icon
التغطية الحية

شهادات رئيس تركيا السابق في كتاب "تركيا الحديثة.. البحث في ذاكرة عبد الله غُل"

2023.03.24 | 08:59 دمشق

تركيا
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

"تركيا الحديثة: البحث في ذاكرة عبد الله غُل" كتابٌ جديد للكاتب اللبناني ثائر عبّاس، يصدر حديثاً عن دار "هاشيت أنطوان/ نوفل"، متضمناً سلسلة لقاءات شخصية أجراها المؤلف مع الرئيس التركي السابق "عبد الله غُل".

يتحدّث غُل في تلك اللقاءات عن مواضيع شتّى، مثل علاقات بلاده، خلال وجوده في السُلطة، مع البلدان العربية والفاعلين الإقليميّين في المنطقة. كما يُفرد مساحةً واسعة للإضاءة على اختلاف الرؤى بين الرئيس الحالي رجب طيّب أردوغان وأبناء الرعيل الأوّل لـ"حزب العدالة والتنمية".

"العدالة والتنمية" والسلطة في تركيا

لم يكن وصول حزب "العدالة والتنمية" إلى السُلطة في تركيا حدثاً عادياً، بل كان زلزالاً هادئاً، وقع على مراحل، وما انفكت تداعياته تؤثر على الجمهورية التي أسسها "مصطفى كمال أتاتورك"، وعلى علاقاتها الجيوسياسية بالدول المجاورة والبعيدة.

الكتاب يستند، وفق الناشر، إلى سلسلة طويلة من اللقاءات الشخصية مع ما وصفه بـ "الأب الروحي" والرئيس "الإسلامي" الأول لتركيا، القادم من هذا الحزب بالذات، عبد الله غُل. وبالإضافة إلى بحثٍ طويل في تاريخ البلاد، يتتبع هذا الكتاب رحلة صعود التيارات الإسلامية وهبوطها في تركيا.

يتناول غُل الأحداث بوضوح وبلا مواربة، وهو لا يناور في السرد أبداً. يتذكر الحقبة التي أوشكت فيها الدولة الثانية في حلف شمال الأطلسي (الناتو) على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ويتحدث مطولاً عن علاقات بلاده، خلال وجوده في السُلطة، مع الدول العربية الكبرى، وخاصة السعودية ومصر والعراق، وكذلك الأمر مع اللاعبين الإقليميين الكبار في منطقة الشرق الأوسط، مثل الولايات المتحدة الأميركية وإيران وإسرائيل.

الخلافات

وإن كانت علاقة غُل مع الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان، لا تزال قائمة على وشائج صداقةٍ قديمة، إلا أن الكتاب يفرد مساحةً واسعة للإضاءة على رؤى مختلفة "إلى درجة التناقض"، بين أبناء الرعيل الأول لحزب العدالة والتنمية من جهة، وأردوغان من جهة أخرى. خلافات تبدأ بتعديل الدستور التركي في المسألة الرئاسية، وتمرّ بأزمة تظاهرات حديقة "جيزي بارك"، ولا تنتهي بتسليط الضوء على فهم الدور التركي في الأزمة السورية.

عبر 15 فصلاً، يستعرض الكتاب، الذي وضع أمين جامعة الدول العربية السابقة عمرو موسى مقدمته، تاريخاً قصيراً، ولكنه محمّل بأوزار أثقل من عمر سنواته التي تمتد على عقدين سالفين. كتابٌ يلقي الضوء على مجريات الحاضر ويحاول الإجابة عن أسئلة المستقبل.