icon
التغطية الحية

شلل اقتصادي وخسائر تتجاوز المليار دولار.. "قسد" تواجه أكبر أزمة في تاريخها

2024.01.21 | 14:37 دمشق

آخر تحديث: 21.01.2024 | 14:37 دمشق

إخماد حريق في محطة كهرباء بمدينة القامشلي من جراء غارات يعتقد أنها تركية - 15 كانون الثاني 2024 (AFP)
إخماد حريق في محطة كهرباء بمدينة القامشلي من جراء غارات يعتقد أنها تركية - 15 كانون الثاني 2024 (AFP)
الحسكة – خاص
+A
حجم الخط
-A

بدأت آثار الغارات الجوية التركية على مواقع ومؤسسات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) تلقي بظلالها على الوضع الاقتصاد وواقع الخدمات في شمال شرقي سوريا، إذ تشهد المنطقة منذ أكثر من أسبوع، أزمة حادة في المحروقات، تكاد تكون الأسوأ على الإطلاق، بالنظر إلى حالة الشلل التي أصابت جميع القطاعات.

وقالت مصادر مطلعة لـ"تلفزيون سوريا"، إن تقديرات "قسد" تشير إلى أن قيمة خسائرها تتجاوز المليار دولار من جراء الغارات التركية الأخيرة، والتي استهدفت مواقع عسكرية ومحطات نفطية وبنية تحتية وشركات تجارية ومعامل في مناطق شمال شرقي سوريا.

ومنذ بدء التصعيد التركي ضد "قسد"، في 13 من كانون الثاني، تشهد الأسواق في مدن وبلدات شمال شرقي سوريا حالة من الجمود والركود الاقتصادي.

وكانت تركيا أطلقت موجة جديدة من الهجمات الجوية استهدف منشآت ومواقع وحواجز لـ"قسد" في شمال شرقي سوريا، رداً على مقتل 9 جنود أتراك على يد "حزب العمال الكردستاني" (PKK) داخل قاعدة عسكرية في منطقة عمليات "المخلب - القفل" شمالي العراق، إذ تعتبر أنقرة أن "قسد" هي امتداد لـ "PKK"، وأن كوادر الحزب هم "رأس حربة" في قيادة العمليات العسكرية والميدانية في سوريا.

انقطاع الغاز يرفع الأسعار ويغلق محال التجارية

وخرجت محطة "غاز السويدية" أكبر معامل الغاز وتوليد الكهرباء في سوريا عن الخدمة بشكل كامل، بعد تعرضها لأكثر من 6 غارات على مدى يومين متتاليين الأسبوع الفائت.

وتسبب توقف المعمل بارتفاع سعر أسطوانة الغاز في السوق السوداء من 80 ألف ليرة سورية إلى أكثر من 300 ألف، بينما أعادت "الكومينات" (لجان الأحياء التابعة للإدارة الذاتية) أسطوانات الغاز فارغة إلى الأهالي من جراء توقف المعمل، كما أغلقت عشرات المطاعم والأفران في الحسكة بسبب عدم توفر الغاز.

"أبو حسن" وهو صاحب أحد المطاعم في مدينة الحسكة، قال لموقع "تلفزيون سوريا"، إن "أسطوانة الغاز كانت تباع في السوق السوداء بسعر 85 ألف ليرة، ومع توقف معمل غاز السويدية وصل سعر الأسطوانة إلى 200 ألف، وارتفعت خلال اليومين الماضيين إلى أكثر من 300 ألف".

وأكد "أبو حسن" أن الفعاليات التجارية والاقتصادية المقربة والمحسوبة على "الإدارة الذاتية" لم ينقطع عنهم الغاز وما زالوا يحصلون عليه من الكميات المخزنة لدى الإدارة، بينما العشرات من أصحاب المشاريع (مطاعم ومعامل وأفران) التي تعتمد على الغاز توقفت بشكل كامل.

