icon
التغطية الحية

"سوء تغذية وفقر دم".. قصة سوري احتُجز على سفينة في مصر 4 أعوام

2021.03.24 | 14:28 دمشق

seafarer-aman-780x470.jpg
سبلاش 247- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

عُرضت باخرة الشحن التي تحمل اسم: (أمان) في المزاد العلني، لينتهي بذلك فصل طويل ومأساوي امتد قرابة أربع سنوات في حياة ساكنها الوحيد.

إذ عندما احتجزت (أمان) في مرفأ السويس بمصر في تموز من عام 2017، ظل الضابط محمد عايشة الشخص الوحيد على متنها طيلة شهرين من الزمان، ومايزال فيها حتى يومنا هذا، بالرغم من أن السنوات الأربع التي مرت عليه هناك كانت قاسية على كل من محمد عايشة وتلك السفينة التي ترفع علم دولة البحرين.

اقرأ أيضاً: قصة بحارة سوريين تقطعت السبل بسفينتهم في ميناء مومباسا بكينيا

إذ منذ أن أقرت المحكمة بأنه الحارس القانوني الوحيد لتلك السفينة، ارتبط مصيره بمصيرها بحكم القانون، فلم يعد بوسعه تركها، كما أن تجميد بيع السفينة يعني بأنها لا تقدر على تركه.

وبالنسبة لعايشة، يمثل عام 2021 العام الرابع لاحتجازه في هذا السجن العائم، الذي يوجد فيه بمفرده تماماً، ولهذا تدهورت حالته الجسدية والنفسية يوماً بعد يوم، حيث ضعفت طاقته، واختفى النور من وجهه وبهت، وصار يسبح وصولاً إلى الشاطئ ليؤمن أساسيات الحياة مثل الطعام والشراب، معرضاً حياته للخطر في كل مرة يقوم فيها بذلك.

وقد خاطب عايشة الاتحاد الدولي لعمال النقل طالباً منه المساعدة فقال: "في آذار من العام المنصرم، انجرفت السفينة نحو اليابسة بسبب سوء الأحوال الجوية، ومنذ ذلك الحين لم يقدم لي أحد المياه الصالحة للشرب ولا المؤونة ولا وقود التدفئة، وصار لزاماً علي أن أسبح إلى الشاطئ كل بضعة أيام لأجلب الطعام والماء ولأشحن هاتفي".

عندها طالب الاتحاد الدولي لعمال النقل السلطات المصرية والبحرينية بإعادة عايشة إلى وطنه سوريا، إلا أن هذا الطلب لم يلق إلا آذاناً صماء حتى الآن.

سوء تغذية وفقر دم

هذا وقد أدرجت قاعدة بيانات الشحن التي تحمل اسم إيكويسيز شركة تايلوز للشحن كجهة مالكة لتلك السفينة.

يذكر أن طبيباً قد قام بمعاينة هذا الرجل الذي تقطعت به السبل في البحر وذكر بأنه يعاني من سوء التغذية وفقر الدم وآلام في ساقيه، كما بدت عليه آثار العطب النفسي بسبب المعاملة التي تعرض لها.

وإلى جانب هذا العلاج الطبي الذي تم تقديمه لعايشة، عرض الاتحاد الدولي لعمال النقل دفع أجور الإقامة في الفنادق وحجوزات الطيران حتى يتمكن هذا البحار من العودة إلى بلده، إلا أن السلطات المصرية تحتجز جواز سفره، وترفض التعاون على تغيير وضعه، كما أن جواز سفره انتهت مدة صلاحيته، مما زاد الوضع سوءاً.

ولهذا يرى ستيف تروزديل منسق قسم التفتيش لدى الاتحاد الدولي لعمال النقل بأن محنة عايشة هي واحدة من أسوأ حالات التخلي والهجران التي مرت عليه في حياته، وعلق على ذلك بالقول: "إنه لأمر مشين بعد مرور أربع سنوات من العمل ككبش فداء بصورة قانونية من أجل هذه السفينة أن تواصل السلطات المسؤولة عن هذا الميناء المصري امتناعها عن القيام بأي شيء".

ولقد خاطب الاتحاد الدولي لعمال النقل منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة وطلب من تلك الجهة الدولية أن تتدخل لمعالجة أمر هذا الضابط.

وفي الوقت الذي تم فيه إغلاق ملف بعض الحالات التي تم فيها التخلي عن طواقم البحرية ثم بعد نضال مرير انتهت بالعفو والرحمة لهؤلاء، لا تبدو أي بادرة من هذا القبيل بالنسبة لسفينة الشحن المريعة هذه كما لا تلوح أي بارقة أمل بخصوص التخفيف من القيود المفروضة عليها، وذلك مع الإبلاغ عن حالات مشابهة جديدة بشكل منتظم خلال الأشهر الأولى من عام 2021 إذ تتصدر كل من إيران واليمن والنقطة الساخنة للتخلي عن طواقم البحرية النظامية، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة قائمة المواقع التي سجلت فيها حالات تخل عن الطواقم مؤخراً.

 

المصدر: سبلاش 247