سوريّة تخبز الكعك لكنيسة بريطانية

أصبحت هند البلخي التي انتقلت للعيش في نيوتاون في ويلز التابعة للمملكة المتحدة مع عائلتها قبل أربع سنوات صديقة لكنيسة كل القديسين، وهي الآن تتطوع مع آخرين في الكنيسة لطهو الطعام وإعداد موائد غداء يوم الأحد في كل أسبوع إلى جانب تطوعها في حفلات الشاي التي تقام عصراً.

فقد سُرت القسيسة في كنيسة كل القديسين واسمها ناي واين موريس أيّما سرور وهي ترحب بالناس من كل الطوائف والأديان الذين لم يقدم أي منهم الدعم للمجتمع المحلي، لكنها تقول عن هند: "هند سيدة متدربة مسلمة جميلة تسعى لمساعدة المجتمع والتعاون مع الكنيسة المحلية في هذا المجال. وبما أننا نمثل من يترددون على الكنيسة للصلاة فيها لذا فإننا نرى أنها غمرتنا بالتزامها وأدخل كرمها السرور والسعادة إلى نفوسنا".

إذ قام ذلك الفريق في يوم الأحد الماضي بطهو وتوزيع 83 وجبة غداء على أهالي مدينة نيوتاون وما حولها. فقد انطلق هذا التقليد الأسبوعي بالتعاون مع شبكة نيوتاون خلال فترة الإغلاق واستمر حتى الآن، حيث يتم تحويل أسماء العائلات والأفراد إما بصفة شخصية أو عبر مصرف الغذاء في المدينة أو من خلال الممرضين أو فريق الصحة العقلية التابع لتلك المقاطعة.

وحول هذه التجربة تحدثنا هند فتقول: "إنها جميلة بالنسبة لي، كوني مسلمة تتدرب على التعاون معكم، أنتم المسيحيون المتدربون على مساعدة المحتاجين. إن الانضمام إلى هذا الفريق يعتبر فرصة بالنسبة لي لألتقي بالمزيد من الأصدقاء ولأطور لغتي الإنكليزية".

فقبل أربع سنوات تحولت نيوتاون إلى ملاذ آمن بالنسبة لمجموعة صغيرة من اللاجئين الذين هربوا بسبب الحرب الدائرة في سوريا، وقد أصبحت تلك العائلات جزءاً من المجتمع المحلي وأصبح أولادها يرتادون المدارس والنوادي المحلية. كما أصبح أعضاء الكنيسة ينضمون بصورة منتظمة للعائلات السورية ليحتفلوا معها بحفلات الخطوبة والزفاف والولادة. وتضيف ناي: "تقوم كنيسة كل القديسين كل أسبوع ببث قداس عبر اليوتيوب، وتقوم هند وعائلتها بمتابعة تلك القداديس بشكل منتظم ودائماً يتركون لنا تعليقات تحمل كثيرا من التشجيع، ولقد ذكرني ذلك بأنه لا ينبغي للدين أن يصبح عائقاً بين البشر، لذا كثيراً ما نتحاور حول النقاط المشتركة التي تجمع بين هاتين الديانتين".

هذا وتقع كنيسة كل القديسين في منطقة سيديوين ميشن التي تضم قرى وتجمعات حول نيوتاون، وهي تتبع أبرشية القديس أساف، إحدى الأبرشيات الست التابعة لكنيسة ويلز، وهي مقاطعة مستقلة تتبع للطائفة الأنغليكانية. وفي الأوقات العادية تقام القداديس المعتادة وكذلك الأنشطة الاعتيادية في 214 كنيسة بما أن تلك الأبرشية تهتم بأمر 51 كنيسة أقيمت في مدارس ويلز.   

المصدر: كاونتي تايمز