طلباً بقمع المتظاهرين، لتنضم قيادة القوات إلى اللجنة الأمنية التي قررت الرضوخ إلى طلب المتظاهرين وخلع البشير. لكنها عادت في مرحلة لاحقة للمشاركة في فض اعتصام القيادة بالمشاركة مع قوات أخرى فاتهمت بقتل المتظاهرين.

نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم محمد حمدان دقلو (حميدتي) مع عناصر من "الدعم السريع" (رويترز)
نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الحاكم محمد حمدان دقلو (حميدتي) مع عناصر من "الدعم السريع" (رويترز)

بوادر الأزمة بين قوات الدعم والجيش السوداني

بعد إسقاط عمر البشير عام 2019، تشكلت حكومة مشتركة من المدنيين والعسكريين، لكنها أسقطت لاحقاً بعد انقلاب عسكري آخر شاركت فيه قوات الدعم السريع في تشرين الأول 2021، معطلاً بذلك جهود الانتقال إلى إجراء انتخابات، ليتولى الفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش رئاسة المجلس السيادي الانتقالي بمشاركة حميدتي في منصب نائب المجلس.

وبدأت الخلافات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني بالظهور بالتزامن مع الحديث عن ملف الإصلاح الأمني والعسكري فكانت هذه الخلافات السبب في عرقلة التوصل إلى اتفاق نهائي يحسم الفترة الانتقالية التي تعيشها البلاد منذ خلع البشير، إلا أن الخلاف الأكبر كان حول دمج قوات الدعم السريع بالجيش ومن سيقود المؤسسة العسكرية.

وخلال الفترة الماضية، تصاعد التوتر بين البرهان وحميدتي وأعلن الأخير في 19 كانون الأول الماضي، أن انقلاب العسكر على الحكومة الانتقالية عام 2021، كان خاطئاً ومدخلاً لعودة النظام السابق.

وأضاف في مؤتمر صحفي أنه تبين منذ اليوم الأول للانقلاب، بأنه لن يكون مخرجا من الاحتقان السياسي، مشيرا إلى أنه لم يتردد عن العودة عن الانقلاب والرجوع إلى الصواب.

وجاءت تصريحات حميدتي مع  انسداد الرؤى بشأن الجدول الزمني للانتقال إلى حكم مدني بموجب الاتفاق الإطاري الموقع نهاية العام الماضي وتعثر التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين مرتين منذ مطلع الشهر الجاري.

وكان الاتفاق الجديد الذي لم يوقع، يهدف إلى إحياء عملية الانتقال الديموقراطي في السودان إلا أن الخلاف حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش عطل الاجتماع بحسب وكالة فرانس برس.

تحركات عسكرية واشتباكات تخلف ضحايا

وفي الأيام القليلة الماضية ازداد التوتر بين قوات الدعم السريع والجيش ولجأ كل طرف إلى تعزيز مواقعه العسكرية في العاصمة.

وقالت وكالة رويترز، نقلاً عن مصادر عسكرية إن قوات الدعم السريع بدأت، الجمعة، في إعادة نشر وحدات في الخرطوم ونقل قوات أخرى بالقرب من مطار عسكري بمدينة مروي في شمال البلاد.

بينما اعتبر الجيش أن خطوات قوات الدعم السريع الأخيرة اتُخذت دون موافقته، بينما نفت قوات الدعم صحة ما نسب إليها من تحركات.

واندلعت منذ صباح أمس السبت اشتباكات عنيفة بين قوات الدعم السريع والجيش، في عدة مدن سودانية بينها العاصمة الخرطوم، بمختلف الأسلحة بالتزامن مع مطالبات دولية بوقف فوري للقتال والجلوس للبحث عن مخرج للتهدئة.

وأعلنت قوات الدعم السريع في بيان رسمي، أنها سيطرت على القصر الجمهوري ومقر سكن قائد الجيش ومطار الخرطوم الدولي بالعاصمة وقاعدة مروي العسكرية شمالي البلاد، الأنباء التي نفاها الجيش السوداني مشيراً إلى أنه ما يزال يسيطر على جميع القواعد والمطارات.

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية، في بيان، إن الاشتباكات أودت بحياة 56 مدنيا وأصابت 595، بينهم عسكريون، ومنهم عشرات الحالات الحرجة، بحسب إحصائية أولية نظراً لاستمرار الاشتباكات حتى اللحظة.