وشهدت أسعار جميع المواد والسلع ارتفاعاً بنسبة تتراوح بين 10 و 20 في المئة من جراء ارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل، مع انقطاع الكهرباء والغاز والوقود وارتفاع أسعار تأمينها.

شمال شرقي سوريا بلا كهرباء ومياه

وأخرجت الضربات التركية أيضاً محطة كهرباء السويدية عن الخدمة، إلى جانب محطات تحويل كهرباء في مدن القامشلي والقحطانية وعامودا والدرباسية وعين العرب (كوباني).

وتعتمد عملية ضخ المياه في مناطق سيطرة "قسد" على الكهرباء القادمة عبر الشبكة الرئيسية، الأمر الذي أدى إلى انقطاع مياه الشرب عن الأحياء بسبب انقطاع الكهرباء.

سلمى حسين (اسم مستعار) من مدينة القامشلي، قالت لموقع "تلفزيون سوريا" إن "المياه عبر الرئيسية انقطع عن العديد من أحياء المدينة منذ عدة أيام بالتزامن مع انقطاع الكهرباء العامة".

وأدى انقطاع المياه إلى ارتفاع أسعار صهاريج المياه الصالحة للشرب، حيث بلغ سعر كمية الألف لتر مياه 70 ألف ليرة بدلاً من 30 ألفاً.

ويعيش معظم سكان مناطق محافظة الحسكة في الظلام ليلاً، من جراء عدم توفر مادة المازوت وتوقف مولدات الكهرباء المخصصة للأحياء والأسواق.

أصحاب مولدات في محافظة الحسكة، قالوا لموقع "تلفزيون سوريا"، إنهم لم يتسلموا مخصصاتهم من مادة المازوت منذ أيام، بحجة "إخراج الضربات التركية محطات النفط والتكرير عن الخدمة".

وأضاف صاحب مولدة كهرباء، أن "مؤسسات قسد تعاني من فساد واسع، ويستغل مسؤولوها الأزمات لجني أكبر قدر من الأموال، عبر الامتناع عن توفير الخدمات من مياه وغاز وكهرباء للمواطنين، لدفعهم إلى الشراء من السوق السوداء بأسعار مرتفعة".

توقف بيع وشراء العقارات

وشهدت مناطق شمال شرقي سوريا تراجعاً كبيراً في حركة العمران، خلال العامين الماضيين، إلا أنها أصيبت بالشلل عقب الهجمات التركية أواخر العام الفائت ومطلع الشهر الجاري.

وقال مقاول عقاري لموقع "تلفزيون سوريا" (فضل عدم الكشف عن اسمه)، إن "ما يتجاوز نسبته الـ 30 في المئة من عقارات المنطقة معروضة للبيع بعد الخسائر المتلاحقة في قطاع العقارات بالمنطقة".

وأوضح أن "سكان المنطقة من المغتربين أصبحوا يسحبون أموالهم من المنطقة، بعد أن كانوا يستثمرونها في العقارات والمشاريع الصغيرة".

ويرى المقاول أن "الوضع الأمني غير المستقر وتكرار الهجمات التركية إلى جانب ارتفاع أسعار مواد البناء وارتفاع رسوم التراخيص والتخبط الإداري لمؤسسات الإدارة الذاتية وتفشي الفساد والمحسوبيات ساهم في إيصال قطاع العمران لحالة من الشلل مؤخراً".

تركيا تعلن تدمير 114 هدفاً شمالي سوريا والعراق

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن، يوم الثلاثاء، عن استهداف 78 مسلحاً من "حزب العمال الكردستاني – "PKK "وقسد" وتدمير 114 هدفاً، وذلك بغارات جوية نفذها الجيش التركي خلال خمسة أيام شمالي سوريا والعراق.

وأكد مضي بلاده قدماً في مكافحة "حزب العمال الكردستاني" في سوريا والعراق.

ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر أمنية تركية، أن الاستخبارات التركية استهدفت البنية التحتية لـ "بي كي كي" الذي تصنفه أنقرة إرهابياً في سوريا.