icon
التغطية الحية

صحيفة أميركية: واشنطن تخشى من عواقب تورطها في الحرب الإسرائيلية على غزة

2023.10.13 | 17:20 دمشق

غزة تحت النار
The Wall Street Journal - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

في الوقت الذي تدك فيه إسرائيل غزة بغارات انتقامية عقب هجمات حماس التي نفذت خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، يفكر المسؤولون في إدارة بايدن بروية فيما يمكن أن يدفع الجيش الأميركي للتدخل بما ينذر بالتحول إلى نزاع إقليمي واسع.

طار وزير الخارجية الأميركي، أنطوني بلينكن، إلى إسرائيل يوم الأربعاء الماضي لينفذ مهمة ذات شقين، هدفها إظهار الدعم الأميركي لإسرائيل وحشد الحلفاء في المنطقة وتشجيعهم للضغط على حماس حتى تطلق سراح الرهائن الذين أسرهم مقاتلوها خلال الهجمات، إذ يعتقد بأن هنالك عددا لم يحدد بشكل نهائي بعد من الأميركيين بين العشرات من الرهائن الذين أسرتهم حماس في هجومها الذي قتل فيه زهاء 1200 إسرائيلي و 22 أميركياً، بعضهم يحملون جنسيتين.

ردع حزب الله 

في الوقت الذي تبحث فيه الإدارة الأميركية عن تحقيق تقدم دبلوماسي لإنهاء القتال ولتأمين ممر آمن للمدنيين في غزة، تمزج الدبلوماسية باستعراض العضلات على المستوى العسكري، في محاولة لمنع انتشار النزاع وتوسعه، وبالتالي منع تورط الولايات المتحدة بشكل أكبر فيه. فقد وصلت البارجة يو إس إس جيرالد ر. فورد وهي حاملة للطائرات من بين حاملتين نشرتهما الولايات المتحدة في المنطقة، إلى البحر المتوسط بالقرب من إسرائيل خلال هذا الأسبوع بحسب ما أعلنه المسؤولون، وذلك لردع حزب الله في لبنان وغيره من العناصر الفاعلة التي تتسم بالعقلية نفسها، ولمنعهم من الانضمام لهذا النزاع.

وفي مؤتمر صحفي عقد يوم الأربعاء، قال جون كيربي الناطق الرسمي باسم مجلس الأمن القومي الأميركي: "لا نريد رؤية هذا النزاع وهو يتوسع أكثر مما كان عليه في السابق، فإسرائيل تركز على حماس وهذا من حقها، إلا أن فتح جبهات أخرى معها سيؤدي إلى ظهور سيناريو سيئ كما هو واضح".

من بين السيناريوهات المطروحة والتي يمكن أن تؤدي إلى إطلاق العنان للقوة النارية الأميركية، احتمال قيام اجتياح واسع النطاق في الشمال على يد مقاتلي حزب الله المدعوم إيرانياً، وذلك بحسب ما أعلنه مسؤولون أميركيون خلال هذا الأسبوع. إذ حتى الآن، تبادل حزب الله إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية كان بشكل متقطع ، بيد أن تنسيق الهجوم لا بد أن يمثل ضغطاً على الجيش الإسرائيلي، ويهدد قدرته في التركيز على ما يتوقع كثيرون أن يتحول إلى معركة برية طاحنة هدفها تطهير غزة من حماس. كما يمكن لاشتباكات أخرى بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية حيث تصاعد التوتر بعد توسع إسرائيل في بناء المستوطنات، أن يزيد من الضريبة التي سيتحملها الجيش الإسرائيلي.

الأميركيون في فلسطين

قد تحتاج عملية إخراج المواطنين الأميركيين من إسرائيل أو غزة إلى دعم عسكري أميركي، بسبب الخطورة التي تكتنف العمليات من هذا القبيل، كما أن الإدارة الأميركية لا تستبعد تقديم المساعدة في عمليات الإنقاذ التي تسعى لتحرير الرهائن.

يقدر عدد المواطنين الأميركيين الذين يعيشون في غزة بنحو 500 إلى 600، وبعضهم يبحث عن مخرج آمن، وذلك يشمل الخروج عبر الحدود مع مصر، وبحسب ما أورده مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية.

أعلنت الإدارة الأميركية أنها لا تعتزم إرسال قوات برية أميركية إلى إسرائيل أو غزة لدعم جهود الحرب، إذ ذكر كيربي يوم الأربعاء الماضي أن الإدارة لم تتخذ أي قرار بشأن تقديم المساعدة بهدف تحرير الأسرى، وأشار إلى عدم وجود أي معلومات موثوقة بشأن وضعهم الصحي أو المكان الذي يحتجزون فيه.

