icon
التغطية الحية

شبح العمليات العسكرية يحوم في إدلب من جديد

2020.05.27 | 12:29 دمشق

_110839788_mediaitem110839787.jpg
تلفزيون سوريا - فراس فحام
+A
حجم الخط
-A

عاد شبح العمليات العسكرية ليحوم في إدلب من جديد، حيث تتالت المؤشرات التي تدل على احتمالية اتجاه روسيا وقوات النظام إلى التصعيد الميداني.

وشهدت محافظة إدلب خلال الأسابيع الماضية تحركات عسكرية، من طرف قوات النظام وروسيا، ومن الطرف التركي أيضا.

وتتزامن هذه التحركات مع بوادر توتر روسي – تركي في ليبيا، في ظل تصاعد العمليات العسكرية المدعومة تركياً في الغرب الليبي.

 

عمليات رصد واستطلاع روسية

تجري طائرات الاستطلاع الروسية منذ منتصف شهر أيار الجاري عمليات مسح واسعة لمناطق جنوب إدلب، تركزت بشكل أساسي على مداخل منطقة "جبل الزاوية" من جهة منطقة معرة النعمان وجهة طريق دمشق – حلب الدولي.

ونشرت الفرقة 25 المرتبطة بقاعدة حميميم الروسية وحدات استطلاع ورصد ميدانية على خطوط التماس مع فصائل المعارضة السورية جنوب وشرق إدلب، حيث تسبق عمليات الاستطلاع هذه عادة تقدم القوات البرية.

وانتشر الأسبوع الماضي قرابة 200 مقاتل من ميليشيا "فاغنر" الروسية على خطوط التماس في جنوب وشرق إدلب، وهم عبارة عن مجموعات قنص وتسلل ليلي.

وترى روسيا أن السيطرة على "جبل الزاوية" خطوة ضرورية من أجل ضمان فتح الطريق الدولي حلب – اللاذقية المعروف بـ (M4).

كما أن طريق دمشق – حلب الدولي لايزال مهدداً، ولا يمكن ضمان استعادة عمله في ظل سيطرة فصائل المعارضة على مناطق حاكمة للطريق قرب مدينة سراقب.

 

استعدادات تركية

أجرت تركيا جملة من الترتيبات العسكرية تحسباً لعودة المعارك والمواجهات إلى محافظة إدلب. حيث أنهى الجيش التركي قبل أكثر من أسبوع تدريب وتنظيم قرابة 5000 مقاتل يتبعون للجبهة الوطنية للتحرير، سيكون لهم دور أساسي في أي مواجهات قد تندلع مع قوات النظام المدعومة روسياً، وتضمنت التدريبات استخدام أسلحة متطورة مضادة للمدرعات والطائرات.

وسيرتبط هؤلاء المقاتلون السوريون بشكل مباشر مع قواعد القيادة التركية في المنطقة، وذلك من أجل تسهيل عملية التنسيق والتحرك الميداني عند الحاجة.

وعزز الجيش التركي خلال الأسبوعين الماضيين مواقعه في قاعدة أنشأها سابقاً في بلدة "معترم" شمال مدينة أريحا، كما أسس نقطة عسكرية جديدة في تل النبي أيوب أعلى قمة في "جبل الزاوية"، ودعم نقاطه العسكرية قرب بلدة "البارة" بجبل الزاوية، وأيضاً في بلدتي "بداما" و "الغسانية" في ريف جسر الشغور.

وقام الجيش التركي في قاعدتي "مطار تفتناز" و "معسكر المسطومة"  بمحافظة إدلب بنصب منظومات دفاع جوي متوسطة المدى، أمريكية الصنع من طراز MIM23-Hawk ، يصل مداها إلى 25 كليومتراً بارتفاع يبلغ 13.7 كيلومترا.

ويبدو أن عودة العمليات العسكرية ستكون البديل عن توصل كل من روسيا وتركيا إلى توافق كامل على تثبيت الهدنة بشكل دائم في محافظة إدلب، يتضمن آلية واضحة لفتح الطرقات الدولية وضمان عملها مجدداً.

وكان وزير الدفاع التركي "خلوصي آكار" أكد في تصريحات له أدلى بها في الخامس والعشرين من شهر أيار أن بلاده تبذل ما بوسعها للتوصل إلى حل سياسي في إدلب، وأنها تعمل على تأمين وقف إطلاق نار دائم في المحافظة.

ومن غير المستبعد أن تنعكس الأوضاع في ليبيا على محافظة إدلب، فقد تلجأ روسيا إلى التصعيد شمال غرب سوريا لمحاولة عرقلة العمليات التركية في غرب ليبيا وامتدادها إلى وسط وشرق البلاد، حيث أرسلت موسكو منتصف الشهر الحالي ثمانية طائرات حربية إلى شرق ليبيا، في حين تتجه تركيا إلى إرسال ستة طائرات من طراز F16 إلى قاعدة "الوطية" التي بسطت سيطرتها عليها حكومة الوفاق الوطني منتصف أيار الجاري الجاري، وبالتالي فإن ارتفاع حدة التوتر قد تؤدي إلى توسع الخلافات في مختلف مناطق نفوذ أنقرة وموسكو.