icon
التغطية الحية

صدور رواية "الحي الشرقي" للكاتب والروائي السوري منصور المنصور

2021.08.21 | 20:54 دمشق

alhy_alshrqy-_tlfzywn_swrya.png
إسطنبول ـ تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

"الحي الشرقي" رواية للكاتب والروائي السوري منصور المنصور صدرت أخيراً عن دار "مرايا للنشر والتوزيع".

تناقش الرواية التي جاءت في 148 صفحة من القطع المتوسط، هواجس وإشكالات المواطنة والتهجير والاندماج والتعايش والثقافة والهوية، بالإضافة إلى العلاقات العاطفية بالطبع وما يترتب عليها من انفعالات حسّية ونفسية. كل تلك الجوانب تناولها المنصور بلغة سردية شيّقة وسكب فيها ما تيسّر من ذاكرته وانفعالاته وأفكاره وعواطفه عبر 14 فصلاً، أو 14 "ورقة" بحسب ما أطلق عليها.

اقتباس من الرواية.. "الورقة الثالثة"

"في الجامعة تعرفت على الكثير من الطلاب، إلا أني اتخذت لنفسي أربعة منهم كاصدقاء، كاظم السامرائي من العراق وصديقته انيتا جانسون، اللذان ارتبطا بعلاقة سامبو، يضاف اليهما فيكتوريا راندكفيست وصديقها جوان اريكسون. كانت لهم اهتمامات ثقافية مشتركة، إذ أن عائلات هؤلاء الأصدقاء من الشريحة المثقفة، والمهتمين بالحياة الثقافية، سينما ومسرح وفن تشكيلي وقراءة الكتب وخاصة الروايات والشعر.

كانت المرحلة الجامعية بالنسبة لي مرحلة تحول جذرية في حياتي، غيرت اهتماماتي وأصدقائي وطريقة تفكيري. أصبحت علاقتي بالحي وبالمجتمع الصغير واهية. انتهت صداقاتي مع جميع أصدقاء الطفولة والمراهقة، ولم أعد أتواجد هناك إلا نادرا. كنت أخرج صباحا لأعود في الليل لأنام ثم استيقظ صباحا وهكذا. لقد كانت مرحلة ممتعة. مصدرهذه المتعة هو الحرية التي حصلت عليها، فقد تجاوزت الثامنة عشر وبهذا أصبحت أمام القانون بالغا راشدا، يمنع على الاخرين التدخل في شؤون حياتي الخاصة. هذا الشعور، أن القانون أصبح إلى جانبي، منحني قوة نفسية واجتماعية لأجل أن أقف ضد العرف الاجتماعي السائد في مجتمعنا الصغير في الحي. لذلك شعرت أن عين الرقيب، جدي وابي وامي والمجتمع عموما، قد ضعفت إلى حد بعيد. يضاف إلى ذلك الأصدقاء الاربعة الذين تعرفت عليهم. فلقد كنت محظوظا بهم، لأن اهتماماتهم الثقافية جعلتني أرى الحياة من منظور مختلف، جعلتني أتحرر من أميتي الثقافية. فقبل معرفتي بهم لم أكن قد قرأت ولو كتابا واحدا أو رواية واحدة. كنت أفهم أن السينما أن اذهب مع صاحبتي لأقبلها في العتمة ونأكل البوشار ونشاهد أفلام الأكشن الأمريكية الرديئة. أما المسرح فقد كان مملا وعبارة عن اشخاص يصرخون فقط. أما معهم فقد تغير كل شيء. ربما كانت تلك الإهتمامات سببا مهما خلف صداقتنا التي استمرت بعد المرحلة الجامعية. لقد بقينا على تواصل حتى بعد تخرجنا من الجامعة. حصلت على عمل، واستأجرت شقة بعيدة عن الحي، ولم أزر الحي سوى بضع مرات خلال عامين. اقتصرت صداقاتي على الاربعة. كنا نلتقي كل يوم سبت، لذلك أطلقنا على المجموعة اسم "مجموعة يوم السبت ". أحببت هذه المجموعة وأحببت يوم السبت وكنت أنتظره بشوق. شعرت أنني أنتمي إليهم لأنني أحست أن لي قيمة، لأنهم يصغون الي ويناقشوني ويحترمون وجهة نظري سواء كانوا يتفقون معي أم يختلفون. كنا نلتقي كمجموعة عند الساعة الخامسة مساء، وقت الشتاء، والسادسة أو السابعة في الربيع والخريف، أما الصيف فلا نلتقي لأن كل منا لديه خطة لقضاء عطلة الصيف مع عائلته في السويد أو خارج السويد. مع النبيذ والبيرة والطعام تبدأ السهرة بشكل عفوي بأحاديث متفرقة من هنا وهناك، ثم نتحدث عن النشاطات الثقافية الراهنة التي تجري في المدينة وفي السويد عموما. أحيانا يتفرع الحديث ليتناول حياة الكاتب أو الفنان المعني بهذا الأمر. ثم ينتقل الحديث إلى مناقشة كتاب أو رواية قرأه أحد الأصدقاء خلال الإسبوع المنصرم".

منصور المنصور

قاص وكاتب سيناريو وروائي سوري، اعتقل في ثمانينيات القرن الماضي على خلفية نشاطه السياسي وأمضى 7 سنوات قبل أن يخرج من سجن صيدنايا. وهناك، في السجن، كتب منصور القصة القصيرة.

شارك في الحراك السوري منذ الأيام الأولى للثورة، ثم هرب إلى لبنان بعد تعرضه للملاحقة الأمنية. وغادر لبنان أيضاً لينتهي به المطاف لاجئاً في السويد.

كتب منصور قبل "الحي الشرقي" ثلاث روايات ترجمت إلى السويدية. الأولى تحت عنوان "السجين رقم 10000" والثانية "الطريق الى المقبرة" اللتين نالتا نجاحًا ملحوظًا، والثالثة بعنوان "ليس كما كان".