لا حرب أبدية يخوضها الجيش الأميركي بعد اليوم

على الرغم من أن هدف التدخل الأميركي هو منع توسع النزاع، إلا أن التدخل يتهدده خطر جر الولايات المتحدة إلى نزاع دموي آخر قد يمتد لفترة طويلة، على الرغم من تعهد بايدن في بداية ولايته بتجنب أي حروب أبدية مستقبلاً، كتلك الحروب التي خاضها الجيش الأميركي في العراق وأفغانستان، ولكن في الوقت الذي يتحدث فيه بايدن وكبار مسؤوليه عن الالتزام الأميركي بإسرائيل، ترفض الإدارة الأميركية المخاطرة بموارد إضافية وأرواح بشرية أخرى في نزاع جديد.

اكتسب بايدن خبرة أولية في أخطار التورط الأميركي في الوضع الأمني بالشرق الأوسط، وذلك عندما كان نائباً للرئيس، إذ حينئذ أصبح أحد من عارضوا في واشنطن القرار الذي يقضي بشن غارات جوية على سوريا والعراق وتقديم الدعم للقوات العراقية التي دمرتها معركة خاطفة الخاطفة نفذها تنظيم الدولة في عام 2014. وحتى ذلك الحين، كانت الإدارة الأميركية التي يترأسها أوباما قد قلصت وجودها العسكري في العراق.

ثمة أمر آخر قد يكون مقلقاً لإدارة بايدن، وهو ارتفاع حصيلة القتلى من المدنيين في غزة، إذ أعلن بايدن عن مقارنته بين حماس واستهدافها للمدنيين، وضبط النفس الذي تمارسه الولايات المتحدة وإسرائيل للحد من الضحايا بين صفوف العزل وذلك خلال حديثه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء الماضي، والذي قال فيه أيضاً: "نلتزم بقوانين الحرب، لأن قانون الحرب يهمنا، وهنالك فرق واضح".

 

إحدى البوارج الأميركية التي تستخدم كحاملة طائرات

 

ويوم الأربعاء الماضي، تحدث بايدن أيضاً مع رئيس الإمارات محمد بن زايد حول الحاجة لإبعاد أطراف أخرى عن استغلال النزاع الحالي مع تأمين المساعدات الإنسانية بحسب ما أعلنه البيت الأبيض.

ارتفاع الكلفة البشرية للحرب الإسرائيلية

وعند مغادرة بلينكن إسرائيل متوجهاً إلى الولايات المتحدة، صرح بأنه على يقين بأن إسرائيل ستتخذ كل الاحتياطات اللازمة، في أي عملية عسكرية تستهدف بها غزة.

إلا أن عدداً من المنظمات الإنسانية، بينها منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني، أعلنت عن سقوط ضحايا بين صفوف العاملين لديها هي أيضاً يوم الأربعاء الماضي، وفي إحاطة قدمتها منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء، أعلنت عن توثيقها لسبع وثلاثين هجمة على المرافق الصحية وعلى سيارات الإسعاف تسببت بمقتل ستة من الكوادر الطبية.

كما قتل تسعة موظفين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة منذ بدء الهجوم الأسبوع الماضي، وذلك بحسب ما أعلنته وكالة الغوث يوم الأربعاء.

على الرغم من أن جدول بلينكن الرسمي للأعمال اعتباراً من يوم الأربعاء، حتم عليه السفر إلى إسرائيل ومنها إلى الأردن، إلا أن المسؤولين الأميركيين ذكروا بأن رحلته قد تطول حتى يحشد الدعم من قبل الحلفاء الآخرين، إذ بعد محاولة أعداد كبيرة من أهالي غزة الفرار من القصف، أعلن مسؤولون أميركيون عن خوضهم نقاشات مع الحكومة المصرية لفتح معبر رفح الحدودي مع غزة، بما أن القاهرة عارضت  فكرة فتح المعبر والسماح لأعداد كبيرة من الغزاويين بدخول مصر بحسب ما أعلنه مسؤولون في الولايات المتحدة والشرق الأوسط.

ماتزال المباحثات جارية بهذا الشأن، حتى بين مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل. إذ لدى مصر مخاوف بعيدة المدى بشأن نشاط المقاتلين في شبه جزيرة سيناء المتاخمة لغزة، بما أن هذه المنطقة سبق أن شهدت نزاعاً حامي الوطيس في الحروب التي خاضتها مصر ضد إسرائيل. وفي الوقت الذي استخدمت القاهرة نفوذها مع مقاتلي حماس لتسهم في الوساطة الأميركية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في عام 2021، أعربت عن شديد قلقها وحذرها تجاه تلك الجماعة المقاتلة، كما أغلقت حدودها مع غزة لمنع المقاتلين من التسلل إلى سيناء.

ثمة شركاء آخرون للولايات المتحدة ممن لديهم خطوط تواصل مع حماس، وعلى رأسهم قطر وتركيا، ولهذا أجرى بلينكن اتصالات عديدة مع نظيريه في كلتا الدولتين طلب خلالها المساعدة في تأمين عملية تحرير الرهائن.

 

المصدر: The Wall Street Journal