icon
التغطية الحية

شبكة في 20 دولة.. كيف اشترى "تنظيم الدولة" الأسلحة عبر العالم؟

2020.12.09 | 10:37 دمشق

gettyimages-870518942.jpg
أسلحة من أحد مستودعات "تنظيم الدولة" في دير الزور استولى عليها جيش النظام في تشرين الثاني 2017 - AFP
+A
حجم الخط
-A

كشف تقرير أعده "مركز أبحاث تسليح النزاعات" عن الوسائل التي استخدمها "تنظيم الدولة" للإفلات من مراقبة سلطات دول العالم، بغرض الحصول على الأسلحة والذخائر.

واستغرق المركز، المتخصص بالبحث في إمدادات الأسلحة في مناطق النزاعات حول العالم، 18 شهراً لرسم خرائط الشبكات البشرية والمالية وراء الشراء العالمي للسلع والتقنيات لإنتاج أسلحة "تنظيم الدولة"، حيث يظهر كيف أخفى قادة التنظيم جهودهم وراء شركات وهمية واتصالات بأسماء مستعارة ومشترين بالوكالة.

وأوضح التقرير أن التنظيم تمكّن من خلال سيطرته على مساحات شاسعة من سوريا والعراق بين عامي 2014 و2019 من شراء أطنان من المواد المتفجرة والمعدات الإلكترونية والطائرات بدون طيار، دون لفت الانتباه.

واستخدم التنظيم شركات وهمية وعائلية، وتحويلات مالية سرية وغيرها، ونسج خلال فترة من الزمن شبكة موزعة على أكثر من 20 دولة حول العالم.

 

مخطط شبكي يوضح آلية شراء التنظيم للإلكترونيات وعجينة الألومونيوم الورقي.jpg
مخطط شبكي يوضح آلية شراء التنظيم للإلكترونيات وعجينة الألومونيوم

 

وقدم التقرير العديد من الأمثلة التي توضح الطريقة التي استخدمها التنظيم في شراء الأسلحة عبر العالم، من بينها متجر هواتف صغير، استخدمه لشراء ستة أطنان من عجينة الألمنيوم، في حين دفع موزع صغير للمنتجات الزراعية التركية نحو 200 ألف دولار للحصول على 78 طناً من الوقود الدافع الذي يستخدم في صنع القذائف.

 

براميل عجينة الألمنيوم الورقية المصنوعة في الصين حصل عليها التنظيم من موزع في اسطنبول - تشرين الثاني 2017.jpg
براميل عجينة الألمنيوم الورقية المصنوعة في الصين حصل عليها التنظيم من موزع في إسطنبول - تشرين الثاني 2017

 

مخزن في الموصل لمادة السوربيتول تيريوس التي حصل عليها التنظيم عبر شبكته التجارية  - تشرين الثاني 2016.jpg
مخزن في الموصل لمادة السوربيتول تيريوس التي حصل عليها التنظيم عبر شبكته التجارية - تشرين الثاني 2016

 

صور دعائية نشرها التنظيم تُظهر منشأة لإنتاج مادة HME في الفلوجة العراق - 2015.jpg
صور دعائية نشرها التنظيم تُظهر منشأة لإنتاج مادة HME في الفلوجة العراق - 2015

 

مكونات عبوات ناسفة تم الاستيلاء عليها من قبل قوات الأمن العراقية في جنوب الموصل بالعراق - آذار 2017.jpg
مكونات عبوات ناسفة تم الاستيلاء عليها من قبل قوات الأمن العراقية في جنوب الموصل بالعراق - آذار 2017

 

ويكشف التقرير عن شراء أسمدة النترات، وعجينة الألمنيوم المستخدمة في إنتاج المتفجرات، بالإضافة إلى وقود الصواريخ والطائرات بدون طيار.

وأوضح التقرير أنه بين عامي 2015 و2017، عُثر على نحو مئة صفيحة تحتوي على عجينة الألومنيوم المنتجة في الصين، في جميع المناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم.

واعتمد التنظيم بشكل خاص على الأفراد والشركات العائلية التي كانت تعمل كوسطاء بالقرب من مناطق انتشاره، لا سيما في جنوب تركيا.

وأشار المركز في تقريره إلى أنه "ليس في وضع يمكّنه من إثبات أن هؤلاء الوسطاء تصرفوا عن دراية، لكنهم شكّلوا نقاط اتصال أساسية في سلسلة توريد التنظيم".

 

50 شركة في 20 دولة

وشكّلت شبكة "تنظيم الدولة" كياناً يتاجر بحرية في أرجاء العالم الأربعة، وحدد التقرير أكثر من 50 شركة، في أكثر من 20 دولة، قامت بإنتاج أو توزيع منتجات استخدمها مقاتلو التنظيم.

واستند التنظيم إلى إدارة شركات مسجلة قانونياً، وخدمات لوجستية فعالة داخل دولته التي أنشأها، ومواقع إلكترونية وهمية، وشبكة اتصالات آمنة، وتحويلات مصرفية، وعمليات دفع عبر الإنترنت.

ويشير التقرير إلى أن تحقيقات سابقة أشارت إلى أن مقاتلي التنظيم استخدموا أفراداً وشركات متمركزة في الدنمارك وإسبانيا وسوريا وتركيا والمملكة المتحدة.

فضلاً عن ذلك، حاول "تنظيم الدولة" إنتاج وتطوير الأسلحة، حتى إنه حاول إنتاج نظام آلي مضاد للطائرات، على الرغم من عدم وجود دليل على نجاحه في ذلك.

كما وثّق التقرير وجود 28 طائرة بدون طيار، تم تعديلها لتكون مسلحة، وكذلك حاول التنظيم الحصول على نظام تتبع بصري، وهو عنصر محتمل لنظام آلي مضاد للطائرات في المستقبل.

ويحاول "تنظيم الدولة"، منذ نهاية خلافته في آذار من العام 2019، إعادة بناء نفسه في بلاد الشام، وتوجيه ما يمكن اعتباره ضربات محدودة ولكن ثابتة، في الوقت الذي يبدو ما تبقى من شبكة إمداده أكثر غموضاً، ويصفه المحلل المستقل لشؤون سوريا، ومستشار مجموعة الأزمات، سام هيلر، بأنه "نشاط منخفض الموارد".

 

 

اقرأ أيضاً: الميليشيات وشبكات التهريب بين العراق وسوريا!